ولأن المؤمن تنفعه الذكرى، ولرغبتنا في تنفيذ أمر الله عز وجل: (وَذَكِّرۡ فَإِنَّ ٱلذِّكۡرَىٰ تَنفَعُ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ). فإننى لن أقول لكم شيئاً جديداً، بل كل ما سأقوم به في هذا المقال، تذكيركم بما تعرفونه، راجيا من الله أن يهدي كل مَنْ يقرأ هذا المقال إلى تطبيق ما جاء بالآية الكريمة السابقة، وهو تذكير بعضنا البعض، فدعونا نتذكر معاً.
فعلى سبيل المثال، قول بسم الله، الذي إذا قام كل منا بعمل إحصاء لعدد تكرارها على ألسنتنا في اليوم، سنجد معظمنا لا يقوم بذكرها، كما يجب علينا، إلا مَنْ رحم ربي.
وحتى من رحمة ربي، يقوم بترديدها فقط قبل الوضوء وأثناء قراءته للقرآن في صلاته.
مع العلم، بأنه يجب علينا، قول بسم الله في كل أعمالنا، وسنرى العجائب.
يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول بسم الله».
إذا هممت أن تخرج من المنزل: «بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله».
وإذا عدت للمنزل، أثناء دخولك فلتقل: «بسم الله ولجنا، وبسم الله خرجنا، وعلى الله ربنا توكلنا».
قال الشعراوي -رحمه الله-: «كل شيء في هذا الكون بسم الله، يتم بسم الله وبإذن من الله، الكون تحكمه الأسباب نعم، ولكن إرادة الله فوق كل الأسباب».
دعونا نستفيد من كوننا مؤمنين بالله، وليكن أجرنا على أعمالنا مضاعفا، فالذي لا يبدأ عمله ببسم الله، لن يمنع عنه الله خير الدنيا، والذي يبدأ كل أعماله بسم الله، سيسعد في دنيته، ويسعد في آخرته.
يظن البعض أن رسولنا الكريم كان يرفض القراءة حينما كان يأمره سيدنا جبريل بوحي من الله بقوله: اقرأ، ولكن الحقيقة أن الحبيب كان يقول: ما أنا بقارئ، التي تعني «أنا لا أستطيع القراءة»! وهذا دليل على أمية الرسول، التي يشكك فيها البعض.
وبدأ نزول القرآن الكريم بالآيات الكريمة: (بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلَّذِی خَلَقَ)(خَلَقَ ٱلۡإِنسَـٰنَ مِنۡ عَلَقٍ).
وبسم الله، استطاع مَنْ لم يكن يستطيع القراءة أن يكون معلما للبشرية.
اللهم اجعل جميع أعمالنا تبدأ ببسم الله.
@salehsheha1