DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

«الفحص المبكر».. طوق النجاة من معاناة سرطان الثدي

اكتشاف المرض بمراحله الأولى يحقق نسبة شفاء تصل لـ 95 %

«الفحص المبكر».. طوق النجاة من معاناة سرطان الثدي
أكد مختصون أن الكشف المبكر عن سرطان الثدي، يعد خطوة وقائية مهمة تعزز من إمكانية اكتشاف المرض في مرحلة مبكرة، وتزيد احتمال نجاح العلاج، كما تحد من احتمال الحاجة إلى الجراحة أو التدخلات الطبية الأخرى. لافتين إلى أن الإحصاءات أظهرت أن الكشف المبكر يفيد في إطالة عمر 90 % من المريضات، اللاتي يعانين من سرطان الثدي، مقارنة بالمريضات، اللاتي يكتشفن المرض في مراحل متأخرة.
وفي سياق متصل، أطلقت الجمعية السعودية الخيرية لرعاية مرضى السرطان بالمنطقة الشرقية، «حملة الشرقية وردية» للسنة 13 على التوالي، وهي حملة توعوية عن سرطان الثدي تحت شعار: «الفحص المبكر حياة»، تزامنًا مع فعاليات الشهر العالمي للتوعية بسرطان الثدي، التي تقام في شهر أكتوبر من كل عام.
وتضمنت الحملة العديد من الأركان التوعوية والتثقيفية بأحد المجمعات التجارية بمحافظة الخبر، وتقدم الأركان شروحات حول سرطان الثدي من قبل مثقفات صحيات؛ للإسهام في نشر الرسالة التوعوية بين أفراد المجتمع. إضافة إلى توزيع عدد من المطويات، التي تحتوي على نصائح حول أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وطرق الوقاية منه. كما شهدت الحملة تواجد إحدى المتعافيات من سرطان الثدي، بهدف نقل تجربتها إلى نساء المجتمع؛ لبث روح الأمل والتفاؤل في نفوسهن وتشجيعهن على الفحص المبكر، وكان ذلك بالتعاون مع جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، وشبكة الدمام الصحية.
توعية وتثقيف المجتمع
قالت المدير التنفيذي للجمعية السعودية الخيرية لرعاية مرضى السرطان بالمنطقة الشرقية ياسمين العزمان، إنه في شهر أكتوبر من كل عام تطلق الجمعية «حملة الشرقية وردية»، وشهد العام الحالي إطلاق النسخة الثالثة عشرة، تحت مسمى «الفحص المبكر حياة»، وذلك بالتعاون مع عدة جهات ومنظمات لزيادة مستوى الوعي بضرورة الفحص المبكر عن سرطان الثدي، مشيرة إلى أن دور الجمعية في هذه الحملة هو دور توعوي وتثقيفي، حيث تحرص الجمعية على تقديم كل المعلومات اللازمة لمكافحة هذا المرض والحد من انتشاره.
ارتفاع نسب التشخيص
أضافت عميدة عمادة خدمة المجتمع والتنمية المستدامة بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل ورئيس قسم الأشعة بمستشفى الملك فهد الجامعي د. فاطمة الملحم: كل أكتوبر ونساء العالم بصحة وخير، وكل سيدة مزهرة في بيتها، وبين أهلها وأحبابها، وفي مجتمعها معطاءة، وإنجازاتنا لهذا الوطن أكبر وأفضل، والمنطقة الشرقية مزهرة بأهلها وبنشاطاتهم وخدمتهم لمجتمعهم.
وأوضحت د. الملحم، أن حلم الكشف المبكر عن سرطان الثدي أصبح حقيقة، وأنه نتاج سنين عديدة من الجهد والعمل الدؤوب بدأ بحلم صغير وكبر حتى وصل إلى ما وصل إليه، ولكن طموحنا أكبر، مبينة أن البدايات لم تكن سهلة، لكننا نقف الآن لنرى الفرق ونعطي كل ذي حق حقه، فبفضل الله ومنته زاد الوعي بعد أن كان متدنيًا جدًا، والآن مَنْ منا لا يعرف ما هو الفحص المبكر عن سرطان الثدي، فلم يكون تغيرنا في السلوك فقط، بل وصل إلى التنفيذ مما أدى إلى ارتفاع نسبة التشخيص للسيدات في مراحلهن الأولى، وانخفاض في معدل حالات المرحلة الرابعة.
