ويبدأ ذلك من مرحلة الطفولة حين يرفض الطفل الاختلاط بمَنْ هم في عُمره ويفضل الانعزال خوفا من نظرة زملائه أو انتقادهم له، وتعتبر هذه الحالة أمرا يمكن السيطرة عليه في البداية، حيث يتم العلاج بالشكل المناسب من خلال البيئة الداخلية للطفل بتعزيز الثقة ومنحه حرية الرأي وإبداء وجهة نظره، وكيف يواجه ردة فعل المجتمع مهما كانت سلبية ودعمه أيضاً للمشاركة في النشاطات المقامة في الحي والمدرسة حتى يتم التجاوز في تلك المرحلة. أيضاً قد يكون التنمر سببا آخر في نمو الرهاب وتعزيزه ليخلد في ذاكرة اللاوعي ويتم استرجاعها عند المواجهة مع العالم الخارجي.
ويعتبر العلاج السلوكي المعرفي أكثر فعالية في معالجة الرهاب، وذلك بمواجهة الخوف والتغلب عليه. ولذا يجب عليك أولاً بالبدء بمَنْ هم أقرب لك كالعائلة والأصدقاء والمعارف، ويجب عليك تقبل النقد مما يساعدك في الاندفاع للأمام، فعلي سبيل المثال قم بتجربة صغيرة مع نفسك، وعليك الوقوف أمام المرآة وتحدث معها وتخيل أنها هي جمهورك وحاورها وناقشها على هذا الأساس، وكرر ذلك مرارا ستجد أنك بدأت تعطي نفسك ثقة أكبر وتزداد مع زيادة التدريب. كما يجب عليك رفع المستوى الثقافي ومعدل القراءة والاطلاع، وتكثيف حضور الدورات المهتمة بالتطوير الذاتي، وتأكد دائما أن إيمانك بنفسك وبقوتك من الداخل هو الخطوة الأولى والمهمة لتجاوز الخوف، وحينها ستدرك أنه لا يمكن لشخص أن يحوز رضا الجميع، وكذلك تتسع لديك قدرتك على تقبل النقد. وكما أن رأي الطرف الآخر حق مشروع له إن كان نقداً بناء، فعليك أخذه بعين الاعتبار لتطوير أدائك وإن لم يكن بناء فهو مجرد رأي ولن يدفعك للقلق والحرج. ومن المهم في مرحلة مواجهة الجمهور تنظيم الأفكار وتسلسلها والإلمام المعرفي الكامل فيما تتحدث ليسهل عليك الحديث بسلاسة، ولا يجب التركيز بالنظر للجمهور وركز فيما تتحدث عنه، وكذلك نقاط القوة التي لديك.
من جانب آخر، يعتبر العلاج الدوائي حلا للحالات المتقدمة، ويستدعي ذلك وجود أخصائي لعمل جلسات علاجية وصرف الأدوية المناسبة، التي من شأنها تقليل خفقان القلب وأيضا مضادة للاكتئاب والقلق مع مراعاة الالتزام بالخطة العلاجية لتحقيق نتائج إيجابية سريعة.
إضاءة: رافق دائما الأشخاص ذوي الشخصية الاجتماعية الإيجابية لتكسب دعمهم كما سيسهل عليك مواقفك، التي تتعرض لها وسينمي مهاراتك ويحفز تواصلك الداخلي، كما أن الاعتماد الكلي على استخدام الأجهزة في التواصل والعلاقات الاجتماعية يصنع فجوة بينك وبين الناس ويضعف التواصل الواقعي.
[email protected]