و(إنَّ مِنْ أحَبِّكُمْ إليَّ، وَأقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِساً يَوْمَ القِيَامَةِ، أحَاسِنَكُم أخْلاَقاً، وَإنَّ أبْغَضَكُمْ إلَيَّ وَأبْعَدَكُمْ مِنِّي يَوْمَ القِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ وَالمُتَشَدِّقُونَ وَالمُتَفَيْهقُونَ) فـ (ليس المؤمنُ بطعَّانٍ ولا لعَّان، ولا فاحشٍ ولا بذيء).
ونحن نرى للأسف بعضاً من الناس يغتاب ويسب ويشتم ويلعن، ويذكر عيوب الآخرين، فالكلمة الطيبة صدقة: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَآءِ* تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ* وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ}.
الأخلاق الفاضلة إنسانية وعفو وصفح وبشاشة، ثقافة تثلج الصدور وتمسح الأحزان وتزيل الآلام وتغسل الأحقاد {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}.
والتربية الصالحة أساس بناء الأخلاق، صلاحها صلاح المجتمع، وفسادها دماره، لا قدر الله.
وبالقدوة تكون التربية الصحيحة من أنجع الوسائل لتحقيق التربية الصالحة، فالمربي قدوة ونموذج ومثال يحتذى به: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}.
فعندما نرى أو نقرأ عن شعوب سليمة المعتقد، صحيحة العبادة، قوية الإرادة، صالحة لأنفسها مصلحة لغيرها نعرف أنه كان للتربية دور لا يستهان به فيها خلقاً وسلوكاً وفكراً وعقيدة، وبناء ضمائر حية وجدان.
فالإنسان في نظر الإسلام خليفة الله في الأرض، وحامل رسالة الإنسانية وحافظاً للأمانة.
رسول الهدى -صلى الله عليه وسلم- بيَّن أن الدين يتمثل في حسن الخلق، وأخبر أن حسن الخلق أثقل ما يوضع في الميزان، وأن صاحبه أحب الناس على الله وأقربهم من النبيين مجلساً «ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق، وإن صاحب الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة»، و«ألا أخبركم بأحبكم إلى الله وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة، قالوا: بلى، قال: أحسنكم خلقاً» و«أكثر ما يدخل الجنة تقوى الله وحسن الخلق».
قامت الحضارة الإسلامية على الأخلاق والمبادئ الإسلامية، وسجل لها التاريخ رصيداً ضخماً من القيم السامية والأخلاق الإسلامية الفاضلة مما جعلها تنال أكبر مكانة عالية بين شعوب العالم.
(إنما الأمم الأخلاق ما بقيت... فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا).
شكراً سمو الأمير، أبارك حملة «مكارم الأخلاق»، وأهنئ نفسي والشعب والوطن، وأهنئ سموكم الكريم وبارك الله جهودكم.
[email protected]