وتحتفي وزارة التعليم، اليوم الثلاثاء، باليوم العالمي للمعلم، تحت شعار: «المعلم قلب التعليم النابض»، وذلك تقديرًا لدور المعلمين والمعلمات في عمليات التعليم، وتجويد مخرجاته، وإعداد وتطوير قدرات جيل المستقبل، والمساهمة الفاعلة في تنمية المجتمع، والقدرة على مواكبة المتغيرات وتحويل التحديات لفرص للنجاح.
وتنظم الوزارة احتفالية خاصة بيوم المعلم بمقر الوزارة بالرياض، برعاية وزير التعليم د. حمد آل الشيخ، تتضمن تكريم عدد من المعلمين والمعلمات ممن صنعوا قصصا للنجاح والتميز خلال جائحة كورونا، إلى جانب تفعيل منصة مدرستي للاحتفاء بهذه المناسبة، من خلال تفعيل مشاركات الطلبة ومعلميهم في الفصول الافتراضية، للتعبير عن مشاعرهم بهذه المناسبة، وتنظيم عدد من الأنشطة عن بعد.
خارطة واسعة من المبادرات والمبتكرات
قال مدير إدارة الإعلام والاتصال المتحدث الرسمي لتعليم المنطقة الشرقية سعيد الباحص: نتلمس حقائق ضخمة أدارت دفتها على أرض الواقع وزارة التعليم، تجاه مواكبة الأحداث في عام دراسي استثنائي برهنت خلاله جاهزية منظومتها التقنية الحديثة والتي واكبت وبشكل مباشر استمرار العملية التعليمية عن بُعد، باستخدام منصات إلكترونية متطورة، وظفتها في سبيل أن ينهل أبناؤها الطلبة العلم لمواصلة مسيرتهم التعليمية، بعد أن تم التعليق الاحترازي العام الماضي للمدارس، وذلك تفاديًا لانتشار فيروس «كورونا»، وللحفاظ على سلامتهم ومعلميهم.
وأضاف: خلال 42 أسبوعًا دراسيًا مضت، و294 يومًا دراسيًا، تجاوز معدل الدخول التراكمي للمستخدمين في منصة «مدرستي» بتعليم الشرقية 8 ملايين مرة، فبلغ عدد المعلمين والمعلمات أكثر من 27984 معلما ومعلمة، وعدد الدروس المنفذة عبر منصة مدرستي تجاوز 1.7 مليون درس، فضلا عن عدد الواجبات المنفذة عبر منصة مدرستي والتي تجاوزت 2.3 مليون واجب منزلي، إضافة إلى عدد الاختبارات المنفذة عبر منصة مدرستي والتي تجاوزت 195 ألف اختبار.
وبيّن أن العام الدراسي الاستثنائي شهد خارطة واسعة من المبادرات والمبتكرات التي أطلق عنانها للسماء أبطال المجتمع التعليمي من المعلمين والمعلمات، والذين تسابقوا عليها في بناء وتجويد المنظومة التربوية والتعليمية، باعتبار التعليم يشكل بكل مستوياته ثروة الوطن الأساسية والأداة الرئيسة لتطوير جميع مفاصل الحياة بجهود مخلصة يرتقي بها جيل المستقبل معتزًا بدينه، مواليًا لمليكه، محافظًا على مكتسبات وطنه، ومساهمًا في رسم مسيرة البناء والنماء في ظل الرؤية الطموحة للمملكة.
وأكد أن من أبرزها تنفيذ مبادرات تطوعية ترمي لتحسين نواتج التعلم بين أوساط الطلبة كان في مقدمتها برنامج «إجادة التعليمي» الذي خدم الآلاف من الطلاب والطالبات من خلال تقديم دروس دعم المستوى التحصيلي الدراسي لبعض الفئات الأقل أداء والعمل على تحسين نواتج التعلم، وذلك عبر إنشاء مركز الخدمات الطلابية «إجادة»، وإعداد مقاطع فيديو تعليمية من تصميم المعلمين والمعلمات ومن إنتاجهم باستخدام العديد من الأدوات التقنية المتطورة والفاعلة التي قربت الكثير من المفاهيم التعليمية للطلاب والطالبات من واقع حياتهم.
وأشار إلى تنفيذ التجارب العملية عن بُعد لضمان استمرار ربط الجوانب النظرية بالتطبيقات العملية، وتطبيق الألعاب التعليمية الإلكترونية في عملية التقويم، مما ساهم في مشاركة الطلبة وعزز المعارف والمهارات، وزيادة عدد الإسناد الإشرافي للمشرفين التربويين من المعلمين بالاستفادة من أدوات التقنية الحديث، إضافةً إلى تقديم الدعم والمساندة للمعلمين والطلاب في الهجر ومدارس مكاتب التعليم البعيدة.
أشار المعلم «خلف الدوسري» إلى أن المعلمين والطلاب، عايشوا نقلة هائلة، أشبه بالخيال، والمؤشرات تدل على أن المستقبل أفضل، خاصة مع ما توليه الحكومة «حفظها الله» من عناية بالغة، وما تقدمه من إمكانات للتطوير، ما يوحي بأن المملكة تسارع للوصول إلى مصاف الدول المتقدمة في التعلم والتعليم.
وقال: إن الشواهد واضحة للعيان من تميز أشاد به الجميع في التغلب على المعوقات في ظل جائحة كورونا، والآمال كبيرة، والمستقبل يحمل لنا الخير.
