وأضافت: كما أنك بحصولك على الاستشارة المناسبة ترفع من وعيك الشخصي وتتفهم من هم حولك، بل وتعينهم على الذهاب إلى المختص إن لاحظت مشكلة ما، وفي هذا يسهم المراجع في نشر ثقافة السعي للتعافي والعيش بصحة نفسية جيدة، بل ويساعد ذلك على تغيير قناعة بعض الأهالي ممن يعتقدون أنهم قادرون على حل المشكلات النفسية والسلوكية، مع أنهم قد يتسببون في تفاقمها، ذلك أنهم يحاولون - على سبيل المثال - حل مشكلة الطفل بخلق مشكلة أخرى، كأن يحاول أحد الوالدين تعديل سلوك طفلة بمقارنته بأقرانه أو إخوته، وهذا يخلق شعورا سيئا داخل الطفل، ويخفض من تقديره لنفسه، وقد يحوله إلى شخص عدواني، أو شخص يسعى للإرضاء المستمر لمن هم حوله، ليخلق مشاكل أشد وأعظم كانتهاك خصوصياته، وغيرها من المشكلات التي يصعب حلها فيما بعد.
واختتمت بقولها: لذلك نوصي الأهالي دوما بالتدخل المبكر لحل المشاكل السلوكية والنفسية، سواء كانت المشكلة في الطفل أو في أحد البالغين، كون الشخص الذي يعاني غالبا يؤثر على بقية الأسرة سلبا، ولهذا مهما شعرت ببساطة أو تفاهة المشكلة أو سهولة التعامل معها فيجب عليك على أقل الأحوال استشارة مختص، لتوجيهك إلى الفعل الصحيح ما دامت المشكلة تؤثر على الفرد، وفي العيادات غالبا لا نسأل عن المصدر الذي دعا الفرد إلى التفكير في التوجه للمختص، وإنما نسأل عن السبب الذي يدعو لاستشارة المختص لنبدأ رحلة التعافي والتغيير والعيش بسلام أكبر.