وأكدت أن جهود جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل لم تتوقف ومازالت مستمرة منذ 13 عاما في رفع الوعي والتشخيص والعلاج لسرطان الثدي عبر مشاركتها الفعالة في حملات التوعية بسرطان الثدي كـ«حملة الشرقية وردية» وحملة «ما يعرف بعدين» متمثلة بقسم الأشعة ومتضافرة مع الجمعيات الناشطة في هذا المجال، متابعة: أن هذا العام سيتميز عما قبله من الأعوام بتكاتف الجهود واتحاد الكثير من الطموحين لإحداث الفرق بإذن الله.
4 آلاف حالة بالمملكة
أوضحت عضو مجلس إدارة جمعية السرطان -استشاري علم الأمراض ومدير المختبرات- في مستشفى الملك فهد الجامعي التابع لجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، د. أمل العديني، أنه مع انطلاق «حملة الشرقية وردية» تشارك جمعية السرطان السعودية في هذه الحملة كعادتها منذ تأسيسها، ونهدف من خلال إقامة هذه الحملة إلى توعية النساء بأكثر أنواع السرطان شيوعًا لديهن، وهو سرطان الثدي، حيث يشكل النساء ما يقارب 49 % من عدد السكان في المملكة، وبحسب إحصائية المرصد العالمي للسرطان بلغ إجمالي عدد حالات السرطان لدى النساء في المملكة لهذا العام ما يقارب 4 آلاف حالة.
وذكرت د. العديني، أنه يتم تشخيص سرطان الثدي لدى النساء في المملكة عند متوسط أعمار 48 - 50 عامًا، حيث يعتبر أبكر بعشر سنوات عن الدول الغربية، ما يشكل عبئًا ماديًا وصحيًا واجتماعيًا على النساء، وعلى النظام الصحي في المملكة، وتابعت: «هذا هو الدافع الرئيس في إطلاق برامج الكشف المبكر لسرطان الثدي، وتعتبر الجمعيات الأهلية لها دور أساسي في زيادة الوعي لدى النساء عن سرطان الثدي، من خلال استهدافهن في مرحلة مبكرة للكشف عنه وتشجيعهن على ذلك».
وأوضحت أنه تم إجراء دراسة على شريحة من النساء خلال عام 2000م، لبحث أسباب تردد النساء في اللجوء لوسائل الكشف المبكر، كالماموجرام، وكشفت الدراسة أنه أهم سبب من الأسباب أن النساء كن لا يشكين من أي أعراض، ما يدل على أن النساء يتصورن أن مرض سرطان الثدي يجب أن يظهر بأعراض وهذا غير صحيح تمامًا، حيث إنه من الممكن بمجرد حصول الأعراض قد تكون السيدة في مرحلة متأخرة من المرض، كما يتصورن أنه لا يصيب إلا النساء الكبيرات بالعمر فقط، ما يجعلها تؤجل الكشف المبكر لعمر أكبر.
وقالت: «هدف الجمعيات من إقامة وإطلاق مثل هذه الحملات، للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من النساء لتوعيتهن وتشجيعهن على الفحص المبكر وعدم انتظار حدوث الأعراض، حيث إنه في حال الاكتشاف المبكر تجرى عملية جراحية بسيطة قد تكون هي العلاج الشافي، قبل انتشاره إلى الغدد اللمفاوية أو إلى مناطق أخرى في الجسم، ما يجعل العلاج أكثر صعوبة والاضطرار إلى علاجات أقوى لها تأثيراتها الجانبية». ونصحت كل نساء المجتمع، قائلة: «لا تنتظري لحين ظهور الأعراض عليكِ، استمري بالفحص المبكر، ابدأي بنفسكِ، وبكل مَنْ يعز عليكِ، كوني المبادرة في عائلتكِ، كوني سفيرة الصحة، وصحة المرأة في عائلتكِ، فصحة المرأة هي صحة عائلتها».
