ومضى يقول في كتابه «مكيدة الربيع العربي: كيف خدع الإخوان المسلمون واشنطن في ليبيا وسوريا»، يكشف جون روسوماندو المرض الأساسي في السياسة الخارجية الليبرالية.
وأشار إلى أنه في هذا الكتاب قام روسوماندو المحلل في مركز أبحاث مركز السياسة الأمنية ومقره واشنطن، بتشخيص الحالة المرضية في مكيدة الربيع العربي، موضحا أن الانخراط مع الإسلاميين وتمكينهم أدى إلى جعل كل شيء أسوأ.
وتابع: هذا تاريخ مهم يجب تذكره. لسوء الحظ، يبدو أن إدارة بايدن قد نسيت، وترتكب الأخطاء نفسها.
الإخوان المسلمون
ونقل عن روسوماندو قوله في كتابه: عندما اندلع الربيع العربي في عام 2011، تم تصوير هذه الثورات الوليدة في كل حالة للجمهور على أنها إيقاظ طال انتظاره للديمقراطية في الشرق الأوسط، ومع ذلك كان الواقع أكثر تعقيدا، يعود ذلك جزئيا إلى أن المجتمع المدني في هذه البلدان تعرض للقمع لفترة طويلة. الأصوات الديمقراطية تفتقر إلى المؤسسات والقادة والتنظيم والمال، لكن الإخوان المسلمين لم يكونوا يفتقدون ذلك. في كثير من الحالات، كانوا هم أول من حل محل الحرس القديم وحاولوا الاستيلاء على السلطة السياسية.
وتابع الكاتب: يجادل روسوماندو بأن إدارة أوباما أجرت حسابات إستراتيجية تقوم على أساس أن محاولة العمل مع الإسلاميين، ومن خلال إرضائهم سيكونون أكثر اعتدالا بما يؤدي إلى إعادة بناء أفضل شركاء إقليميين للولايات المتحدة.
وأردف: كان هذا منطقيا لفريق أوباما لعدة أسباب، بدءا من حقيقة أن ضم الخصوم مع الإغراءات كان أسلوب العمل المفضل لدى الرئيس باراك أوباما. كانت فرضية أوباما هي أنه إذا كانت الولايات المتحدة ستتصرف مع منافسيها بقوة، فإن المنافسين سوف يردون بالمثل بترك الولايات المتحدة وشأنها، وأنه يمكن لواشنطن بعد ذلك الانسحاب من المنطقة، وأن تعهد بالقضايا الإقليمية لأصدقائها الجدد.
وأضاف: لقد جرب أوباما في وقت سابق نسخا من هذه السياسة الخارجية مع روسيا والصين وإيران. فلما لا مع الإسلاميين؟
أوباما والمتشددون
ونوه بأن السبب الآخر الذي جعل هذه السياسة منطقية بالنسبة للبيت الأبيض، هو أن الكثيرين ممن في فلك الرئيس كانوا ميالين لتفضيل الجماعات الإسلامية، والإخوان المسلمين على وجه الخصوص.
وأشار إلى أن الربيع العربي قدم فرصة مثالية لأوباما لتجربة التطبيع مع المتطرفين الإسلاميين.
ومضى يقول: مما لا يثير الدهشة، أن الإسلاميين أثبتوا اهتمامهم بالتقدم بأجنداتهم المتطرفة أكثر من أي شيء.
وتابع: في كتابه، أطلق روسوماندو العنان لمهاراته الاستقصائية وعرض كيف أن العواقب المأساوية لمبادرة أوباما الفاشلة ظهرت في ليبيا وسوريا، وهما دولتان عانتا حتى الآن الأسوأ في أعقاب الربيع العربي.
ولفت إلى أنه أوضح بإسهاب كيف كان أوباما ساذجا ثم استثمر المزيد من الوقت في التستر على عواقب إخفاقات سياسته الخارجية بدلا من إصلاحها.
إدارة بايدن
ومضى يقول: عاد معظم فريق أوباما أيضا، حيث شغلوا مناصب رئيسية في إدارة بايدن. ورغم أن البرق قد لا يضرب في المكان نفسه مرتين، فإن سياسات أوباما بالتأكيد عادت.
ودلل على ذلك بالأصوات غير المسؤولة في الإدارة التي تعتقد بالفعل أن طالبان «الجديدة» لن تكون مرعبة مثل حركة طالبان «القديمة».
ونوه بأن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن إدارة بايدن تبدو مركزة للغاية على متابعة إخفاقات السياسة الخارجية لفريق أوباما.
واختتم بقوله: إذا استمرت في ذلك، فعندئذ سيكون هناك بلا شك المزيد من المآسي مثل تلك التي جرت في الربيع العربي.
