DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

أسبوع ثقافي «سعودي-عراقي» في بغداد نهاية العام

أشاد باختيار بلاده ضيف شرف معرض الرياض.. وكيل الثقافة العراقية لـ"اليوم":

أسبوع ثقافي «سعودي-عراقي» في بغداد نهاية العام
* حدثنا عن زيارة الوفد العراقي للرياض واستضافة جمهورية العراق كضيف شرف للمعرض؟- أرى أنها مناسبة مهمة وسعيدة لعودة العلاقات العربية بين بلدتين شقيقتين أساسيتين فاعلتين ومؤثرتين في المشهد العربي عموما، وكون العراق اليوم يمثل دولة رائدة في الحياة الديمقراطية ، والمملكة بدورها تمتاز باستقرار نوعي وامتلاكها بنية تحتية قوية وعلاقات عربية ودولية مهمة ومؤثرة، وأن تكون العلاقة بين هاتين الدولتين المهمتين قوية، فهذا يعني أنه ستكون هناك فائدة تعود على الطرفين بحكم المشتركات والطبيعة الديموغرافية والقواسم التاريخية المعروفة.
* ما نتيجة عودة العلاقات السعودية العراقية على المستوى الثقافي؟ - أعتقد أن الزيارات المتبادلة بين العراق والسعودية وبين شخصيات رفيعة المستوى سياسيا هي التي أنتجت مشروع أن يكون العراق ضيف شرف مميزا في معرض الرياض الدولي للكتاب، في حدث هو الأهم عربيا في هذا التوقيت، فالرياض تحتضن هذا المحفل الثقافي بمصاحبة برنامج ثقافي مهم ومكتنز، وبحضور نخبة منتقاة عملنا في وزارة الثقافة العراقية على انتقائهم بدراية عالية وباهتمام مضاعف، ليكونوا سفراء العراق للرياض، ولذلك كانت أولى الخطوات التي عقدناها مع الوفد العراقي الذي حضر معنا أن نقترح عدة فعاليات اتفقنا جميعا عليها، وهي أن نعقد أسبوعا ثقافيا عراقيا سعوديا في نهاية العام، فستكون مناسبة لتعزيز الحضور السعودي في بغداد بعد أن تعزز الحضور العراقي في الرياض.
* كيف ترى عودة العلاقات بين الدولتين عبر العلاقات الثقافية؟
- العودة ستكون مكللة بالإقناع، فالوسط الثقافي والمثقف عموما، على اختلاف الأجناس الإبداعية هو الأقدر على بلورة فكرة إعادة الحياة إلى طبيعتها والمياه إلى مجاريها عبر علاقات متبادلة، فالمثقف هو الأقدر على إقناع الشعب والجمهور بأن العلاقة المبنية على الوئام باتت ضرورة تحتاج إليها الشعوب في هاتين الدولتين، خصوصا وفي عموم دول العالم، وعلينا أن نسهم كمثقفين في تعزيز المشتركات وتنحية الفوارق ونقاط الاختلاف بيننا كدول عربية، ودول يمثل الإسلام فيها هوية أساسية، لا سيما في ظل «العولمة» تلك القرية الصغيرة، التي أصبحت تؤطر العالم، ووسائل التواصل الاجتماعي، فأمام هذا الانفتاح لا يسعنا إلا أن نقبل الآخر ونتواءم ونعود، ونحن سعداء بذلك.
* ما أبرز الروابط الثقافية، التي تربط الشعبين؟
- المتن الثقافي، الذي يتمثل بأعلى صورة في الأدب، فهناك علاقة وطيدة وحميمة سواء على صعيد ما يدرس في الأدب العربي بالجامعات السعودية، أو سواء ما يتم تناوله في المناهج النقدية، إضافة إلى اهتمام المثقف السعودي بالأدب العربي، خصوصا الشعر الذي يمثل العراق فيه المتن والمساحة الأكبر، كما أنه من المهم تسجيل حضور الإعلام العربي السعودي، هذا الإعلام الذي أسهم في توضيح وجهة وطريقة تفكير الشعب والشارع السعودي، والماكينة الإعلامية السعودية، فكل هذه الأنساق، سواء النسق الإعلامي المتميز في المملكة أو النسق الثقافي المتقدم في العراق من المهم أن يلتقيا لتبادل الخبرات وتنضيج وتكامل الأدوار لكي نعود لمساحة مضيئة في الثقافة وفي العلاقة بين الدولتين.
* ما هي السياسات الجديدة، التي تعمل عليها وزارة الثقافة العراقية؟ وكيف يمكن بناء هوية للعراقيين عبرها؟ - من أهم الملاحظات، التي تعد سببا أساسيا في عدم اكتمال مشروع التحول لتأسيس الأنساق، طبيعة النظام الديمقراطي، فهذه العملية تسهم في جعل الوتيرة تسير بتباطؤ في إنجاز ما نوده، فالسياقات الثقافية قادرة على التأسيس، ولكننا لم نعد دولة قادرة على الضغط على المواطن في طريقة التفكير، وما نسعى إليه هو اعتماد ثقافة الإقناع، وعلينا أن نؤمن بثقافة التنوع، وليس أمامنا كعراقيين على مختلف المشارب إلا أن نتعامل، وأن نحسن ونتقن ثقافة إدارة التنوع، كوننا بلدا متنوعا من جميع النواحي، التي تعد سمة أساسية في بناء وتنشئة وتطور المجتمع العراقي والدولة، وما يجري من إخفاقات هي مسألة طبيعية مبررة وغير راضين عنها، ولكن للحديث بموضوعية علينا أن نقبل أن الظروف الحاكمة هي سبب أساسي في أن تكون الأمور على هذا النسق والوتيرة.