«فرملة قوية» كشفت مرضي
نقلت المتعافية من سرطان الثدي حصة المهنا تجربتها مع المرض، قائلة: «بداية اكتشافي للمرض كنت في حافلة الدوام، وعندما قام سائق الحافلة بضغط فرامل السيارة بقوة، أدى إلى اصطدامي بالكرسي الأمامي وأتى ثقل الاصطدام على منطقة الثدي الأيمن، ثم اكتشفت عند رجوعي إلى المنزل أن المنطقة أصبح لونها أزرق، وذهبت إلى المستشفى وأجريت كشفا للتأكد، والنتيجة تظهر بعد 3 أسابيع، ولكن المفاجأة أتاني اتصال من الطبيب بعد 3 أيام طالبًا حضوري للمستشفى مع زوجي، وعند وصولنا للمستشفى أخبرني الطبيب بأن نتيجة الكشف تفيد بأنه ورم خبيث، ولا بد من استئصال الثدي الأيمن بالكامل، بالإضافة إلى أخذ جرعات من الكيماوي والعلاج الإشعاعي، وبعد الحادثة بشهر تقريبًا تم استئصال الثدي لدي، ثم بدأت رحلة الكيماوي بعد عملية الاستئصال بشهر، وبعدما انتهيت من رحلة الكيماوي بدأت برحلة العلاج الإشعاعي، إلى أن تماثلت للشفاء -ولله الحمد-».
الوقاية خير من العلاج
ذكرت المثقفة الصحية بمستشفى الملك فهد الجامعي التابع لجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، مريم الخليفة، أنها متطوعة في الحملة التوعوية لسرطان الثدي، وأن دور المثقف الصحي هو توعية المجتمع بصورة أكبر عن سرطان الثدي، خاصةً أن نسبة الإصابة بسرطان الثدي بالمنطقة الشرقية عالية، وواجب المثقف الصحي وطبيب المستقبل توعية وتثقيف المجتمع عن مخاطر سرطان الثدي بجميع الطرق، حيث إن شهر أكتوبر هو شهر التوعية بسرطان الثدي، وهذه فرصة كبيرة بنشر الوعي لكل أفراد المجتمع، مؤكدة أن الوقاية هي الأهم، والفحص المبكر عن المرض ضرورة لازمة، ما يؤدي إلى تقليل عدد الحالات المصابة.
التخفيف من عبء المرض
أشارت أخصائي طب الأسرة ومنسقة نموذج الرعاية للأمراض المزمنة بالمراكز الصحية بشبكة الدمام الصحية التابعة لتجمع الشرقية الصحي د. زينب بوحليقة، إلى أنه ابتداءً من 1 أكتوبر وحتى نهاية الشهر تنطلق حملة التوعية بالكشف المبكر عن سرطان الثدي تزامنًا مع فعاليات الشهر العالمي للتوعية بالمرض، الذي يُقام في أكتوبر من كل عام، وذلك لأنه يعد أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء في المملكة، فنسبة حدوثه المتوقعة هي امرأة واحدة من بين 8-10 نساء، كما يعتبر المسبب الثاني للوفاة بين النساء، ويعود السبب في ذلك لأن أكثر من 50 % من حالات السرطان في المملكة يتم اكتشافها في مراحل متأخرة.
ولفتت إلى أن الحملة تستهدف تشجيع النساء من سن 40 سنة فما فوق على الكشف المبكر، عن طريق عمل أشعة الصدر الماموجرام لما لها من أهمية، فهي الوسيلة لاكتشاف المرض في مراحله الأولى، التي تصل نسبة الشفاء فيها إلى أكثر من 95 % بإذن الله، موضحة أن الحملة تأتي تواصلاً للجهود التوعوية، التي تقوم بها وزارة الصحة بالتعاون مع عدة جهات، للحفاظ على صحة وسلامة كل أفراد المجتمع، وتعزيز أنماط الحياة الصحية، والتخفيف من عبء المرض، تماشيًا مع مبادرات منظومة الصحة ورؤية المملكة 2030.