فهو ليس في قاموسه مصطلحات العنصرية والطائفية والمذهبية، يعمل بإنسانية متدفقة حاملا الوطن في كفه والعمل في كفة أخرى يحركه الولاء لوطنه وحبه لعمله، يعمل بوعي على تفعيل خاصية الإدراك لمنظومة العمل ورفع إنتاجيته، يعمل في المنظومة كعنصر فاعل معترفا بخصائص الأعضاء ومواهبهم وقدراتهم ومنحهم حقهم، يحرص على جعل المجموعة تتصرف بامتنان ضمن حدود العمل المرسوم بينهم يتميز بالامتناع عن فرض الآراء والتسلط، ويبتعد عن التعامل على أساس أن الحق له بكل شيء وأن الأعضاء قطيع تتبعه والقائمة تطول...
يحسن لنا التنبه مبكرا للممارسات القيادية المغلوطة دون مبالغة ولا شطط حين نريد تسليط الضوء على بعض خصائص القائد السلبي نجد أنه يتعاظم ويتفاخر بما ليس له فيه إنه نفعي ووصولي مبدأه الانتقام والحسد والغيرة.
ومن جهة أخرى يعمد على تغييب منجزات بعض الأفراد الفاعلين وتهميش أدوارهم وأعمالهم وإن لزم ذكر بعض المنجزات فإنهم يختارون الأضعف منها، فهم المتحيزون المنقادون لمصالحهم، ازدواجيون بطبعهم، يخفون الحقائق الكامنة وراء ظهورهم، يسيرون وفق غاياتهم ووسائلهم ضمن نمط العمل الذي أرادوه لأنفسهم، ينفذون العمل المسند لهم عبر قنوات المجموعة وجهودهم وعليهم أن يلغوا حضورهم ويستعدوا لقولبة الأمور وفقا لما يراه القائدون.
وهذا يبطل حقيقة المسؤولية وحقيقة الشعور بالانتماء وينتج حالة من عدم الرضا وتبديد الأمن الوظيفي.
ومثل هذه القيادة تنم عن سلبيات متراكمة في حياته تستند على مواقف وإرهاصات ماضية أثخنت جراحاته وضيقت أفقه وانعدم تفكيره المنطقي وأراد التعويض بقيادة سلبية أفرزته الظروف المريضة.
في هذا السياق القيادي المؤلم أقول: انعدام القيادة الناجحة هو تدمير لمعالم الإبداع والابتكار والنجاح، ولأننا في وطن آمن علينا محاربة القيادة الفاشلة التي تؤثر سلبا على الفرد والمجتمع.