وأكد أهمية المشاعر والعاطفة في الحياة، وأن كثيرا من مشكلات الإنسان في الحياة هي نتاج المشاعر، إما بظهور مشاعر سلبية وضارة مثل الغضب أو القلق المرضي «السريري» وغيرها من المشاعر السلبية، أو بسبب اختفاء الانفعالات الإيجابية مثل الحب التفاؤل والأمل والرفق، وأضاف: تؤكد أبحاث دانيال جوتمان الذي يعد من رواد الذكاء العاطفي، أن 80 % من نجاحات الإنسان تعتمد على الذكاء العاطفي، و20 % للكفاءة الأكاديمية والخبرات المهنية، أما في العلاقة الزوجية فإن خبير العلاقات الزوجية جون جوتمان يقول إن الأزواج السعداء هم الأذكياء عاطفيا.
مكونات أساسيةوتابع أن الذكاء العاطفي مزيج من أربع مهارات، مهارتان لهما علاقة بفهم الإنسان لذاته «الوعي بالذات»، بمعنى أن يكون الإنسان على درجة من الوعي بدوافعه ومعتقداته الأساسية، وأيضا الأفكار التي يحدث بها نفسه طوال الوقت حول نفسه والمجتمع والعالم، أما العنصر الثاني فيتعلق بإدارة الإنسان لمشاعره وانفعالاته وقدرته على التخفيف من السمات التوترية «الانفعالات السلبية» التي تعطل الحياة، وأيضا معرفته باستعداداته الفطرية واستثمارها والانتقال بها إلى المناطق النافعة في الحياة، لتحقيق الرضا والرفاه الشخصي والاجتماعي.
مهارات التواصلواستكمل حديثه قائلا: أما المكونان الآخران فيرتبطان بالمهارات بين الشخص وعلاقته بالآخرين، أولها القدرة على التعرف على مشاعر واحتياجات الطرف الآخر، والاستجابة لها بشكل إيجابي، فعندما تصلك رسالة من الزوج أو الزوجة برغبته في التواصل أو التحدث، فإن الأزواج الأذكياء عاطفيا يبديان اهتماما كبيرا بهذه الرغبة، ويعدوها فرصة عاطفية سانحة لتعميق علاقتهم، أما الرابعة فتتعلق بمهارة التواصل الاجتماعي، وفيها التواصل الفعال والتواصل من خلال الاستماع، والإنصات الفعال والتعبير عن التعاطف الذي يعد مكونا أساسيا في عملية التواصل، وأيضا هناك نوع من التواصل المخفف للضغوط، ويعد التواصل والحوار بأنواعه أهم عناصر نجاح العلاقة الزوجية، فالزواج العاطفي يتميز بتقبل الأزواج لبعضهم البعض، فعندما يختلف الأزواج مثلا، يجدون دائما شيئا وسطا يحقق الإنصاف، وأيضا يجعل الزواج مستقرا، فهم ينظرون دائما لاستقرار الزواج والالتزام بالعلاقة وتحقيق الربح والفوز للطرفين.
نمو الذكاءوأردف: يتميز الذكاء العاطفي بالنمو، فمن الممكن أن يبدأ الإنسان رحلته لاكتساب هذه المهارة، فقط يحتاج إلى الرغبة في التغيير وإرادة، بالإضافة إلى التدريب المستمر، وأيضا الاهتمام بإثراء وبناء مفرداتنا العاطفية باستمرار، ما يساعد على وصف المشاعر وتسميتها بشكل أفضل.
واختتم حديثه بالتأكيد أن الأزواج الأذكياء عاطفيا يستجيبون لحاجات بعضهم بطريقة إيجابية، ولديهم إحساس عميق ومشترك بمعنى العلاقة الزوجية، فهم لا يتفقون فحسب، بل يدعمون أيضا آمال وتطلعات بعضهم البعض، ويبنون إحساسا بالهدف من حياتهم معا، وكلما كان الزوجان أكثر ذكاء عاطفيا، كانا أكثر قدرة على فهم واحترام بعضهما البعض بهذه الطريقة.
مزيج من أربع مهارات تتعلق بفهم الذات والتواصل مع الآخرين
الزواج العاطفي يتميز بالتقبل والاستقرار النفسي بين الطرفين
معظم مشكلات الحياة نتاج المشاعر السلبية خاصة الغضب والقلق