* وما دام الحديث عن الطبيعة.. يبرز سؤال يخرج من رمح الخيال: هل لنا أن نعشق البحر والبر معًا، أم أن النفوس لا تهوى إلا ضفة واحدة لا يمكن أن تلتقي بالضفة الأخرى؟!
* أما السؤال الذي يُطرح من زاوية أخرى فهو: هل من الممكن أن تتحول كومة المشاعر من البر إلى البحر، والعكس صحيح؟!
* نعود للغة النزالات.. فقد تكسب جولات كثيرة في المعركة، ولكن خسارة جولة واحدة عظمى قد تمسح تلك الانتصارات في الجولات الكثيرة.. فالمعركة لا تُحسم إلا بالضربة التي لا يستطيع الآخر النهوض بعدها إلا بعد زمن بعيد.
* في عالم كرة القدم، وهي التي تُعرف علميًا بأنها جماد تُركل بالقدم والرأس والجسم، لا إحساس لها ولا مشاعر، إلا أنها قادرة بشكل استثنائي في الحياة على تحريك المشاعر لمليارات البشر في هذه الحياة.
* "المجنونة" هو أحد أسمائها، ترسم الفرح والحزن بألوان السعادة والتعاسة للغني والفقير، والمتعلم والجاهل، والكبير والصغير، والرجال والنساء، كأن هذا الجماد المدور يملك السحر ليعمل على الأمل والألم في زمن واحد.
* أمسية الثلاثاء الآسيوية في العاصمة الرياض، هي تلك التساؤلات السابقة، فالنزال التاريخي بين الهلال والنصر، أو النصر والهلال يشبه إلى حد بعيد لغة الانتصار والانكسار، رغم كل ما قيل عن أنها بطولة ضمن سلسلة بطولات عبر سنوات طوال.
* مَن يجرؤ على مشاهدة اللقاء من أنصار الفريقين متصالح مع نفسه، يؤمن بأن كرة القدم فوز وخسارة وفروسية مع صافرة النهاية بحجم المباركة أو المواساة، ثم يأتي دور "الطقطقة".
* أما أولئك الذين سينتهجون رحلة الهروب في الـ٩٠ دقيقة بالدوران بالسيارة في الشوارع أو إغلاق هواتفهم، أو الذهاب لأي مكان لا يذكرهم بالمباراة، فقلبي معهم في رحلة الأمل والألم.
* القارئ الكريم.. إذا وقعت عيناك على هذه المقالة، فاصطحبني معك في المكان الذي تقرر فيه مشاهدة اللقاء أو اللجوء لرحلة الهروب، فأنا أعشق البحر ولا أكره البر، والعكس صحيح.