مقارنة عالميةوعن أهمية إعداد المعلم وانعكاسات المهارات العالمية ودورها في تطويره، قال وكيل وزارة التعليم للتخطيط والتطوير سابقا ومستشار وزارة التعليم والمشرف العام على برامج إعداد المعلم حاليا، د. إبراهيم بن عبدالمحسن البديوي: الجميع يفخر بدعم المعلمين وتسهيل طرق تميزهم لصناعة معلم سعودي يمثل نموذجا على مستوى العالم، وسنركز على المقارنات المرجعية العالمية، ونبدأ في المملكة ونقارنها من حيث كليات التربية التي تصنع المعلم، فالمملكة بها ما يقارب 30 كلية تربية، وتحتاج إلى التوسع في تلك الكليات، مع الإدارات ومدارس التعليم، بحيث تكون هناك كلية تقوم بالتوجيه والإعداد، فالعالم يدور في إعداد المعلم في مدرستين، وهما المدرسة التكاملية البحتة، والمدرسة التتابعية البحتة، بينما هناك مدرسة ثالثة تأخذ المدرستين معا وهي المدرسة السائدة.
رؤية تطويريةوتحدث د. صالح بن رجاء الحربي عن الرؤية التطويرية لبرنامج إعداد المعلم في المملكة، مواكبة لتطوير المعلم والحراك المستمر في الحركة المهنية واستجابة لأهداف ومستهدفات رؤية 2030 التي أكدت ضرورة تطوير وتحسين واستقطاب المعلمين، وأضاف: توجد برامج تعتزم وزارة التعليم الانطلاق بها وتطويرها، تقوم على منطلقات رئيسة، أولها: أن التدريس مهارة، وهذه المهارة تتطلب إعدادا معرفيا مسبقا وعميقا وتدريبا عاليا، وهذه البرامج تركز على اكتساب الخبرة، ويجب أن تكون خبرة حقيقية، وأن يكون فيها ثراء من خلال التدريس المصغر، والالتقاء بالمعلمين الخبراء في التعليم، وتؤدي هذه البرامج الجديدة إلى تعلم الطالب والمعلم مهارات تطبيقية، وهناك إنفاق عال على التعليم في المملكة، ومؤشرات التعليم تؤكد أن هناك فجوة لا يسدها إلا إعادة النظر في إعداد المعلم، والعمل على تطويره وفق التوجيهات العالمية، وهناك ضعف واضح في دراسة واقع إعداد المعلم خاصة في الجانب النظري.
وتابع: ركزت خصائص الخريجين في البرامج الجديدة على 6 خصائص مهمة للمعلم في هذه الرحلة «مرحلة التطوير»، أولها المقدرة العالية مهاريا ومعرفيا، والتمكن من التخصص، وأن يدرس المعلم المقررات في كليات التخصص، وهذا أول خطوة لتحقيق النجاح، وبالتالي سيدرس هذه المقررات في كليات عريقة، وأن تتفرغ كليات التربية لإعداد المهارات التربوية، وبالتي سيكون تدريبها أقوى، وركزت هذه البرامج على الإيجابية، وأكدت ضرورة تحلي خريج هذه البرامج بالتفكير البناء والتفاؤل وحسن الظن.
التفكير الإبداعيأما أستاذ المناهج وطرق التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز، د. يعن بن علي القرني، فأكد أهمية دور المعلمين في تنمية مهارات التفكير الإبداعي للطلبة، وأننا نحتاج إلى دور المعلم في التفكير الإبداعي لتعليم الطالب حل المشكلة بأكثر من طريقة بالخروج عن المألوف وأن يرى ما لا يراه الآخرون، مشيرا إلى أن من شروط المنتج الإبداعي: الحداثة والفائدة والأخلاق، ومن مهارات التفكير الإبداعي: الطلاقة والحساسية للمشكلات والمرونة في التفكير والأصالة.
الفصول الافتراضيةوتناولت د. ابتسام عافشي في كلمتها «مهارات في الفصول الافتراضية»، فقالت إنها فصول شبيهة بالفصول التقليدية من حيث وجود المعلم والطلاب ولكنها على الشبكة العالمية للمعلومات، حيث لا توجد قيود زمانية أو مكانية، وتمثل بيئات تعليمية افتراضية، إذ يستطيع الطلبة التجمع بواسطة الشبكات للمشاركة في حالات تعلم تعاونية، كما أنها بيئة تعليمية تفاعلية عن بعد، توظف فيها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة، بحيث تمكن المتعلمين من مشاهدة الدروس الإلكترونية، وعروض الوسائط المتعددة، وتتيح أيضا التفاعل بين المتعلمين بالصوت والصورة تحت إشراف معلمهم.
وأضافت: الفصول الافتراضية من أحدث التطورات في مجال التعليم الإلكتروني، وهي تحاكي الفصول التقليدية، وتوظف تقنيات الاتصال والوسائط المتعددة بصيغة تفاعلية، مع تحكم تام من المعلم، ولها مسميات متعددة «الفصول الذكية، الفصول التخيلية، الفصول المتاحة على الشبكة، الفصول الإلكترونية»، وهي تقدم خبرات تعلم متنوعة وذات معنى بوجود مثيرات بصرية وسمعية إلكترونية، وتغلبت هذه الفصول على مشكلة البعد الزماني والمكاني التي تعترض المعلم والمتعلم، وذلك بتوسيع دائرة الاتصالات من خلال شبكة الإنترنت، وعدم الاقتصار على تفاعل المعلم مع المتعلم، أو المتعلمين الموجودين في إطار جغرافي محدود، وخصائص هذه الفصول هي: مشاركة التطبيقات، وإدارة ومتابعة الطلاب، ونقل الملفات وتداولها، ودعم الطلاب.
تطوير المهنة والارتقاء بمستوى ممارسيها من أولويات رؤية 2030
المعلمون يؤدون دورا مهما في تنمية مهارات التفكير الإبداعي للطلبة
«الفصول الافتراضية» بيئة دراسية تفاعلية تحل مشكلتي الزمان والمكان