أما الصحوة فلم تقع في شباك العنف كثيرا عدا عنف الكلمة الذي أحيانا يكون أقوى من العنف الجسدي.
والأدهى في ممارسات جماعة جهيمان أنهم قتلوا الناس في بيت الله الحرام بعد أن اقتحموا المسجد بقيادة جهيمان في غرة محرم عام ١٤٠٠، وهذه جريمة مروعة لا يمكن لأي مسلم وحتى من غير المسلمين أن تمحى من ذاكرتهم.
منفذو هذه العملية اعتبروها تحقيقا لقدوم مجدد كل مائة عام، وبايعوا محمد عبدالله القحطاني من أجل ذلك خليفة للمسلمين، وإماماً لهم على أنه المهدي المنتظر.
المجموعة ضمت ٢٠٠ شخص وأعلن جهيمان أمام المصلين الذين احتجزهم أن زميله محمد عبدالله القحطاني الواقف أمامه، هو المهدي المنتظر، وأنه «خرج ليملأ الدنيا عدلاً بعدما ملئت جوراً»!!
إلا أن قوات الأمن السعودية نجحت في إفشال مخططاتهم، والأهم أنها أسقطت عبر الزمن فكرهم المريض الذي يحملونه.
التعامل المادي للأمن السعودي مع حركة جهيمان كان واضحا ومحل تقدير العالم بأن تمكنوا من تحرير الحرم من الجناة لكن مواجهة الفكر الضال والخرافات، وتحييده طوال هذه السنين مهم أيضا حتى لا تثمر عن حركات أخرى تدمر البلاد والعباد.
أما الصحوة فهي حركة فكرية اجتماعية إسلامية نشأت بدعم من مجموعة دعاة خلال حراكهم الدعوي، وبدأ مصطلح «الصحوة» في الظهور في حقبة الثمانينات الميلادية على يد عدد من الأشخاص في ذلك الوقت.
مؤيدو هذا التيار تراجعوا عنه وبعضهم اعتذر، ومنهم الدكتور عايض القرنى الذي اعتذر باسم الصحوة للمجتمع السعودي عن الأخطاء أو التشديد الذي خالف الكتاب والسنة وسماحة الإسلام وضيق على الناس، قائلا إنه «مع الإسلام المعتدل المنفتح على العالم الذي نادى به الأمير محمد بن سلمان».
وأضاف: «بكل صراحة وشجاعة وباسم الصحوة أعتذر للمجتمع عن الأخطاء التي خالفت الكتاب والسنة، وخالفت سماحة الإسلام، وخالفت الدين الوسطى المعتدل الذي نزل رحمة للعالمين».
** نهاية
العقل... طريق الانتصار.
@karimalfaleh