DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

«تطوير عسير» نقطة تحول كبرى في مستقبل السياحة الثقافية

«قمم وشيم» اسم يتصل مباشرة بالإنسان ويحمل الأصالة والتنوع في الموروث

«تطوير عسير» نقطة تحول كبرى في مستقبل السياحة الثقافية
أكد عدد من المثقفين أن إطلاق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد -حفظه الله- إستراتيجية تطوير منطقة عسير تحت شعار «قمم وشيم»، يعد فرصة أن تتوحد الجهود الثقافية وتوضع لها خطط مباشرة، فضلا عن إمكانية خلق صناعة سينمائية محترفة يستغل بها الموروث القصصي والتاريخي والطبيعي في المنطقة، كما أن البعد الثقافي في الإستراتيجية يعد من المميزات المهمة التي قامت عليها، مشيرين إلى أنه وبالإضافة إلى خلق روافد لتغذية الاقتصاد الوطني، فهي تدعم وترسخ المنطقة كوجهة سياحية مستدامة ورائدة عبر تقديم تجربة سياحية ثقافية مميزة.
نقطة تحول
ترى الروائية والكاتبة عبير العلي أن إستراتيجية تطوير منطقة عسير تمثل نقطة تحول كبرى للمنطقة وساكنيها وقاصديها، فهي أول إستراتيجية مناطقية من نوعها، وتضم تفصيلات تتفق مع المكانة التي تحتلها عسير مساحة خلقت تباينا بيئيا وإنسانيا ملحوظا، مشيرة إلى أنها ترتبط بشكل مباشر بأهم محاور رؤية 2030 «مجتمع حيوي»، والاسم الذي أطلقه ولي العهد محمد بن سلمان -حفظه الله- «قمم وشيم» يتصل مباشرة بالإنسان في عسير، وما يحمله من أصالة وتنوع في الموروث الثقافي بأشكاله الفنية والعمرانية والفلكلورية كافة، أو في مجال الطبخ والأزياء، والمكون التاريخي الفريد في عسير الساحل والسهل، أو عسير الجبل والصحراء، الذي يثري الذاكرة السردية والفنية لهذه المنطقة.
وأضافت: الإنسان هو أحد ركائز الإستراتيجية، ولأن جودة الحياة أحد البرامج المهمة التي تقوم عليها رؤية 2030، فإن المساحة التي تخلقها العناية بالثقافة ضمن هذه الإستراتيجية ستسهم في تحسين مستوى جودة الحياة للسكان في المنطقة أو لقاصديها من السياح والزائرين طيلة العام، وهي فرصة لأن تتوحد الجهود الثقافية وتوضع لها خطط مباشرة مع وزارة الثقافة الجهة ذات العلاقة، وهيئاتها التي ستجد كل واحدة منها في المنطقة، ما سيثري العمل ويخدم القطاع الثقافي والمهتمين به داخل عسير وخارجها، بمبادرات ثقافية نوعية، ولأن السياحة هي الخط العريض لهذه الإستراتيجية، فإن استثمار الثقافة سياحيا سيكون وجهة أخرى لأن تكون عسير محطة ثقافية وقوة ناعمة ذات أهمية بالغة، باستغلال طبيعتها الخلابة بإنشاء معتزلات أدبية على غرار المعمول به في مناطق عالمية شبيهة بهدوء وعزلة المنتجعات الجبلية والساحلية الموجودة فيها، فضلا عن إمكانية خلق صناعة سينمائية محترفة يستغل بها الموروث القصصي والتاريخي والطبيعي في المنطقة.
منجز للرؤية
وقال رئيس نادي أبها الأدبي د. أحمد بن علي آل مريع: إستراتيجية تطوير منطقة عسير تأتي كمنجز من منجزات رؤية 2030، وهي إستراتيجية واعدة بمستقبل اقتصادي وتنموي واسع وكبير وشامل لمنطقة عسير، تفيد بشكل مباشر من المميزات النسبية المتوافرة لهذا الجزء المهم من المملكة، وتستثمر هذه المميزات في توفير بيئة عمل لاستيعاب الطاقات السعودية في مجال العمل بالقطاع الأهلي أو الخاص أو الحكومي، وفي الوقت نفسه تفتح منافذ جديدة لتطوير الحركة الاقتصادية في منطقة عسير من خلال ركائز أساسية ثلاث، هي: الاقتصاد والإنسان والأرض، ولا شك أن الدور القادم بعد إطلاق هذه الرؤية يعتمد على تفاعل أبناء وبنات المنطقة مع هذه الإستراتيجية المهمة، وقدرة الفرق التنفيذية على الاستجابة لهذا القرار المهم، وبما رصد له من مبالغ مالية كبيرة تصل إلى ٥٠ مليار ريال.
