التقبل الكامل
وأوضح أن حب الوالدين غير المشروط يقوم على تقبل الأبناء بكامل عيوبهم وأخطائهم وترك فرصة لهم لتعديلها، فهو يفتح المجال لتعليم الأبناء السلوك المرغوب والصحيح، ورفض السلوك غير المرغوب والخاطئ، ويعزز إشباع حاجات الحب والشعور بالأمان، وهي حاجات سيكولوجية أساسية تسير بالأبناء نحو تحقيق الذات والتمتع بصحة نفسية إيجابية، ومن فوائد الحب غير المشروط الشعور بالثقة بالنفس والقدرة على اتخاذ القرار، وتعلم أساليب التواصل الفعال والحوار الجيد، والتعبير عن المشاعر بصدق دون تزييف، والصلابة النفسية والقدرة على تجاوز الصعوبات وتقدير الذات.
الإحساس بالأمان
وأشار إلى أنه من الأخطاء الشائعة أن يقول أحد الوالدين للطفل «أنا لا أحبك لأنك عملت كذا وكذا»، فهذا القول يشعر الطفل بعدم الأمان، ويجعله على المدى البعيد يحاول إرضاء من حوله وكسب حبهم فقط بعيدا عن رغباته وحاجاته وثقته بنفسه، والصواب أن يقول الوالدان «أنا لا أحب السلوك الذي فعلته»، مع احتواء الطفل وتقبله التام، فالوالدان يحبان الطفل ولكن لا يحبان السلوك الخاطئ، بالإضافة إلى عدم الإحساس بالأمان، فإن الطفل سوف يبحث عن مصادر أخرى تشعره بالأمان والحب والتقبل، وقد يجدها في أشخاص غير أسوياء، ما يعرضه لأخطار أخرى كالتحرش والابتزاز وغيرها.الحب المشروط
وأوضح أن الحب المشروط قد يجعل المراهق يشعر بالإحباط، نتيجة عدم استطاعته الحصول على حب والديه نتيجة عجزه في تلبية رغباتهم، وبالتالي يشعر بالغربة والانعزال لا سيما إذا تمت مقارنته بأخيه أو جاره أو قريبه، فهذا يؤثر على صحته النفسية والعقلية ويهدم شخصيته، وأضاف: الحب المشروط يجعل من الطفل أو المراهق شخصا ماديا ينتظر مقابلا لكل عمل يؤديه، وبعض المربين يطلقون على ذلك أسلوب «الراشي والمرتشي»، إذ يقدم الحب على شكل معزز لكل تصرف يرغب فيه الوالدان ويفعله الابن، ما يجعل المراهق يحصل على الحب المادي البعيد عن مشاعره الصادقة، ولكن من أجل كسب حب الوالدين وتحقيق مكتسبات مادية بعيدا عن زرع القيم والأخلاق في الأبناء.
وقود التربية
واختتم د. السلمي، بقوله: تقبل الابن وحبه غير المشروط لا يعني تركه يفعل ما يشاء، ولكن هو التربية القائمة على مشاعر إيجابية بعيدة عن المساومة وعين المراقبة والرصد والانتقاد، فالحب غير المشروط يحتاج إلى التجاهل والتغافل في بعض المواقف، والوقاية والاحتواء في مواقف أخرى، ويلازمه أساليب التعزيز والإطراء والثناء وعدم الإفراط في الأساليب العقابية والتوبيخ، خاصة أمام الآخرين، فهو مشاعر حب صادقة تعني أن تكون قريبا من أبنائك، وأن يكون الحب أولا وقبل كل شيء، وتعني رفض السلوك الخاطئ وليس رفض الابن عندما يخطئ، فهو ليس ثمنا نقدمه لأبنائنا، بل هو رابط لعلاقتنا بهم، وكلما كان هذا الحب في قمته وقوته، استطعنا أن نصل إلى التربية السليمة والعلاقة الناضجة والمثالية، فهو وقود التربية الذي يفجر طاقات الإبداع والتميز لأبنائنا.
«الحب» مشاعر إيجابية وحالة عاطفية نعبر عنها بصور مختلفة من الأفعال، ويأخذ الحب صورا متعددة، مثل: حب الزوجة والأبناء والوالدين والأصدقاء وغير ذلك، وفي الغالب نجد فيمن نحب صفات تجعلنا نميل إليه، وكذلك الطرف الآخر يجد لدينا ما يجعله يميل إلينا، لذلك فإن الحب في أساسه مشروط بالتوافق في السمات والخصائص والفكر.
تعزيز الثقة بالنفس والقدرة على اتخاذ القرار والتواصل الفعال أبرز إيجابياته
الحب المرتبط بالأسباب يفقد الأبناء الشعور بالأمان ويصيبهم بالإحباط