* ما هو دور وزارة الثقافة العراقية في إدارة هذا التنوع؟
- توجد أولويات في التحولات الجديدة لدى الدولة، فهناك أولوية الأمن والغذاء والتربية والتعليم، ولا أود أن أقول إن دور الثقافة هامشي، ولكن بطبيعة الشعوب، فإن هناك أولويات، وكل الظروف التي مرت بها الدولة تسهم في عدم استقرار الوضع، فوزارة الثقافة تقف رديفا وعاملا مع جميع الوزارات في جميع المراحل، خصوصا التربية والتعليم العالي، ونحن نزعم بأننا نحاول المجاراة والعمل بشكل موازٍ لجميع الأنساق الثقافية الموجودة في جميع مجالات الحياة والمجتمع، وعموما فإن دور الثقافة في جميع الدول دور ساند ورديف وداعم ومعزز ومعضد للعمل السياسي والأمني وجميع المنظومات، التي تبنى عليها الدولة، والآن في العراق عادت الثقافة لتفرض نفسها وحضورها بشكل يقوم على أساس التعدد والتنوع وقبول الآخر، فالثقافة تمثل أبرز وأجلى مصداقية للتعدد في النسيج العراقي بكل مظاهره.
* أدرجت العراق 6 مواقع على قائمة التراث العالمي في اليونسكو، إضافة إلى 5 عناصر ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي.. ما الذي أسهم في ذلك؟- الحديث عن ملف «اليونسكو» ليس حديثا عابرا ولا يمكن الحديث عنه بشكل عاجل كونه ليس نتاج لحظة، وما تحقق للعراق في هذا الجانب ليس قليلا وليس صدفة عابرة أو نتيجة لظروف سياسية معينة، إنما هو نتيجة لعمل متراكم ومتواصل بدءا من عام 2003 وعودة العراق للمجتمع الدولي وصولا إلى هذه اللحظة، فقد بدأ بجهود حثيثة من وزارة الثقافة على فترات متعاقبة حرصنا فيها على أن يأخذ العراق مساحته، التي يستحقها، وهذه المواقع والعناصر تمتلك خصائص واشتراطات جعلت مهمة وضعها على لوائح عالمية مهمة يسيرة، فتاريخ العراق وعمق حضارته والموروث الديني والبيئي، كلها أمور عززت فكرة توسيع مساحة حضور العراق في لوائح اليونسكو للتراث العالمي، ونحن متفائلون لأن نوفق في الفترة القادمة لإعلان مواقع وإضافات نوعية جديدة على لائحة التراث العالمي بإذن الله.
* ماذا عن المواقع الأثرية المشتركة بين البلدين وتسجيلها في اليونسكو؟
- من أبرز ما ناقشناه في حضورنا للمملكة، هو «طريق درب زبيدة»، الذي يربط بين بغداد والحجاز والجزيرة العربية، التي تتمثل الآن بالمملكة، فهذا الطريق يمتلك قيمة حضارية معرفية تاريخية طويلة وراسخة، تكتنفها العديد من الجوانب التاريخية والحديث المفصل في القصص والتراث والفلكلور والروابط المشتركة بين البلدين، فهو طريق طويل ومرت منه شخصيات مهمة، وحقق حضورا في الذاكرة الجمعية لدى البلدين، لكنه توقف بسبب السياسات السابقة، ولكن الآن وعلى مدى 19 عاما، فنحن نعمل على هذا الموضوع الذي هو وشيك الاكتمال، كي يدرج على لائحة التراث العالمي، وأن يكون أحد المعالم الأساسية، التي تعزز العلاقة بين المملكة والعراق في نسيج ثقافي وتحت سقف عالمي وهي منظمة «اليونسكو» الحاضرة دائما في الوجدان الثقافي والعام.
* ماذا عن مشروع إعادة روح «الموصل» من قبل اليونسكو؟ وما هو دور وزارة الثقافة فيه؟- بعد الخراب، الذي حدث في الموصل من قبل العصابات الإرهابية، أصبحنا نجتمع بشكل دوري مع ممثلي اليونسكو في بغداد ولجان من ممثلي الوزارة، ومن أهم المعالم، التي سيتم تأهيلها مئذنة جامع النوري، وهي مئذنة تاريخية ومعلم ثقافي شاخص وهائل، والمخصص للموصل كثير جدا، وسيكون الحضور ذا أثر إيجابي -إن شاء الله-، والوزارة بالتعاون مع اليونسكو تعمل لعودة الحياة الطبيعية تدريجيا لمدينة الموصل.
