وأضافت: للحصول على فكرة عن سبب حماس النخبة في أوروبا لفكرة قيام دراجي بدور أكبر في أوروبا، ما عليك سوى إلقاء نظرة على النتيجة في الجولة الأولى من انتخابات رئاسة البلدية الإيطالية، التي جرت في وقت سابق من هذا الشهر.
وأردفت: بدلا من الاتجاه نحو السياسة اليمينية المتطرفة التي يجسدها ماتيو سالفيني، اختار الناخبون في الغالب بيروقراطيين أقل تقديرا، الذين يمثلون نماذج مصغرة من ماريو.
ومضت تقول: لا تزال السياسة الإيطالية متقلبة، كما يتضح من الاشتباكات حول استخدام «بطاقات المرور الخضراء» لإثبات التطعيم، إضافة إلى الاحتجاجات الكبيرة في ميلانو ومدينة ترييستي الساحلية.
واستطردت: ليس من قبيل الصدفة، هذا لأن دراجي الذي تم تعيينه رئيسا للوزراء هذا العام، بعد فشل السياسيين المنتخبين في إيطاليا في إدارة الوباء، يقود قصة الانتعاش الاقتصادي في أوروبا بعد كورونا.
وأشارت إلى أن إيطاليا قامت بتلقيح 80% من سكانها فوق سن 12 عاما، وانخفضت الإصابات بشكل كبير منذ بداية الوباء، بعدما كانت البلاد واحدة من أكثر الدول تضررا غير الصين.
وأضافت: بقي دراجي على مساره، رافضا أن تحركه الاحتجاجات. يوفر صموده مزيدا من الزخم والدعم للمعتدلين في إيطاليا.
وتابعت: بالنسبة لأوروبا التي تأمل في إسكات التطرف، يمكن لإيطاليا أن تصبح رائدة ومشجعة. البلاد لديها تاريخ غريب من كونها نذير شؤم، فكما أنجبت الفاشية النازية، مهد سيلفيو برلسكوني لدونالد ترامب.
ومضت تقول: كان ينظر إلى صعود الشعبوية هنا على أنه نذير لأوروبا على نطاق أوسع. والآن أصبح تلاشيها، لا سيما في بلد يشهد اقتصاده تدهورا منذ عقدين، نبأ سارا، وسيكون ذلك بفضل المزاج الجديد الذي جلبه دراجي المليء بالوقار إلى إيطاليا.
وأردفت: تلقت إيطاليا أكبر مدفوعات من أموال حزمة الإنعاش الأوروبية، وتقدر بأكثر من 200 مليار يورو.
وأضافت: يعتمد نجاح أو فشل المشروع على ما إذا كان دراجي ينفق المبلغ جيدا. حتى الآن العلامات مشجعة. يهدف الكثير من هذا المبلغ إلى جعل الاقتصاد رقميا وأكثر قدرة على الصمود. حوالي 40% من المبلغ ستذهب إلى المبادرات المتعلقة بالمناخ.
وأشارت إلى أنه حتى صحيفة Les Echos الفرنسية أشادت بتحول إيطاليا الواضح من رجل أوروبا المريض إلى نموذج مثالي بقولها: «كل الطرق تؤدي الآن إلى روما».
ولفتت إلى أن المكانة والخبرة الدولية لدراجي تجعله مرشحا واضحا لقيادة أوروبا، موضحة أنه براغماتي وجيد في الموازنة بين وجهات النظر المتنافسة. كما أنه، على حد تعبير شخص تفاوض معه في البنك المركزي الأوروبي، بارع في «إغواء» أولئك الذين يحاول إقناعهم بهدوء.
وتابعت: لكن سيكون من الخطأ بالنسبة للأوروبيين أن يعلقوا آمالهم على فكرة أن دراجي قابل لأن يحل محل ميركل أو ماكرون.
ونوهت بأنه على الأرجح سيكون حليفا أوثق للولايات المتحدة، لما له من تاريخ في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والبنك الدولي ومجموعة غولدمان ساكس.