DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

«الجراحين الأمريكية» تشيد بدراسة سعودية عن جراحات سمنة الأطفال

أكدت أنها الأكبر والأطول من نوعها باعتمادها على متابعة 10 سنوات

«الجراحين الأمريكية» تشيد بدراسة سعودية عن جراحات سمنة الأطفال
أشادت كلية الجراحين الأمريكية في مجلة «جورنال أوف ذي أمريكان كوليدج أوف سيرجنز» (Journal of the American College of Surgeons) بدراسة سعودية ركزت على تأثيرات جراحات السمنة على الأطفال بعد فترة متابعة استمرت لمدة 10 سنوات، لتكون بذلك الدراسة الأكبر والأطول من نوعها من حيث حجم العينة ومدة فترة البحث.
آمنة وفعالةوقالت المجلة عن الدراسة وفقا لترجمة «اليوم» من موقعها الإلكتروني: «أظهرت النتائج الأولى المعروفة للدراسة، التي استمرت لمدة 10 سنوات لبحث نتائج عملية إنقاص الوزن طفيفة التوغل، التي تسمى بتكميم المعدة للمرضى الأطفال أنها آمنة وفعالة على المدى الطويل، مع خسارة في الوزن الزائد بمعدل يصل إلى 71 %».
ولفتت المجلة إلى أن الدراسة، التي وصفتها بـ «الكبيرة» لم تجد أي اختلافات في فقدان الوزن أو مسار النمو العمودي بين المرضى، الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 14 عاما ومرضى الأطفال الأكبر سنا.
تكميم آمنوقال مؤلفو الدراسة تحت إشراف المتخصص في جراحات السمنة، والحاصل على جائزة التميز من الجمعية الأمريكية لجراحات السمنة عام 2018، د. عائض بن ربيعان القحطاني، إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أنه لا ينبغي أن يكون هناك حد أدنى للعمر لإجراء عملية تكميم المعدة، وهو ما يتوافق مع الإرشادات الحديثة بشأن إجراءات التمثيل الغذائي والسمنة للمرضى الأطفال.
ولفتت الدراسة إلى أن الأطفال والمراهقين، الذين خضعوا لعملية إنقاص الوزن الشائعة لعلاج السمنة المفرطة فقدوا الوزن بأمان بشكل كبير وطويل الأمد، مع تحسين المشاكل الطبية المتعلقة بالسمنة، دون إعاقة مسيرة نموهم. ونشرت الدراسة، التي تتضمن أطول متابعة معروفة عالميا لمرضى الأطفال بعد تكميم المعدة بالمنظار على الإنترنت في مجلة الكلية الأمريكية للجراحين قبل الطباعة.
انخفاض المضاعفات ووفقا لمؤلفي الدراسة، الذين أجروا البحث في المملكة، فإن المعلومات المتوافرة عن نتائج هذه العملية لفقدان الوزن لدى الأطفال والمراهقين بعد 5 سنوات لم تكن كافية، وقالت مجلة كلية الجراحين الأمريكية: «إجراء تكميم المعدة بات الآن أكثر شيوعا عن عملية تحويل مسار المعدة، نظرا لانخفاض معدلات المضاعفات».
تفاصيل العمليةخلال هذه العملية، يقوم الجراحون بتقسيم وإزالة جزء من المعدة، تاركين الأجزاء المتبقية المدبسة لعمل «كم» على شكل معدة بحجم الموز، وتتيح هذه المعدة الجديدة الأصغر حجما التي تشبه الأنبوب، للمرضى تناول كميات أقل من الطعام وفقدان الوزن في الوقت ذاته، كما أنها فعالة للغاية، لأن الجراحين يزيلون الجزء من المعدة الذي يحتوي على هرمون «الجوع» المحفز لشهية الإنسان.
وأشار القحطاني -المؤلف الرئيسي للدراسة-، إلى أن النتائج طويلة الأمد أظهرت أن المرضى فقدوا ما يقرب من 30 % من وزنهم الإجمالي في المتوسط، وكان لديهم انعكاس واسع النطاق لمرض السكري من النوع 2 وعوامل الخطر الرئيسة لأمراض القلب، مع عدم وجود وفيات مرتبطة بالإجراء أو مضاعفات كبيرة، وأضاف: «تقدم نتائجنا دليلا واضحا يجب أن يزيل التردد في إجراء العلاج الجراحي للسمنة لدى الأطفال والمراهقين الصغار، ممن بمقدورهم الاستفادة من العملية، ولدينا حل تم إثبات فاعليته يمكنه القضاء على السمنة المفرطة والأمراض المصاحبة لها، أو ما يسمى بالأمراض ذات الصلة».2500 مشاركوأكد الدكتور القحطاني أن هذه الدراسة هي الأكبر من نوعها حتى الآن في هذه الفئة العمرية، إذ شارك فيها أكثر من 2500 شخص تتراوح أعمارهم بين 5 و21 عاما، وهذه الفئة العمرية أصغر مما كانت عليه في العديد من الدراسات الأمريكية.