* ماذا يعني لكم استعادة العراق اللوح المسماري «جلجامش» مؤخرا من أمريكا بعد 30 عاما من سرقته؟
- اللوح يمثل قيمة عليا بالنسبة لنا، وبعد انتهاء فعاليات معرض الكتاب بالرياض، سنعود لنستأنف حفل وفعاليات الاحتفاء بعودة هذه القيمة الأثرية والتراثية العليا، التي تمثل رصيدا مهما بالنسبة لنا بما تحمله من عمق وعمر ضارب في جذور التاريخ.
* هل توجد خطة لإنشاء متحف في العراق يضاهي بآثاره المتاحف العالمية؟- يوجد متحف في كل محافظة عراقية تقريبا، بخلاف المتحف الوطني والمتحف البغدادي، اللذين يمثلان قيمة عليا، كما أقررنا فكرة إنشاء متحف عملاق وكبير، ولكن إلى الآن لم يتم العمل عليه، وسنعمل على أن يكون المتحف حاضرا في المشهد الثقافي العراقي والعربي، كما ننتظر في بغداد صرحا كبيرا يمثل تحفة فنية من تصميم المعمارية العراقية زها حديد -رحمها الله-، والعمل لا يزال قائما عليه منذ سنوات.
* حدثنا عن «شارع المتنبي» وتطويره ليكون مزارا سياحيا؟ - «شارع المتنبي» في مختلف أحواله يمثل محطة يتوجه إليها أغلب السياح والشخصيات، ووزير الثقافة السعودي زار الشارع بكل حميمة خلال وجوده في بغداد، وأيضا السفير السعودي الموجود هناك بشكل دائم، وذلك لمعرفتهما بما يمثله هذا الشارع العريق، الذي يرتبط بجذور الدولة العراقية الحديثة، وطريقة بنائه المتقدمة، والمحال ونوعية الأشخاص الموجودين، كلها عناصر تضفي أهمية تراثية وجمالية مضاعفة على ذلك الشارع.
* أين يقع المثقف والأديب العراقي في المشهد الأدبي العربي والعالمي؟- قد تكون شهادتي مجروحة كوني جزءا من هذا المشهد، ولكن بجولة سياحية سريعة على بعض دول العالم والدول العربية، لا نجد منطقة ليس فيها أسماء عراقية لامعة في مختلف المجالات الثقافية والإبداعية، هذا التحول والإصرار العراقي حتى مع اختلاف الجغرافيا، لم تأكل من جرف الصدارة، التي يتمتع بها المبدع العراقي، فلا يزال الرحم العراقي رحما ولودا ومعطاء، ولا تزال الأسماء تتوالد وتتناسل ثقافيا ومعرفيا وإبداعيا.
* ما الذي يميز هذا الحضور والتأثير العراقي؟ - دائما ما نقول إن الإرهاصات والهواجس وطبيعة المعاناة، التي يشهدها المبدع تكون عادة سببا في مضاعفة إبداعه وحضوره، فالإبداع نتاج معاناة يعيشها الفرد.
* كيف تسعى الوزارة إلى تخليد وتأصيل المبدع والمثقف العراقي؟- حملنا معنا في معرض الكتاب بالرياض آلاف العناوين من مختلف دور النشر والمؤسسات، هذه العناوين تمثل جانبا مهما من جوانب العطاء المعرفي الموثق كتابيا، فليس هناك حقل أو متن لا توجد به بصمة «على الأقل بعد 2003»، وهذا التاريخ متراكم، وحرصنا على أن يكون نتاج العراق خلال العشرين عاما الماضية أمام الجمهور السعودي والعربي في الرياض، وجزء من هذه الرسالة، التي نحملها تعكس طريقة اهتمام الوزارة بالمثقف العراقي.
الثقافة أبرز مصداقية للتعدد في النسيج العراقي بكل مظاهره
«المعاناة» ضاعفت حضور مبدعينا في المشهدين العربي والعالمي
إنتاجنا الفكري خلال 20 عاما حاضر بالكامل في «الرياض»
تسجيل «درب زبيدة» في اليونسكو سيكون ثمرة طبيعية للتعاون
أكد وكيل وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقي د. نوفل أبورغيف أهمية عودة العلاقات، خصوصا الثقافية بين المملكة وجمهورية العراق، لأنها ستنتج عنها تعاونات واتفاقات تعود بالفائدة على الطرفين بحكم المشتركات والروابط العميقة تاريخيا وديموغرافيا، موضحا في حوار مع «اليوم» أن من أبرز ما تعمل عليه البلدان إقامة أسبوع سعودي عراقي ثقافي في نهاية هذا العام، إضافة إلى تسجيل طريق «درب زبيدة» المشترك على قائمة مواقع التراث العالمي لدى اليونسكو، وأشاد باختيار العراق ضيف شرف معرض الرياض للكتاب، مؤكدا أنهم حرصوا على أن يكون الإنتاج الثقافي للعراق خلال العشرين عاما الماضية أمام الجمهورين السعودي والعربي في المعرض.