التفاهم هو مفتاح السعادة بين الزوجين والتوافق الزواجي من أبرز مؤشرات الصحة النفسية في الأسرة وهو يعني قدرة الزوجين على التكيّف مع الحياة الزوجية، وقدرة الأزواج على التوافق نفسياً واجتماعياً وهذا التوافق هو نسبي بين الزوجين في علاقتهما كذلك هو شعور الطرفين بالانسجام والانتماء العاطفي والمودة والمحبة والرحمة المتبادلة لكليهما والشعور بالرضا والسعادة والاتفاق في حياتهما الزوجية والقدرة على التعامل الناجح مع مشكلات الحياة. في حياتنا كم كبير من الاحتفالات السعيدة لها مسميات كثيرة والتي تسعد القلب ويتخللها بعض من الهدايا والعبارات الجميلة، لكن ظهر في الآونة الأخيرة نوع جديد لم نسمع به إلا حديثاً وهو حفلة خلع أو طلاق فهل الانفصال بين الزوجين يحتفل به؟ وتتفاخر المرأة وتقول الحمد لله خلعت زوجي قال الرسول -صلى الله علية وسلم- (أبغض الحلال إلى الله الطلاق). وهناك من النساء من صور أوراق المحكمة وتفاخر بنشرها لعامة الناس وهناك من زين السيارات... وغيرها الكثير من الأساليب المعبرة للاحتفال. وهناك في إحدى الدول العربية تم أخذ سيلفى الطلاق وقد أشعل وسائل التواصل غضباً، وهو لزوجين احتفلا بانفصالهما بصورة تجمعهما وهما يغادران المحكمة وعليها عبارة «لسنا السيئين إنما الزواج هو السيئ» لا يا شيخ..
وهناك من خلعت زوجها أو انفصلت عنه والسبب أنها ليست في حاجة لرجل بمنزل يقيد حريتها أو رغبتها في القيام بعمل ما. اتفق أنه يتم الطلاق أو الخلع عندما تكون الاستمرارية في هذا الزواج مستحيلة والأسباب مقنعة لاتخاذ هذا القرار. إن الحياة معقدة بما يكفي من المشاكل والهموم فتحتاج إلى أن تسود روح «الفضل» بين الناس أي تذكر الجوانب الجميلة دائما، وقد قرأت عن أعرابي كان على خلاف مع زوجته، وعندما سألوه عن السبب قال: «لا أتكلم عن عرضي»، ثم مضت بينهما أيام وشهور، وفجأة وبلا إنذار طلقها، وحين سأله الأهل والأصدقاء عن سر انفصالهما أجاب: «لا أتكلم عن أعراض الناس».«عندما يكون الرجل رجلا».
ذكر عدد من المختصين والخبراء أن الهدف من إقامة حفلات الطلاق أو الخلع هو التخلص من الضغط النفسي وإزالة التداعيات النفسية السلبية التي تخلفها حالات الطلاق على الزوجين في محاولة للتخفيف من الآلام العاطفية.
وأنا أقول إن ما يحصل من إقامة حفلات الخلع أو طلاق ليست إلا أفكاراً شاذة ودخيلة على قيمنا وعادتنا، وقد تمس بعض الأسس الدينية وعلينا جميعا التصدي وتسليط الأضواء الإعلامية والثقافية والتعليمية على هذا التصرف الشاذ وغير المألوف لرفع مستوى الوعي وبيان ماهية التغيرات الاجتماعية وأين تتجه ونوضح الخطأ والصواب في أحكام الزواج، وما يجب أن تكون عليه العلاقة الزوجية قبل حال الطلاق وبعد الطلاق والخلع. وأؤكد هنا على سلوكيات وأخلاقيات يجب على الزوجين أن يتحليا بها حتى تسير سفينة الحياة فالاعتذار والكلمات الرقيقة والثناء وتبادل الهدايا من الممكن أن تذيب الجليد، والانفصال بين الزوجين ليس قراراً عشوائياً إنما هو قرار مصيري وإن كان لابد من فض الشراكة فليكن ذلك ولكن من دون أذى للطرف الآخر. «وَلاَ تنسوُاْ الفضلَ بيْنكمْ».
@drkali2008