وبحسب موقع «أمريكان جريتنس»، فإن فهم موقف الإدارة الحالية تجاه طالبان، يحتاج النظر إلى ليبيا وسوريا للحصول على إجابات، وليس أفغانستان.
تحالف مع المتطرفين
وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية كانت مرتاحة خلال الربيع العربي بشكل متزايد لإقامة تحالفات مع الجماعات المتطرفة، حتى تلك التي لها صلات بالقاعدة، لتحقيق أهداف السياسة الخارجية بعواقب وخيمة.
وتابع: في كثير من الحالات، عاد مسؤولو إدارة أوباما الذين لعبوا دورا رائدا في تلك الكوارث الآن ويوجهون فريق بايدن.
وأشار إلى أن إدارة أوباما اختارت دعم قادة الإخوان المسلمين الليبيين الذين تربطهم صلات بالميليشيات المرتبطة بالقاعدة، للإطاحة بالديكتاتور الليبي معمر القذافي.
وأردف: من خلال الاتصالات مع جماعة الإخوان المسلمين الليبية، وجدت الحكومة الأمريكية نفسها تتعاون مع الجماعات المتطرفة المعروفة.
ونقل عن الموقع عن كتاب روسوماندو: أبلغ جيك سوليفان، الذي يشغل حاليا منصب مستشار الأمن القومي للرئيس بايدن، وزيرة الخارجية - آنذاك - هيلاري كلينتون، بهذه الروابط الإرهابية قبل أن تلتزم بدعم الثورة ضد القذافي.
وأضاف: أدى قرار واشنطن بدعم المتمردين المتطرفين في ليبيا مباشرة إلى الهجوم الكارثي على القنصلية الأمريكية ومحطة وكالة المخابرات المركزية في بنغازي، حيث اختفت ميليشيا الإخوان المسلمين التي جندتها الولايات المتحدة للمساعدة في الدفاع عن السفارة، في الليل عندما اندمجت القاعدة. وقتلت جماعة أنصار الشريعة المرتبطة بها 4 أمريكيين بينهم السفير الأمريكي كريس ستيفنز.
القاعدة في سوريا
وأردف: بالمثل، اعتمدت إدارة بايدن على طالبان لتوفير نقاط تفتيش أمنية في جميع أنحاء كابول، فقط ليؤدي ذلك إلى تفجير انتحاري مروع لداعش أسفر عن مقتل عشرات الأمريكيين وعشرات المدنيين الأفغان.
ومضى الموقع يقول: في سوريا، اعتقدت إدارة أوباما أنها يمكن أن تدعم المقاتلين المتطرفين ضد داعش ونظام الأسد، وبذلك تمكنت من توفير ملايين الدولارات من الأسلحة والمساعدات للجماعات المرتبطة بالقاعدة.
ونقل عن روسوماندو قوله في الكتاب: كانت هناك حالات عديدة لأسلحة وفرتها الولايات المتحدة وجدت طريقها إلى أيدي تنظيم القاعدة أو متطرفي داعش بسبب هذه التحالفات. على سبيل المثال، أعلن أنس عبيد، زعيم المتمردين السوريين المدربين من الولايات المتحدة، أنه خدع الولايات المتحدة وانشق إلى جبهة النصرة، الآن هيئة تحرير الشام، بأسلحته التي زودته الولايات المتحدة بها.
فشل ذريع
ونبه الموقع إلى أن من بين «المعتدلين» المسلحين من الولايات المتحدة حركة نور الدين الزنكي التي كانت مسلحة بصواريخ تاو المضادة للدبابات، والتي قاتلت إلى جانب جبهة النصرة وأثارت غضب العالم عندما صور مقاتلوها على شريط فيديو وهم يقطعون رأس طفل.
وتابع: كما اعتمدت إدارة أوباما على الجماعات المرتبطة بالإخوان المسلمين، مثل فرقة الطوارئ السورية، التي حاولت مرارا وتكرارا صف الولايات المتحدة مع الجماعات الإسلامية. مرة أخرى، اعتقدت إدارة أوباما أنها قد تدفع الجماعات المتطرفة للقتال إلى جانب الولايات المتحدة، لكنها فشلت بشكل مذهل.
وأردف: إذا كانت أفغانستان مؤشرا، فإنهم لم يتعلموا شيئا من هذا الفشل.
وأضاف: على عكس مزاعم إدارة بايدن؛ فإن طالبان تنضم إلى القاعدة التي تقاتل في هذه اللحظة إلى جانبهم ضد ما تبقى من مقاومة قليلة لحكم طالبان. حتى فكرة أن القاعدة وداعش عدوان عنيدان مبالغ فيها، وقد تعاونت عناصر القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية في الماضي.