عنوان هذا المقال هو عنوان الورشة التي عقدت بناءً على دعوة من سعادة مدير عام التعليم بالمنطقة الشرقية يوم الثلاثاء الماضي بناءً على تعميم معالي نائب وزير التعليم المكلف بشأن تحسين مخرجات العملية التعليمية وتعزيز المهارات المكتسبة لدى الطلاب وقياس ما يملكونه من مهارات أساسية بناءً على ما تعلموه خلال السنة الدراسية وتشخيص واقع التحصيل الدراسي كما أوضح التعميم، وقد كان الهدف من الورشة كما هو محدد أن تكون منطلقًا للمعلم والمدرسة في تصميم مواقف تعليمية وخطط علاجية تحقق النواتج التعليمية المستهدفة من العملية التعليمية. وموضوع الورشة كما هو واضح له صلة بما تطرقت إليه في مقال سابق من ضرورة قيام المعلمين بتقويم التحصيل الدراسي للطلاب من التعلم السابق من المعارف والمهارات مع بداية العام الدراسي، وهذا التقويم التحصيلي إذا كان ضرورياً في كل عام فهو في مثل هذا العام أكثر ضرورة، خاصة أنه يأتي امتداداً لعام سابق مرت فيه حياة المجتمعات كافة في ظروف استثنائية، كما أن عملية التعلم تمت هي أيضاً في ظروف استثنائية اقتضت التحول المفاجئ إلى التعليم عن بعد، ومن الطبيعي أن يكون هناك إجماع عالمي على أن الظروف الاستثنائية التي مرّت بها عملية التعلم كان لها آثار سلبية مهما كانت الجهود التي بذلت للحد من سلبيات هذا التحول، ومع أن بلادنا كانت في مقدمة البلاد التي نجحت على توفير كل الإمكانات، واستجابة أبنائها لما اقتضته هذه الظروف من التزام وحرص على المشاركة في الجهود الوطنية لمواجهة الوباء، مما أدى إلى ما نشهده اليوم والحمد لله من العودة إلى الحياة الطبيعية بشكل تدريجي وآمن إلا أنه لابد من الاعتراف رغم ذلك كله أن هناك فاقداً تعليمياً حصل نتيجة هذه الظروف، وربما يكون هذا الفاقد لدينا أقل مما حصل عند غيرنا لكنه حصل بشكل أو بآخر، وأنه لابد من التعامل مع آثاره السلبية بطرق تربوية وعلمية تؤدي إلى تقليل آثاره وتعويض الفاقد التعليمي ووضع الحلول لتلافي نتائجه السلبية، وهي إجراءات أخذت بها كثير من الدول لنفس الهدف حتى إن أصواتاً علت في بعض البلدان التي كان الفاقد التعليمي فيها هائلاً تدعو إلى أن يعيد الطلاب العام الدراسي حتى يتداركوا ما فاتهم من المعارف والمهارات وحتى يتحقق التعلم القبلي اللازم للتعلم البعدي، وربما يكون هذا الاتجاه على مشروعية المبررات التي يقدمها من يدعون إليه صعب التحقيق لأن خسارة الطلاب عاماً من أعمارهم ليس بالأمر السهل، ولأن بالإمكان كما يدعو آخرون مواجهة النقص الحاصل بخطط علاجية لتعزيز مهارات الطلاب ومعارفهم.. ولقد أثلج صدري أثناء حضوري هذه الورشة ما طرحه الزملاء الحضور من المشرفين التربويين والقيادات التربوية من أفكار وما أبدوه من حرص على تحقيق الأهداف المرسومة لهذه الورشة، التي أكدت الوزارة بحرصها على عقدها في جميع المناطق على التوجهات الإيجابية نحو إيجاد الحلول التربوية لما يواجه التعليم في بلادنا من مواقف بطرق علمية وبالدراسة والبحث وتشجيع العاملين في الميدان التربوي على التقدم بالأفكار والحلول الإبداعية للمشكلات التي يعيشونها بحكم عملهم الميداني وتعاملهم المباشر مع واقعه، كما إن مخرجات هذه الورشة التربوية وبالتأكيد الورش الأخرى التي عقدت تحت نفس العنوان ولنفس الغرض في كافة المناطق سوف تضع الخطط العلاجية الناجعة وتحقق الأهداف التي عقدت من أجلها -بإذن الله-.
@Fahad_otaish