ووفقا للتقرير، سجلت الواردات في شهر أغسطس الماضي ارتفاعا نسبته 23.6% بمقدار بلغ 9.6 مليار ريال؛ إذ بلغت قيمتها 50.3 مليار ريال مقابل 40.7 مليار ريال في شهر أغسطس 2020م، وذلك نتيجة لارتفاع أسعار السلع، وكان أكثرها تأثيرا «معدات النقل وأجزاؤها» بنسبة 66.1%، و«اللؤلؤ والأحجار الكريمة، والمجوهرات المقلدة» بنسبة 592.6%، فيما ارتفعت قيمة الواردات بالمقارنة مع شهر يوليو 2021 بمقدار بلغ 3.1 مليار ريال وبنسبة 6.6%.
وبحسب التقرير، ارتفعت نسبة الصادرات غير البترولية للواردات إلى 45.6% في شهر أغسطس 2021 مقابل 44.4% في الشهر المماثل من العام الماضي، كنتيجة للارتفاع العالي للصادرات غير البترولية بنسبة 26.8% عن الارتفاع في الواردات 23.6% خلال تلك الفترة.
وأشار التقرير إلى أن في شهر أغسطس 2021 بلغت قيمة صادرات المملكة إلى الصين 17.8 مليار ريال (19.9% من إجمالي الصادرات)، مما يجعلها الوجهة الرئيسة للصادرات، تليها الهند واليابان، بقيمة بلغت 8.3 مليار ريال (9.3% من إجمالي الصادرات)، و8.2 مليار ريال (9.2% من إجمالي الصادرات) على التوالي.
ولفت التقرير إلى أن كوريا الجنوبية، والإمارات، والولايات المتحدة الأمريكية، ومصر، وتايوان، وسنغافورة، وبلجيكا، من بين أهم 10 دول تم التصدير إليها، وبلغ مجموع صادرات المملكة إلى تلك الدول العشر 59.6 مليار ريال، وهو ما يمثل نسبة 66.8% من إجمالي الصادرات.
وأوضح التقرير أن قيمة الواردات من الصين بلغت 10.9 مليار ريال (21.6% من إجمالي الواردات) في شهر أغسطس 2021، مما يجعلها تحتل المرتبة الأولى لواردات المملكة، تليها الولايات المتحدة الأمريكية والإمارات بقيمة بلغت 5.2 مليار ريال (10.4% من إجمالي الواردات) و4.1 مليار ريال (8.1% من إجمالي الواردات) على التوالي.
وأفاد التقرير بأن الهند، وألمانيا، واليابان، وإيطاليا، وفرنسا، والبحرين، وكوريا الجنوبية من بين أهم 10 دول تم الاستيراد منها، وبلغ مجموع قيمة واردات المملكة من تلك الدول العشر 33.0 مليار ريال، وهو ما يمثل نسبة 65.6%من إجمالي الواردات.
ويعد ميناء جدة الإسلامي من أهم الموانئ التي عبرت من خلالها البضائع إلى المملكة بقيمة قدرها 13.8 مليار ريال، أي ما يعادل 27.4% من إجمالي الواردات، تليها المنافذ الرئيسية الأخرى، وهي: ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام بنسبة 17.6%، ومطار الملك خالد الدولي بالرياض بنسبة 11.7%، وميناء رأس تنورة بنسبة 7.5%، والبطحاء بنسبة 5.8%، وشكلت تلك المنافذ الخمسة نسبة 69.9% من إجمالي الواردات السلعية للمملكة.
أكد المحلل الاقتصادي سعد آل ثقفان، أن ارتفاع الصادرات يعكس تعافي الاقتصاد الوطني بعد تداعيات جائحة كورونا على الاقتصاد العالمي، مشيرا إلى أن آثار الجائحة ما زالت تؤثر في اقتصاديات العالم، إلا أن المملكة عادت بقوة من خلال نمو في قيمة التجارة الخارجية في ظل وجود اختناقات في سلاسل الإمداد التي عطلت التجارة العالمية. وأضاف أن ارتفاع الصادرات غير النفطية يعكس تحقيق أهداف الرؤية لرفع نسبة الصادرات غير النفطية من 16% إلى 50% في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي.
قال المحلل الاقتصادي بندر الشميلان، إن رغم ظروف الجائحة حافظت المملكة على مصادر تنويع الدخل لتحقيق التنمية المستدامة، فيما ارتفعت صادراتها السلعية رغم تأثر التجارة الدولية من جائحة كورونا وتوقف بعض النشاطات الاقتصادية مثل الطيران والسياحة وغيرهما، مشيرا إلى أن المملكة تلعب دورا مهما في تخفيف الأثر الاقتصادي عبر خطة إستراتيجية طموحة.
وأضاف أن ارتفاع الصادرات غير البترولية يعكس تحقيق أهداف رؤية 2030 لزيادة إيرادات الدولة بعيدا عن النفط، مشيرا إلى أن القطاع الخاص يلعب دورا مهما كشريك إستراتيجي في التنمية المستدامة.
وأوضح أن ارتفاع أسعار النفط يعزز تقليص العجز في الميزانية تزامنا مع تراجع تأثير الجائحة حاليا، إذ من المتوقع انتعاش الاقتصاد ليواكب الخطط الطموحة.