أصل لمكين هذا المصطلح في كتاب له شهير اسمه «حكم دول المحور (ألمانيا النازية وحلفائها) في الأقطار الأوروبية
التي احتلتها»
Axis Rule in Occupied Europeالمقصود بالاحتلال هنا ما حصل بعد الحرب العالمية الثانية، صدر هذا الكتاب عام 1944م عن مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي في الولايات المتحدة الأمريكية.
المؤلف لمكين عرّف كلمة Genocide أنها تتكون من لفظين Genos، وهي لفظة يونانية قديمة وتعني الجنس أو القبيلة. واللفظة الثانية Cide وهي لاتينية وتعني القتل. وذكر لمكين أيضا أن مصطلح Ethnocide يعتبر مرادفا آخر لـ Genocide لأن Ethno اليونانية تعني الأمة.
الإبادة الجماعية بمفهوم لمكين ليست بالضرورة تدميرا كاملا للأمة، بل هي كذلك مخطط متقن يضم أفعالا تتنوع وتستهدف قواعد الحياة الأساسية لأي قومية بهدف محقها. ويضم هذا التخطيط والاستهداف لأي قومية القضاء وتفسيخ المؤسسات السياسية والاجتماعية لها، وإذابة ثقافتها ولغتها ومشاعرها ودينها ووجودها، بل يستمر هذا التخطيط لاستهداف أمن وكيان وحرية وكرامة المنتسبين إلى هذه القومية.
إبادة جنس مفردة سياسية تمت إضافتها بعد الحرب العالمية الثانية، وأدخل في القاموس الدولي رسميا بقرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة عام 1947م. وهذا القرار شمل إنشاء معاهدة لمنع جرائم الإبادة الجماعية وعقوباتها، التي وضعت موضع التنفيذ ابتداء من الخامس عشر من كانون الثاني عام 1951م.
وتم تعريف الإبادة الجماعية بموجب الأمم المتحدة بأنها تعني أيا من الأعمال التالية التي ترتكب بقصد تدمير أي جماعة عرقية أو جنسية أو دينية سواء أكان كاملا أو جزئيا، مثل قتل أعضاء هذه الجماعة وإلحاق ضرر خطير جسدي أو عقلي. شاع مصطلح إبادة جنس وكثر استخدامه، بل تنوعت تفاسيره ودلالاته ومشتقاته، وتم هذا في وصف ما شهدته مناطق العالم بعد الحرب العالمية الثانية، بل تم استخدام المصطلح وتصنيفه بأثر رجعي لأحداث وأعمال تاريخية سبقت ظهور مفهوم إبادة جنس.
ما زال العالم يعاني من توالي أحداث ومخططات تحت سمع وبصر الأمم المتحدة للإبادات الجماعية، دونما رادع أو عدل يؤمن سلام وأمن الضعفاء.