حينما سألنا الجاسر "أيهما أولاً، النحات أم التشكيلي؟"، أجاب "هناك فرق بالطبع، فالنحات البسيط تجده يكسب قوت يومه من طَرْق إزميله في الخراطة والتصنيع كحرفي، أما النحات التشكيلي فهو حينما يضرب بمطرقته على رأس إزميله، فهو يرسم ما بداخله من أحاسيس ووجدان وقصص، كالشاعر حين يصورها بالكلمات والحروف".
اشتهر النحات علي الجاسر بالنحت على الخشب وجذوع الشجر في علاقة تجاوزت 35 عامًا، يصفها هو بالعلاقة الحميمية التي تعيد له توازنه حينما تضج الأحاسيس وثورات النفس بداخله، ليصورها عبر إزميله على جذع شجرة ما أو قطعة خشب مهملة على قارعة الطريق.
تميَّز النحات التشكيلي علي الجاسر باستخدامه المواد الخشبية التالفة (تدوير المخلفات)، وإعادة الروح لها وإنتاجها من جديد، مُرَكِّزًا على الأشجار المحلية مثل السمر والغضا والأرطى، والأثل المفضل لديه، وشجرة الكين.
يعرض في مشاركته الأولى قطعة خشبية بدأها منذ سبعة شهور يسميها "الصقر" وأوشك على إتمامها، في ذلك يقول "لا أستطيع التمييز بين أعمالي أيها أقرب إلي، فهي كلها تمثلني وتعبرُ عني.. وعليها نحتُّ حكاياتي".
وتختلف كل منحوتة عنده عن أختها، فبعضها يستغرق أيامًا وأسابيع لإنجازها، وبعضها الآخر شهورًا، لتترجم موقفًا أو تعبر عن ما بداخله من أحاسيس، واللافت قوله "أحيانًا أبدأ بنحت فكرة ما.. وبمرور الوقت يحدث تحول دراماتيكي وتتغير الفكرة لدي إلى فكرة أخرى، وذلك حسب الظروف والأحاسيس التي أشعر بها أثناء عملي".
النحات علي الجاسر فنان أكاديمي شارك في مناسبات عالمية خارج المملكة، ومثَّلها في محافل دولية وإقليمية أثرت تجاربه ووثقت علاقته بشغفه وحبه الأزلي "الخشب" والنحت عليه.
ولا يخفي سعادته بالاهتمام المتزايد من المجتمع بفن النحت في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت تقام له الفعاليات والمعارض وتُوجَّه الدعوات للنحاتين للمشاركات الوطنية المحلية، وما معرض الصقور والصيد الثالث هذا إلا دليل واضح لاهتمامهم، ويمكنك - كما يقول – "مشاهدة الإقبال الكبير على المعرض، وتحديدًا منطقة الفن، وحوارت الزوار معي ومع زملائي النحاتين والفنانين".