وتأتي تبعات الاتجاهات اليسارية لإدارة الاقتصاد نكالا على إدارة الرئيس بايدن، فقد جاء في تصريح له أنه لا حلول لديه قصيرة المدى إلا أن تخفض أوبك أسعار البترول. وقد حذرت الشركات النفطية إبان الأيام الأولى من استلامه السلطة من عدم المساس بمحجوزات الأراضي النفطية لأنها سترفع الأسعار وتخلق نقصا في الإمداد النفطي وقد حصل فعلا. وبأجوبة على ذلك من الأجندة اليسارية آثر الرئيس بايدن بالقول إنه لا حلول لديه حالية أي أن حلولا طويلة الأمد كما في تلك من التوجه اليساري. أي بمعنى استبدال استخدام البترول بشيء غير موجود حاليا كتقنيات متكافئة مع المواد البترولية مما سيخلق تبعات تضخمية محسوبة.
ويمر الاقتصاد الأمريكي بأزمة سلع بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار وندرة العمالة مما يعرف اقتصاديا بـ “ستاق فليشن” أي التضخم المتأزم. وهي حالة نادرة أحد أهم أسبابها هو تعطل وسائل الإنتاج والمواصلات للوصول بالنهاية إلى المستهلك مما تسبب في ندرة تجعلها أكثر طلبا فيرتفع سعرها. وكان من الممكن للإدارة الأمريكية تحسبها من عودة الطلب بعد أزمة الكورونا، إلا أن الإدارة الأمريكية يبدو أنها آثرت التركيز على أسعار النفط دون وضع حلول لعودة العاطلين عن العمل بعد فترة الكورونا كمثال. وقد سعت الإدارة الجديدة في بداية أيامها وعن طريق الحزب الديمقراطي إلى تمرير قرارات لدعم العاطلين عن العمل بمبالغ، آثر العاطلون عن العمل بموجبها عدم العمل بعد عودة الأوضاع لطبيعتها في ظل دعم حكومي مقارب للأجور مما سبب إحراجا لليسار الديمقراطي.
ورغم الإعلام الموجه من الحزب الديمقراطي بتغطيته أخطاء إدارة ملف الاقتصاد الذي آثر التعامل معه على أنه مسألة وقتية تعود الأمور لطبيعتها بعدها، إلا أن هناك أصواتا ومحللين يتوقعون عدم عودة الأسعار لطبيعتها حتى بعد عودة الإمدادات والإنتاج لوضعه الطبيعي. كما أن الولايات المتحدة ومن خلال إغراق الأسواق بالدولار كما مع الإنفاق دون موازنة هو عامل مؤثر وعلى كافة الأصعدة وعلى تضخم أسعار السلع. وقد دأب اليسار الديمقراطي الإنفاق دون غطاء مالي وهو مستمر بسياسته بالإنفاق اللامحدود أملا في وضع ضرائب مستقبلا مما حتما سيضعف الدولار ويبطئ الاقتصاد ويزيد من البطالة. ويتوقع محللون أن ما شهدناه من ارتفاع في تكاليف الشحن الدولي والأسعار ستصاحبه زيادة مستقبلية لأسعار الفائدة لكبح التضخم الأمر المتوقع بعد هذه الموجة من الركود التضخمي.
@SaudAlgosaibi