التزام المملكة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة على المستوى الوطني، والاستمرار في بذل الجهود والتعاون الدولي في سبيل التكاتف للحد من الفقر المدقع وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومد يد العون والمساعدة بما يحقق مصلحة الدول والشعوب، هو التزام يأتي كأحد أبرز الأطر، التي ترسم ملامح المشهد المتكامل لجهود الدولة في سبيل دعم وتعزيز كل ما من شأنه تحقيق الاستقرار الإقليمي والدولي كنهج راسخ في تاريخ المملكة العربية السعودية منذ مراحل التأسيس وحتى هذا العهد الزاهر الميمون، وهو ما يلتقي مع المكانة الرائدة للمملكة بين بقية دول العالم.
تأكيد المملكة العربية السعودية حرصها على دعم الجهود الدولية لإعادة بناء النظم الغذائية العالمية بما يحقق الأمن الغذائي ومكافحة الفقر، وأهمية الدور الذي تقوم به الأمم المتحدة وأجهزتها المختلفة من أجل القضاء على الفقر، والتأكيد على الأمن الغذائي المستدام بما يكفل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وذلك في كلمة المملكة العربية السعودية في المناقشة العامة لبند القضاء على الفقر والقضايا الإنمائية الأخرى، وبند التنمية الزراعية والأمن الغذائي ضمن أعمال اللجنة الاقتصادية والمالية الثانية خلال الدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، هو تأكيد ينطلق من الجهود المستديمة، التي تبذلها المملكة لمواجهة التحديات لبناء نظم غذائية مستدامة، متمثلة في التصحر والمناخ الجاف شديد الحرارة وندرة المياه.
لقد أثبتت جائحة كورونا أهمية التعاون الدولي والإنساني في التصدي للتحديات، ومواجهتها بعزيمة وإصرار في سبيل التعافي والتقدم في تحقيق نمو شامل ومستدام، وتسخير الجهود في القضاء على الفقر والحد من عدم المساواة، كما أكدت مجددا التزام المملكة بالتعاون الدولي في سبيل تذليل العقبات المترتبة على جائحة كورونا على وجه التحديد، وكل التحديات أمام تحقيق أهداف التنمية، ومنها هدف القضاء على الفقر بجميع أبعاده، انطلاقا من عزمها على تحقيق استدامة شاملة للتنمية العالمية.
عمل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية على أكثر من 1700 مشروع تنصب في مجالات مختلفة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر الأمن الغذائي، التغذية، المياه والإصحاح البيئي، التعليم، والصحة، يأتي كأحد أطر التزام المملكة بالتعاون مع المنظمات الدولية والهيئات التابعة للأمم المتحدة في سبيل تقديم الدعم اللازم، والعمل معا نحو المضي قدما في سبيل تعزيز النظم الغذائية المستدامة، والجهود الدولية الرامية إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة وجودة الحياة الإنسانية على مختلف المستويات الإقليمية والدولية.. وهو أحد الأسس الراسخة في ثوابت المملكة العربية السعودية، التي يسطرها التاريخ بأحرف من ذهب وترتقي بواقع الإنسان ومستقبل البشرية.