عادت إلى منزلها في نهاية الأمر، وعقدت العزم على فهم ما حدث لها، فأخذت تقرأ الكتب المتخصصة في فقدان الذاكرة، والتقت بمختصين وتحدثت إليهم ثم وضعت ورقة بحثية عن حالتها.. ودعيت للتحدث في مؤتمر طبي لكي تعرض بحثها ولتجيب عن التساؤلات الخاصة بفقدان الذاكرة وتتقاسم مع الآخرين خبراتها.
لقد صارت شخصا جديدا، بعد الاهتمام الذي حظيت به في المستشفى وفي البيت من قبل عائلتها، لقد غيروا التعامل معها مما جعلها تشعر بقيمتها، فأصبحت إيجابية.. لقد محيت ذكريات طفولتها السلبية، واختفى شعورها بالدونية، غيرت طريقة تفكيرها فتغيرت حياتها.
هذه القصة اقتبستها من كتاب وزارة التعليم الجديد (التفكير الناقد).
* ذكرتني قصة هذه المرأة بقصة أديسون.. إذ كتبت المدرسة خطابا لأمه تخبرها فيه بغباء ابنها وتعذر استمراره في الدراسة.. سألها ابنها الصغير عما في الخطاب، فكتمت الأمر وأخبرته بأنه ذكي جدا والمدرسة لا تستوعب قدراته.. بعد موتها عثر أديسون على خطاب المدرسة التعيس.. وكيف أن أمه تصرفت بذكاء لحماية ابنها من أحكام الآخرين الجائرة.. لك أن تتخيل كيف سيكون وضعه لو واجهته أمه بالحقيقة وأخبرته بأن حالته ميؤوس منها؟!
* الإنسان في مرحلة الطفولة يبرمجه الآخرون، وبعد البلوغ هو الذي يبرمج نفسه فلديه الخيار في تلمس أسباب النجاح وتجنب السلبيات.
* يكمن خطر وأهمية التربية في الكلمات التي نستخدمها، فكلمة قد تبني شخصا وكلمة قد تهدم إنسانا.. وكلمة قد تزرع مستقبلا وأخرى تحطم مشروع إنسان قادم.
* كل إنسان يستطيع أن يتغير نحو الأفضل، وعن قاعدة التغيير المهمة يقول الله تعالى: «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».
أخيرا..
طريقة تفكيرك سوف تشكل واقعك.. أكثر ما يضر المرء اعتقاده أن إمكاناته وقدراته محدودة لا يستطيع تجاوزها.. لذلك إذا أردت أن تغير حياتك للأفضل فابدأ أولا بتغيير أسلوب تفكيرك ونظرتك للأشخاص والأشياء من حولك.
* قفلة..
قال أبو البندري غفر الله له:
غير أفكارك، وعاداتك تتغير حياتك.
ولكم تحياتي..
@alomary2008