شخصياً، كنت في إحدى المؤسسات العامة وَمِمَّا لفت نظري تلك المُبالغة في التغطية الإعلامية الخاصة لبعض الأعضاء لغرض الإعلان عن المبادرة ونشرها. وبدافع الفضول حاولت البحث عبر الحساب الخاص بالمؤسسة عن تفاصيل المُبادرة وأهدافها، وبعد البحث والسؤال لم أَجد تفاصيل فعلية أو تطبيقية تخص المبادرة. أحياناً، نسبة نجاح الإنجاز لمشروع ما وفِي منظومة ما تكون مُعدمة ولربما تكون مُختلفة لأغراض غير سليمة. ولكن فساد المحيط يُظهرها بشكل آخر عن طريق التضخيم الإعلامي عبر المنصات الخاصة والمبالغة الدعائية والتكّلف. والبطانة الفاسدة في أي صرح ينكشف فسادها مهما أخفت خُبث نواياها. لأننا وبكل بساطة، نعيش في أرض الخير وتحت ظل قيادة اتخذت لها من الحق منهجاً، وبفعل الخير كانت لنا دروساً نتعلم من خلالها معنى حُب الخير لهذا الوطن، وكيفية استثماره ليصل للصغير قبل الكبير وللفرد قبل الجماعة.
وبفضل من الله تعالى، ثم بفضل مملكتنا وحرصها على سلامة وحصانة منشآتها المختلفة، فإنها تعي تماماً أن توعية المواطن ضرورة لحماية الفرد والمجتمع والوطن. فالتوعية الإصلاحية عن طريق محاربة الفساد وضّحَت الكثير من الأمور، التي ساعدت المواطن والمقيم على معرفة حقوقه وواجباته. وأيضاً، أضافت مفهوما جديدا لمعنى الوطنية، وذلك في مشاركة المواطن فعلياً لحماية وطنه من النوايا والأفعال الفاسدة على الصعيد المحلي أولاً. وبهذا، فإن تطبيق مفهوم الوطنية اتخذ مسارا فعليا يجعل المواطن في يقظة دائمة -بإذن الله- لحماية نفسه ومجتمعه ووطنه.
@FofKEDL