من الرياض إلى جازان استمرت المسيرة لثلاثين عاما من الحرب والسلم والسياسة والقوة ضم خلالها الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- جميع مناطق المملكة تحت لواء القرآن والسنة، حتى تكللت كل تلك الجهود بالإعلان عن قيام المملكة العربية السعودية وفق المرسوم الملكي الصادر بتاريخ الثالث والعشرين من سبتمبر وتوج هذا الإعلان إنجازات الملك المؤسس العظيمة الرامية إلى توحيد البلاد وتأسيس دولة شامخة، تقوم على تطبيق أحكام الشريعة، وبهذا الإعلان قامت المملكة، التي أصبحت دولة قوية في أفعالها وإنجازاتها ومكانتها الإقليمية والدولية، كان السعوديون قبل التوحيد منقسمين على أسس مناطقية وقبلية وغيرها، إلا أن كل ذلك أصبح من الماضي العسير، وأصبح السعوديون من بعد قيام التوحيد يعيشون بمزيد من الاستقرار والرفاهية وكل سبل الحياة الكريمة، بفضل من الله ثم بجهود المؤسس ومن بعده جهود أبنائه الملوك رحمهم الله جميعا.
وفي أحلك الظروف وأصعبها الوقت الذي كانت قوى الاستعمار تشد رحالها من المنطقة المحيطة وترسم جيوشها حدود تلك الدول المستعمرة، كان عبدالعزيز قد رسم حدود دولته بيمينه وسيفه ورجاله، السعوديون لا يحتفلون بيوم تحرير من محتل أو استقلال من مستعمر، هم يحتفلون بتوحيد لكيان عظيم بدأت قصته بفتح الرياض على يد الملك عبدالعزيز والأربعين رجلا في عام 1902 حتى اكتمل التوحيد بعد العديد من المعارك الطاحنة إلى العام 1932، واستمرت إلى أن أصبحت دولة ثقيلة اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وتنمويا، وإحدى دول منظمة G20.
وخلال الواحد والتسعين عاما مرت المملكة بالعديد من المراحل يمكن أن نلخصها في تأسيس فطفرة فرخاء، وفي عهد الملك سلمان وولي عهده الأمين محمد بن سلمان -حفظهم الله- شهدت السعودية تغيرات محورية تاريخية في جميع مناحي الحياة وعلى رأسها المناحي الاجتماعية والاقتصادية، فقد قام ولي العهد المجدد محمد بن سلمان بإطلاق رؤية المملكة 2030 بمباركة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وتقوم الرؤية على عدة برامج مختلفة بهدف تنويع الاقتصاد ونمو المجتمع، لتحقيق مزيد من التقدم في شتى المجالات والقطاعات، وتقوم برامج الرؤية على عدة مرتكزات وأهم مرتكز تقوم عليه هو الشباب الذي يشكل 70 % من الشعب، وكما نجح الجد بقوة الرجال سينجح الحفيد بهمة الشباب، أدوات النجاح نمتلكها وأهدافنا سنحققها بإذن الله لأن طموحنا عنان السماء وهمتنا كجبل طويق.
@m_a_algarni509