وبين عامي 2008 و2021، خضع المرضى لعملية تكميم المعدة. وقبل العملية، كان ما يقرب من واحد من كل 10 مرضى مصابا بداء السكري من النوع 2 أو الدهون غير الطبيعية «دهون الدم». وكان ارتفاع ضغط الدم أكثر انتشارا عند 15 % من هؤلاء المرضى الشباب، وتزيد السمنة، التي تصيب 18.5 % من الشباب في الولايات المتحدة، من مخاطر هذه الحالات الطبية الخطيرة، بالإضافة إلى أمراض الكبد الدهنية وتوقف التنفس أثناء النوم والاكتئاب، وغير ذلك من المشكلات الصحية.
وحول العلاقة بين فقدان الوزن طويل الأمد وتحسين الصحة، فقد استمر مرضى الأطفال في تحقيق نتائج جيدة بعد 7 إلى 10 سنوات من العملية، حيث حافظوا على معدل خسارة بنسبة 71 % من الوزن الزائد، وتم التعامل مع مرض السكري من النوع 2 في أكثر من 7 من كل 10 مرضى مصابين، وأصبحت الدهون وضغط الدم طبيعيين في أكثر من 57 % من المرضى، الذين عانوا في السابق دهونا غير طبيعية وارتفاع ضغط الدم، وكلاهما من عوامل الخطر للإصابة بأمراض القلب.
مراحل النموونظرا لأن العديد من مرضاهم لم يصلوا بعد إلى الطول الكامل للبالغين، يمكن للباحثين مقارنة سرعة النمو -الذي يظهر في الطول- بين مرضى الأطفال الأصغر والأكبر سنا. ووجدوا أن سرعة النمو لم تتأثر، ولم تختلف بين المرضى، الذين يبلغون من العمر 14 عاما أو أقل مقابل أكبر من 14 عاما.
وتتفق نتائج هذه الدراسة مع المبادئ التوجيهية الموجودة حاليا، حيث قال د. القحطاني إن النتائج التي توصلوا إليها تتوافق مع الأدلة العلمية الراهنة، التي توصي بالتدخل الجراحي المبكر، ولا تنصح أحدث الإرشادات الصادرة عن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، والجمعية الأمريكية لجراحة السمنة والتمثيل الغذائي بالانتظار حتى بلوغ الطفل مرحلة النضج إذا كانت الجراحة موصى بها للطفل بناء على وزنه والأمراض المرتبطة بالسمنة، وتابع: «إذا تدخلت جراحيا مبكرا، يمكنك علاج الأمراض المرتبطة بالسمنة لدى الأطفال منذ البداية وتحسين نوعية حياتهم، لكن إذا انتظرت لفترة أطول، فقد تصبح أمراضهم غير قابلة للشفاء».
نتائج مبشرةوعزا د. القحطاني نتائج دراستهم الجيدة إلى مجموعة من العوامل، أهمها ما يلي:
• استخدم الجراح الاختلافات في تكميم المعدة التي قاموا بها، وهو ما يعتقد أنه يقلل من احتمالية استعادة الوزن.
• كان للمرضى إمكانية الوصول الدائم إلى رعاية المتابعة، والاتصال الهاتفي بالفريق الجراحي والطبي.
• ساعدت أسرة المريض في ضمان امتثال طفلهم لتوصيات ما بعد الجراحة.
وأوضح أن هناك مصدر قوة آخر للدراسة، وهو توزيع المرضى على أساس الجنس أكثر من الدراسات السابقة، فالفتيات أكثر احتمالا من الفتيان لإجراء عملية إنقاص الوزن، لكن رغم ذلك فالمرضى الذكور شكلوا 45 % من عينة هذه الدراسة.
ويشمل المؤلفون المشاركون في الدراسة أيضا محمد الأحمدي، بكالوريوس الطب والجراحة، وحنان عبد ربه، بكالوريوس الطب والجراحة من مركز نيو يو الطبي، ود. سلطان القحطاني من جامعة الملك عبدالعزيز في جدة.
جدير بالذكر، أن البحث حصل على تمويل من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، حسب مجلة كلية الجراحين الأمريكيين، ويأتي ذلك ضمن مجموعة واسعة من الأبحاث البارزة، التي لفتت الأضواء عالميا إلى التقدم العلمي، الذي أحرزته المملكة مؤخرا.
شارك فيها أكثر من 2500 شخص تتراوح أعمارهم بين 5 و21 عاما
أكدت أن عمليات إنقاص الوزن الشائعة لا تعوق نمو الأطفال والمراهقين
أوصت بالتدخل الجراحي المبكر لعلاج سمنة الأطفال لتحسين نوعية حياتهم
النتائج تشير إلى عدم تحديد حد أدنى للعمر لإجراء عملية «تكميم المعدة»