أختم بالقول إن المملكة في ظل سعيها الدؤوب لامتلاك المستقبل وقيادة مجالاته المتعددة برهنت أنها لا تفاخر بطول البنيان وامتداد العمران، بل بصناعة الإنسان، الملهم بالإتقان، وذلك يظهر جلياً برامج وطنية عدة، منها تنمية القدرات البشرية، الذي أطلقه مؤخراً سمو ولي العهد، ولا بد أن تتدافع وتتكامل الجهود الذاتية والمؤسساتية من أجل صناعة وتنمية «التميز الشخصي» حتى نُعّبد الطريق نحو التفوق الشمولي... وهو «التميز المؤسسي».
«التميز المؤسسي»، حديث الندوات والدورات والمؤتمرات، بين أهميته ونماذجه، ومعاييره ومنهجياته، وبين خارطة الطريق إليه والسبيل لتحقيقه. ولكن دعوني أطرح تساؤلاً: هل هذا كل ما تحتاجه المؤسسات لتكون علامةً فارقة في مجالها التجاري أو الخيري أو أينما وجدت! وماذا عن العنصر البشري، الذي سيعمل على تلك النماذج والأنظمة! فهل هناك ما يوّصف لنا ذلك الموظف المنشود، الذي سيحمل لواء التحول نحو تلك القمة!
جميع تلك التساؤلات استوقفتني كثيراً للنظر بعمق من أجل تعريف ذلك الإنسان الذي نبتغيه، والذي يُعد شريان التميز الرئيس قبل أية نماذج، والمرتبط بكل مكونات جسد المنظمة، لذا فإن حديثي اليوم يقف عند ثمانية محكات محورية تُوّصِف مفهوم «التميز الشخصي» من وجهة نظري، الذي أرى أنه القاعدة الصلبة، التي تُبنى عليها أعمدة «التميز المؤسسي» في المنشأة. ولنبدأ مع المحك الأول وهو الوثاق الديني، وأعني بذلك قوة الرباط الإيماني، والالتزام بالقيم الدينية التي تشكل غالباً مبادئ الشخص السوية، ومنهجيات تعاطيه الحسن في المعاملات والتعاملات الحياتية. ثانياً: الولاء الوطني، إذ إن كل فرد يمثل طموح الوطن وقيادته، ولا بد أن يؤمن الإنسان أياً كان موقعه وعمله بأنه جزء من هذا الكيان، وأن يستشعر دوره في تحقيق المجد التنموي، والسبق في المضمار العالمي. ثالثاً السمات الشخصية الحسنة، إذ إن الشخصية المتميزة هي تلك، التي تتحلى بالصفات الجيدة والخصال المحمودة والخلق الكريم، فلا يمكن لمنشأة أن تنشد التميز وفي أورقتها مَنْ هو فظ غليظ مع زملائه وعملائه. رابعاً: العناية الجسدية، «فإن لجسدك عليك حقاً»، وهذا يتطلب انتهاج العادات والسلوكيات الحياتية الجيدة، كالاهتمام بالصحة والغذاء والرياضة وغيرها، حيث نجد أحياناً من الموظفين من يؤجل موعد الطبيب أو العلاج حتى ينهي ما لديه من مهام، وذلك قطعاً سيؤول سلباً على صحته ومن ثم عطائه الوظيفي. خامساً: التنمية الذاتية، إذ لا بد من الإيمان بأهمية التعلم المستمر من أجل تنمية المعارف والمهارات ومواكبة المستجدات حتى يتجدد العطاء وفق أفضل الممارسات وأحدث الاتجاهات على المستويين المحلي والعالمي. سادساً: الروابط الاجتماعية المتينة، فالمؤسسي المتميز يتطلب أن يمتلك أفراد المنشأة القدرة على بناء شبكة ممتدة ومتنوعة من العلاقات على كل المستويات والمحافظة عليها، وهذا ينعقد على ما تم ذكره في ثالثاً وهو اتسام الموظف بالسمات الحسنة، التي تجعله محبوباً بين أقرانه ومجتمعه الوظيفي. سابعاً: توازن الأدوار الحياتية، ففضلاً عن قبعة ودور الموظف في المنشأة، هناك أدوار أخرى يلتزم بها في حياته، فقد يكون أبا وابنا وأخا وصديقا وعضو فريق وجارا وغير ذلك، وواجبه أن يتوازن في جميع تلك الأدوار وفق الحصة المناسبة لكل دور، بما لا يجعل أحدها يطغى على الآخر فيختل التوازن ويؤثر على الإنتاجية، وكذلك الروابط الاجتماعية كما في سادسا. ثامناً: الإحسان الوظيفي، وهذا يعني الإيمان المتجذر بقاعدة «حب ما تعمل واعمل ما تحب»، ومحاربة عبارة «عملي بقدر مرتبي»، والعطاء بشغف كبير، واستخراج مكامن القوى الداخلية وتوظيفها في الأداء بإبداع وابتكار من أجل بلوغ مستهدفات المؤسسة، وتحقيق أهدافها ورفعة مكانتها.
أختم بالقول إن المملكة في ظل سعيها الدؤوب لامتلاك المستقبل وقيادة مجالاته المتعددة برهنت أنها لا تفاخر بطول البنيان وامتداد العمران، بل بصناعة الإنسان، الملهم بالإتقان، وذلك يظهر جلياً برامج وطنية عدة، منها تنمية القدرات البشرية، الذي أطلقه مؤخراً سمو ولي العهد، ولا بد أن تتدافع وتتكامل الجهود الذاتية والمؤسساتية من أجل صناعة وتنمية «التميز الشخصي» حتى نُعّبد الطريق نحو التفوق الشمولي... وهو «التميز المؤسسي».
أختم بالقول إن المملكة في ظل سعيها الدؤوب لامتلاك المستقبل وقيادة مجالاته المتعددة برهنت أنها لا تفاخر بطول البنيان وامتداد العمران، بل بصناعة الإنسان، الملهم بالإتقان، وذلك يظهر جلياً برامج وطنية عدة، منها تنمية القدرات البشرية، الذي أطلقه مؤخراً سمو ولي العهد، ولا بد أن تتدافع وتتكامل الجهود الذاتية والمؤسساتية من أجل صناعة وتنمية «التميز الشخصي» حتى نُعّبد الطريق نحو التفوق الشمولي... وهو «التميز المؤسسي».