والجدير بالذكر أن هذه التقنية تقوم على أساس تصميم نموذج رقمي للمنتج المراد تصنيعيه بواسطة برامج حاسوبية خاصة بحيث يتم تصميم المنتج على شكل طبقات أو شرائح تضاف الواحدة تلو الأخرى بطريقة متتالية حتى يكتمل بناء المنتج ويظهر بشكل ثلاثي الأبعاد وفقاً للقياسات المطلوبة، وبعد اكتمال التصميم ثلاثي الأبعاد في الحساب الآلي يأتي دور جهاز الطابعة الثلاثية بحيث تقوم ومن خلال أوامر محددة بإذابة المادة الخام ونفثها لبناء المنتج طبقة تلو الأخرى ومن هنا جاء مصطلح الصناعة بالإضافة، وما يميز هذه الطريقة أنها سهلت عملية تصنيع المنتجات المعقدة بالإضافة إلى أنها كانت حلاً رائعاً للإنتاج حسب الطلب وتلبية حاجات أكثر فئة ممكنة من المستخدمين وأصحاب المتطلبات الخاصة.
وتمتاز هذه التقنية أيضاً بانها وفرت التكاليف المالية ذات العلاقة بتصميم وتصنيع واختبار القوالب المستخدمة في خطوط الإنتاج التقليدية للتأكد من جودتها، وذلك من خلال استبدالها بالنماذج الرقمية الحاسوبية والتي يسهل التعامل معها من خلال التعديل والتطوير وإعادة التصميم دون الحاجة لدفع تكاليف مادية إضافية بالإضافة إلى الوفر المتحقق في التكاليف المتعلقة باختصار زمن عملية التصنيع نفسها.
وقد شهدت السنوات الأخيرة تناميا متسارعا وانتشارا كبيرا في استخدام هذه التقنية وذلك بعد زوال المشاكل المتعلقة بحظر الاستخدام بسبب حقوق الملكية الفردية مما أدى إلى انخفاض تكلفتها وسهل دخولها في تطبيقات كثيرة في الصناعات الطبية كصناعة قوالب الأسنان والحشوات، كما أن الأبحاث الطبية الحالية تقوم بدراسة إمكانية استخدامها في التطبيقات الحيوية الأخرى مثل صناعة الهياكل العظمية والمفاصل والغضاريف والأطراف الصناعية وغيرها بهدف زراعتها في جسم الإنسان، ومن تطبيقات هذه التقنية استخدامها في مجال البناء والتشييد حيث أعلن برنامجا الإسكان وتطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية في المملكة منذ حوالي ثلاثة أعوام عن نجاح تجربة بناء أول منزل باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في الشرق الأوسط في مدة لا تتجاوز الخمسة أيام، كما يمكن الاستفادة من هذه التقنية في العديد من الصناعات الاستهلاكية والعسكرية الأخرى.
ختاماً فإن تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد أو الصناعة بالإضافة تعتبر من التقنيات الواعدة حيث تشير توقعات مؤسسة استسيا (statista) المتخصصة في أبحاث الأسواق إلى أن حجم الطلب العالمي المتوقع على الطابعات الثلاثية والمواد والخدمات المرتبطة بها سيصل إلى حوالي 50 مليار دولار بحلول العام 2025م.
@abolubna95