توقف عن التحدث عن الشغف بمنطق الأبيض والأسود... جرب أن ترى الحياة معي كخليط وامتزاج موسيقي طاقي متموج ومتغير... إذا الأمر ليس إما أن تجد شغفك أم لا..؟ لأن الشغف ببساطة هو أسلوب حياة.. فشغفك اليوم قد لا يكون نفسه حينما كنت في مراحل عمرية أصغر.. وذلك لأنه ليس محطة للوصول أو شيء تجده أو لا، بل هو رحلة متطورة ومتجددة تتوضح وتبزغ لك أكثر مع ارتفاع وعيك وأفكارك وتغير نظرتك للأشياء.. وأنا هنا لا أعني أنه قد لا ينمو شغفنا معنا منذ الصغر، بل قد يحدث ولكنك قد تتفرد بموضوع معين أو اتجاه خاص يشبه روحك ويتلاقى بالعمق مع حقيقتك أكثر.. فكل ما يتطلبه الأمر منك أن تكون سلسا أكثر، انسيابيا ومتدفقا مع الإلهامات والأحداث، التي تمر بحياتك، غير متحجر ومتمسك بفكرة أريد أن أجد هذا الشغف؟ لأنه من هنا تحديدا حينما تنساب مع جريان الأشياء من حولك ستجد أن طريقة تعرفك على الشغف ستكون بها شغف أكثر.. ولأن الشغف مرتبط بالقلب، والقلب مرتبط بعنصر النار.. وماذا تعرف عن عنصر النار من أسرار؟؟ فهو يحمل خفايا باطنية لقدرته على الانتقال من لون إلى آخر حتى تصل إلى نار الحكمة.. أو تسمى النار البيضاء، التي حينما تنظر إليها بالشخص تجده هادئا، لديه حكمة ولكن بداخله نار حقيقية.. فالقلب يحتاج دائما إلى شرارة ليسمح لهذه النار بالاشتعال والتصاعد.. إنها النار القلبية المتوقدة بشرارة التوهج والتصاعد والانتشار.. إذا البحث عن الشرارة النارية في القلب هو البداية؟ هل تتوقع من هنا أنك قد تجدها وأنت غير متناغم معها طاقيا.. أن تجلس في حالة ضجر وتململ وانزعاج من كل شيء.. وتسأل أين شغفك؟ رسالتي لك اليوم أن تنهض من مكانك، اخرج من دائرة الراحة.. جرب أشياء جديدة.. فلتزر أماكن جديدة.. التق بأشخاص جدد. ناقش مواضيع جديدة. جرب هوايات جديدة.. ضع لك هدفا جديدا كل أسبوع.. وأبدأ راقب نفسك ستجد أن هنالك خيارات ستدخلك في حالة تدفق.. الوقت يمر معها دون أن تشعر. لأنك هنا فقط وبهذا القدر من الروعة ستكون قد امتزجت بوعي القلب، الذي يتعدى بساحريته حدود المساحة، المكان، الزمان.
[email protected]