2. العقاب الذاتي: بحيث يلعب الذي يقوم بالعقاب الذاتي دور الناضج والبالغ الوحيد في العلاقة، والذي بيده الحلول عندما يكونون في حاجة إليه.
3. المعاناة: يتخذ الذي يعاني موقفا من الآخر، كأن يقول: إذا لم تفعل ما أريده منك فسوف أعاني وأنت تتحمل المسؤولية «مثل الأم التي تبتز ابنها وتلعب دور الضحية».
4. التعذيب: المعذب هو أكثر المبتزين دهاء ومكرا؛ فهو لا يفعل أي شيء عن طيب خاطر.
وقال المعالج النفسي العيادي والجنائي د. عبدالله بن أحمد الوايلي: الابتزاز العاطفي هو إحدى الصور السلبية التي يمارسها بعض الأقارب، خاصة الأبوين على الأبناء أو الأشقاء من الجنسين، وكذلك بعض الأزواج أو الأصدقاء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وهو استغلال عاطفي مرضي، وغالبا ما تكون عملية الابتزاز بين شخصين تجمع بينهما علاقة حميمية وشخصية قوية، كعلاقة الأم بابنها، ما يجعله أسيرا لها ولعاطفة الأمومة التي تجعله غير قادر على التحرر، وحتى تتضح الرؤية أكثر، فإن الابتزاز العاطفي يعد شكلا من أشكال الاستغلال النفسي والتلاعب الوجداني الذي يقوم به الشخص تجاه قريبه في صورة تهديد أو عقاب من أجل السيطرة عليه وتوجيهه سلوكيا.
وأضاف: من هذا المنطلق فإن الاستسلام والانهزامية أمام المشاعر العاطفية لا يحدثان فجأة، بل هما نتاج طبيعي لعلاقة حميمية متدرجة ومستمرة، سواء كانت علاقة جبرية أو اختيارية، فمثلا عندما تبتز الأم ابنها المتزوج عبر المواقف والأحداث اليومية المختلفة، فإنها تستخدم نفوذها من خلال استغلال نقاط ضعفه نحوها، والمبنية على الحب والاحترام والطاعة والرغبة في إرضائها، بحيث تتحكم في قراراته وسلوكياته، ولتوضيح ذلك أكثر، فإن كل تلك المشاعر في النهاية تؤدي إلى صراعات نفسية داخلية، ومن ثم تتحول إلى مشاعر مكبوتة تقود إلى الاضطرابات النفسية والشخصية، خاصة اضطراب الشخصية الحدية التي من أعراضها الميل للابتزاز العاطفي، وكذلك اضطراب الشخصية النرجسية، ومن أعراضها الميول الهدامة التي تشعر صاحبها بأحقيته في استغلال الآخرين، خاصة من الناحية العاطفية.
واستطرد قائلا: في هذا السياق، انتقد دانيال ميلر إساءة استخدام الابتزاز العاطفي في علم النفس العام كوسيلة للدفاع ضد أي شكل من أشكال الشعور بالأخوة، إذ تعد فكرة أنك يجب أن تراعي شعور الآخرين تهديدا للحرية الشخصية، ومن هذا المنطلق فإن احترام خصوصية الفرد وحريته الشخصية وحمايتها ليس بالأمر السهل، وعليه أن يحدد طبيعة المواجهة ومقاومة الابتزاز العاطفي من خلال معرفة أن حريته تقف عند حدود الآخرين، وأن مقاومة المتطلبات تحتاج إلى إرادة قوية، وأن عليه كسر حواجز الأنماط التقليدية القديمة عن طريق وضع رسالة سامية في حياته ورسم الصورة الإيجابية له.
وقال المستشار الأسري والتربوي عبدالله العنزي: هذا الطرح من المواضيع المهمة مجتمعيا وأسريا وتربويا، والبعض يسميه ابتزاز الأم واستغلال عاطفتها تجاه ابنها المتزوج وغير المتزوج، أو تنمر بعض الأمهات على أبنائهن بطرق خاطئة، فتستغل البر والعاطفة لكسب أمر معين، انتشر هذا الأمر في الآونة الأخيرة بضغط الأم عاطفيا على أبنائها، سواء كانوا أولادا أو بنات، ربما لبقائها وحدها فترات طويلة، وهي هنا تستغل عاطفة الأمومة بطريقة خاطئة، قد تنفر أولادها.