ودمتم سالمين..
وأنا أشاهد كمية الوعي وتبعاته في كل نواحي الحياة التي نحصل عليها بعد التحاقنا للدورات التدريبية في مختلف مجالات الحياة، أدرك قيمة ما يقدمه المدربون والكوتشينج في المجتمعات والذي ينتج عنه جيل ثري ومستقر نفسيا ومهاريا واجتماعيا، دأب المدربون والمحفزون على إرشاد الأفراد وتوعيتهم وتزويدهم بالمهارات اللازمة كي يكونوا ناجحين ومتزنين نفسيا، ونجح عدد من هؤلاء المدربين حتى أصبح من المؤثرين في حياة عدد لا يستهان به من جيلنا، مدربو التنمية الذاتية على وجه الخصوص أولوا تطوير الفرد لذاته أهمية كبيرة وحرصوا على نشر روح الإيجابية والشعور الجيد في النفوس واستطاعوا بذلك تسليح الأفراد بعدة النجاح الحقيقية في الحياة وهي أن يحقق التوازن النفسي والاجتماعي في حياته ويجتهد لمعرفة نواقصه من المهارات ويتزود بها، في الحقيقة هذا هو المطلب الحقيقي والأمل المنشود، الذي قضى الطالب من أجله عقدين من عمره في مقاعد الدراسة طمعا بهذه المهارات، التي نكتشف خلونا منها في نهاية المطاف كون المناهج التعليمية بعيدة كل البعد عن ميادين الحياة، ما تعلمناه في الأدب من عشق قيس ابن الملوح لحبيبته لم يجعل منا مثقفين، ومَنْ برع في الرياضيات لم يصبح ثريا اقتصاديا، نحن ووالدونا كنا نبحث عن تربية وتعليم آخر مغاير لما أهدرنا فيه طاقتنا، كنا نريد أن يخرجنا التعليم من ظلام النفس إلى نور الوعي والإدراك، أن أعي وأدرك حقيقة البشر حولي وكيف أتعايش مع متغيرات مجتمعي وكيف أستطيع أن أحتوي نفسي وأهلي ومجتمعي نفسيا وأتفهم اختلافهم عني في الطباع والهوايات، غير أن هذا لم يحدث! مسمى وزارتنا (التربية والتعليم) وأخذنا من اسمها أننا جيل جميعا نجيد القراءة فقط، لم يلحظ أحد نفسياتنا المتعبة وأفكارنا المريضة ولم يعالج اعوجاجنا النفسي كون الجميع غير مؤهل لذلك بمَنْ فيهم معلمونا!
لا نريد جيلا يجيد قراءة الأبجدية فقط، بل نريد جيلا واعيا ومدركا وسليما نفسيا وأخلاقيا، نريد أن يخرج بعد رحلته التعليمية الشاقة وقد أجاد الثقافات الخمس الأهم في حياته (ثقافة دينية - ثقافة نفسية - ثقافة اجتماعية - ثقافة اقتصادية - ثقافة صحية) ما دون ذلك هو هدر للطاقات وللسنوات وللأموال والنتيجة صفر، رسالتنا لمعالي وزير التعليم (أفصحوا للتدريب والمدربين مكانا في يومنا الدراسي وألا يقل عن ثلاث حصص أسبوعية يستقطب لها المدربون الأكفاء واستبعدوا معلمي المناهج عن الإرشاد الطلابي وأوكلوها لمدربين الكوتش هم الأجدر والأكثر تأهيلا من غيرهم لملاحظة نفسيات وأفكار الطلاب، ويجيدون التعامل مع مختلف نفسيات الطلاب ولديهم القدرة على احتوائهم وتشخيص مشكلاتهم ومن ثم إرشادهم تحت متابعتهم وتقييمهم المستمر.
ودمتم سالمين..
ودمتم سالمين..