بيّنت المعلمة «جنى الحربي» أن الاحتفال بالمعلم في هذا العام أهم من أي وقت مضى، فقد أثبت المعلمون أنهم قادرون على قيادة التعليم، رغم كل الصعوبات التي واجهتهم، وعلى مواكبة التغيير والتطورات بسرعة كبيرة، ولعل الجهود الكبيرة التي قدموها خلال جائحة «كورونا» أحد البراهين التي تؤكد استحقاقهم للتقدير والتكريم، فقد خلقت جيلًا من المعلمين المبدعين الذين كانوا منارة يقتدى بها.
وأضافت: نأمل معالجة كافة مشكلات المعلمين سواء المادية، ونتطلع إلى العمل على جعل مدارسنا عنصر جذب للمعلمين الموهوبين، والتوسع في بناء المدارس الحكومية التي تليق بطلاب هذا البلد العظيم، كذلك مشاركة المعلمين من داخل الميدان في القرارات التي تصدرها الوزارة والاستئناس بآرائهم فلديهم الخبرة الكافية في معرفة مدى جدوى بعض القرارات من عدمها.
نوه المعلم «عبداللطيف الدعفس» إلى أن المعلم تلك الركيزة العامة في المجتمع، أساس كل نجاح، وأصل كل مكتسب، فمنه تبدأ بواكير التعليم وترقى في السلم التعليمي حتى تضخ أجيالا استخلفها الله لعمارة الأرض، مضيفًا: إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فإن حملة العلم هم ورثة الأنبياء.
واستشهد بقول النبي «صلى الله عليه وسلم»: «إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير»، متابعًا أن هذا الحديث يبين عظمة المعلم وفضله، وقد تدرج التعليم عبر العصور متطورا ومواكبا مستجدات التعليم فمن الألواح والعشب والفحم إلى التعلم الذاتي عبر الأجهزة والتطبيقات الحديثة.
أفاد المعلم «علي البدر» بأن المعلم، بعد الله، هو صاحب الفضل الأكبر في تقدم الأمم وتطورها، وأن مقامه محفوظ بعلمه وقدره، متابعًا: منه تعلمنا أن للنجاح قيمة ومعنى، ومنه تعلمنا أن المستحيل يتحقق بالجد والاجتهاد.
وأكد المعلم من يجعل الأفكار دائما بسيطة وسهلة، وهو القدوة الحسنة التي نقتدي بها، فالمعلم للشعوب حياتها، ودليلها وعطاؤها المتفاني، فإذا سألت عن الشعوب فلا تسل عن غير هاديها فذاك الباني.
نقلة هائلة أشبه بالخيال
مواكبة التطورات بسرعة كبيرة
ركيزة أساسية لكل نجاح
تقدم وتطور الأمم
أكد المعلم «عبداللطيف الربيع» أن الاحتفاء بالمعلمين سنويا يؤكد أهمية المعلم في المسيرة التعليمية على كافة الأصعدة، وتخصيص يوم عالمي للاحتفاء بالمعلم أمر إيجابي وداعم لهم، متطلعًا لأن يحظى المعلم بحقوقه المادية والمعنوية من كافة الجهات المعنية، ومن أفراد المجتمع، ليكون في بيئة صحية تساعده على الإبداع وتقديم كل ما لديه لأبنائه الطلاب.
وأكمل: نشكر القيادة الحكيمة «أيدها الله»، على كل ما تبذله في أن يكون التعليم في المملكة من أفضل النماذج التعليمية على مستوى العالم، وهذا ما تحقق مؤخرًا في ظل جائحة كورونا التي عطلت الكثير من جوانب الحياة.
قالت المعلمة «تغريد السماعيل»: إن المعلمين والمعلمات بذلوا جهودًا مضاعفة خلال الفترة الماضية، مع تغير نظام التعليم من حضوري إلى عن بُعد، والذي بموجبه تغيرت كافة الوسائل المساندة للمعلم من تحضير ورقي إلى إلكتروني، ومن فصل دراسي إلى فصول افتراضية.
وأضاف: شهدت المرحلة التعليمية عن بُعد نجاحات متوالية بجهود المعلمين والمعلمات، وما وفرته القيادة الرشيدة «أيدها الله» من إمكانات ساهمت بشكل كبير في تجاوز المرحلة بنجاح، آملة أن تعود الدراسة حضوريا لجميع الطلاب لتعويض الفاقد التعليمي.
بيئة صحية تساعد على الإبداع
دراسة حضورية لتعويض الفاقد
أكد المعلم «سعود الرويلي» أن المعلم شمس المعرفة التي تشع بنورها لتزيح ظلام الجهل من عقول البشر، وتزرع مكانه نور العلم والمعرفة، مضيفًا: في يوم المعلم العالمي نستذكر حين وصف الشاعر أحمد شوقي المعلم بقوله: «كاد المعلم أن يكون رسولًا».
وأوضح أن المعلم في المملكة العربية السعودية، خلال أزمة كورونا، عاش تحديات كبيرة من أجل استمرار التعليم، واستطاع المعلم إثبات قدراته ومهاراته للعالم كافة، من خلال التعامل السريع مع المتغيرات، وضمان وصول التعليم لأبنائه الطلاب، وذلك بفضل إتقانه وإلمامه التام في المستجدات التقنية والمعرفية، فالمعلم أهم ركائز البناء وصياغة المستقبل ونهضة البلاد.
شمس تزرع نور العلم والمعرفة