mhsuwaigh98@ hotmail. com
لخلو الساحة الأدبية في عالمنا العربي من حركة نقدية تواكب ما ينشر من أشعار، ولخلوها من جانب آخر من رواد الشعر العربي الذين ملأوا الدنيا وشغلوا الناس في أوائل وخلال السبعينيات من القرن المنفرط كان هذا النزيف التجريبي المستمر ومعظمه «والحق يقال» مجرد هراء لا صلة له بالشعر من قريب أو بعيد، ولا صلة له بالإبداع من قريب أو بعيد أيضا، فنحن بحاجة في هذا الوقت إلى حركة نقدية واعية ومسؤولة تقوم بغربلة ما ينشر وفرزه حتى يضع القارئ يده على الشعر الإبداعي الجيد ويرفع يده عن الأشعار المبتذلة الرديئة الخالية من الإبداع، والخالية من الشعر كذلك.
ما يباع الآن في معظم أسواقنا الأدبية العربية من شعر، لا سيما ما يتعلق منه بالشعر الحداثي هو في واقع الأمر مدعاة للضحك، ويحق لقرائه أن يضحكوا بملء أفواههم، فليس فيما يقرأون من انفعالات وشطحات بهلوانية إلا تقليد لنزعات شعرية لا تحرك في نفوسنا شيئا، فلا ابتكار فيها ولا تجديد، وما فيها غير مضامين ميتة لفظتها منذ زمن بعيد مجتمعات غريبة عنا لم تر في استمراريتها ما يخدم واقعها الشعري الجديد، وقد استطاع رواد الشعر الحر في عالمنا العربي أن يستوعبوا التراث استيعابا جيدا ويوظفوه لخدمة أغراضهم توظيفا موضوعيا، فنجحوا في هذا التوظيف أيما نجاح، أما شعراء الحداثة اليوم فقد تنكروا لكل قديم، بل إن معظمهم أرادوا هدم صروحه الماثلة أمامهم وتقويضها، فأخذوا يطالعوننا بهذا الشعر «المنثور» الذي يظنون أنه قد يكون صالحا كبديل طبيعي عن الشعر الخليلي وشعر التفعيلة.
mhsuwaigh98@ hotmail. com
mhsuwaigh98@ hotmail. com