قوة طبيعية
فيما قال الشاعر عبدالله الأسمري: كان إطلاق الرؤية فاتحة خير على المنطقة ورافدا قويا للاقتصاد، فتطوير مناطق الجذب السياحي على قمم عسير الشامخة لتكون واجهة عالمية طوال العام يجب أن ينطلق من مكامن قوتها الطبيعية والثقافية، والموروث الشعبي الزاخر بتعدد الفلكلور، وتناثر القرى والمدن على قمم جبال عسير التي تجمع بين الأصالة والحداثة، ولعل الثقافة بمفهومها الواسع تنطلق من مفهوم السياحة الثقافية، وهي مجموعة فرعية من السياحة المعنية بمشاركة المسافر والسائح مع ثقافة المنطقة، وتحديدا نمط حياة الناس الثقافية والفنون والهندسة المعمارية، والثقافة الأدبية والمراكز الثقافية، من خلال مجموعة واسعة من الأنشطة الثقافية والمعارض والمتاحف وعالم الفنون، مع المحافظة على الموروث الثقافي التقليدي، ولعل هذا المشروع الضخم والجبار والرؤية الثاقبة يدعمان ويرسخان منطقة عسير كوجهة سياحية مستدامة ورائدة، وذلك عبر تقديم تجربة سياحية ثقافية مميزة للزوار والمجتمع، تنسجم مع رؤية 2030 لتتربع على عرش السياحة العالمية.
إرث ثقافي
وأكد الشاعر إبراهيم المخلوطي أن الإستراتيجية تمثل فجرا تنمويا ثقافيا غير مسبوق في تاريخ عسير، كون إنسان عسير مكونا وركنا أساسيا من مكوناتها؛ تقديرا لما يحمله من أصالة وإرث ثقافي عريق، ولذلك كان شعار الإستراتيجية «قمم وشيم»، فـ«القمم» بدلالاتها المباشرة من الجبال الشاهقة ودلالاتها المعنوية من علو همم ساكنيها، وأيضا ما تحمله القيادة من رغبة في وضع عسير على قمة المستقبل الواعد، ثم «الشيم» فيها استحضار لكل صفات الإنسان العسيري بما يحمله من صفات وسجايا وعادات وتقاليد وتاريخ مشرف في إعمار المكان، كل ذلك محل تقدير القيادة.
وأضاف: لا شك أن الانطلاقة قوبلت بتقدير وامتنان المواطنين في عسير، الذين يحملون الحب والولاء للقيادة العظيمة التي تهتم بكل جهات الوطن، وتوظف كل مقوماته البشرية والطبيعية، من أجل خلق روافد لتغذية الاقتصاد الوطني وتنمية المصادر غير النفطية كهدف أساسي من أهداف رؤية المملكة ٢٠٣٠، كما أن السياحية اليوم في عسير تحلق عاليا، وهي تتجه لأن تكون وجهة عالمية طوال العام، تستقطب ١٠ ملايين سائح من الداخل والخارج وبإنفاق سخي.
وأبان بأن البعد الثقافي يعد واحدا من المميزات النسبية التي قامت عليها الإستراتيجية، فالأصالة المتفردة التي تحكي ثقافة الإنسان العسيري بكل أشكالها من أدب وفنون وعمارة وأزياء ومهن وحرف وعلوم، لتؤكد براعة وعراقة هذه الأصالة، لأن كل الحشد الثقافي من أصيل ومعاصر سيجد في الإستراتيجية مناخا لتقديم نفسه في مساحات أوسع وفي مداءات أرحب، وعندها يتسع نطاق الانتشار وصولا إلى العالمية.
تستغل طبيعة عسير الخلابة لتجعلها محطة ثقافية وقوة ناعمة مهمة
توظف المقومات البشرية لخلق روافد لتغذية الاقتصاد الوطني