دبلوماسية المملكة
لعبت المملكة ودبلوماسيتها دورا مهما في تحقيق هذا الإنجاز برأيك ما انعكاس ذلك على الدور الإنساني الذي تقوده السعودية تجاه الشعب اليمني ومعاناته؟
بدون شك أن المملكة كان لها الدور الأبرز في ذلك كله، وسيتم العمل على عكس ذلك على الفترة المقبلة.
بالتأكيد عملت الحكومة اليمنية بكل امكانياتها لإنهاء دور فريق الخبراء البارزين المعني، إلى أي مدى أضر هذا بالفريق؟ وبرأيك لماذا كان منحازا للميليشيات؟
الفريق، منذ تشكيله في نهاية العام 2017، لم تتم عملية تكوينه وفقا للمعايير الدولية، أو الإجراءات المتبعة في الأمم المتحدة، وتمت عملية الاختيار بناء على معايير سياسية، بعض الخبراء لم يسبق له أن عمل في مجال التحقيق أو تقصي الحقائق، ولم تكن لديه خبرة في هذا المجال، وكل مؤهلاته كانت مرتبطة بالمجال السياسي، وقس على ذلك.
وأيضا اختيار مقر الأمانة العامة للفريق كذلك، كان على أسس سياسية متاثرة بحالة الصراع والاستقطاب في المنطقة.
الانحياز الأوروبي
كيف تقرأ الدور الأوروبي في التصويت لصالح استمرار عمل الفريق المنحاز ولماذا برأيك هذا الانحياز الغربي؟
الدول لديها أجنداتها ومشاريعها السياسية، وآخرون وقعوا تحت تأثير الحملات الإعلامية الموجهة، وساهم الفريق بعد تشكيله أيضا في تضليل دول أخرى، بشأن حقيقة الصراع الدائر في اليمن، ووجدت دولا وجهات وجماعات أخرى، في ذلك فرصة لتصفية حسابات سياسية مع بعض دول التحالف.
ماذا عن دور فريق الخبراء البارزين المعني باليمن في إيصال حقيقة ما يجري على الأرض والواقع؟
ساهم الفريق بشكل كبير في تضليل المجتمع الدولي، من خلال اعتماد معلومات مباشرة من الحوثيين حول ما أسماه الحصار، ولم يتخذ الفريق أي خطوة للتحقق من صحة هذه المعلومات، وأضافها في تقاريره.
إذن، كيف كانت تتعامل المنظمات الحقوقية الدولية مع تقارير هذا الفريق المنحاز؟
المنظمات الدولية او الإقليمية، خصوصا غير الحكومية، في الغالب تخضع لأجندات سياسية أو توجهات عامة، البعض منها يتعامل بشكل مهني، وتحكمت الأجندات السياسية في تعامل بعض المنظمات مع تقارير الفريق، لممارسة ضغوط على دول أو تشويه الحقائق على الأرض.
غطاء لـ «الحوثي»
برأيك هل كان الفريق الدولي غطاء لجرائم الميليشيا وهل ستتراجع جرائم الحوثي بعد ذلك؟
منذ التقرير الأول للفريق في العام 2018، عمل الفريق على تضليل المجتمع الدولي بشأن طبيعة الصراع في اليمن، فضلا عن كونه لم يميز بين استيلاء عصابة مسلحة (ميليشيا) على مؤسسات الدولة اليمنية، وتوسعها في كثير من المحافظات والتهديدات للأمن والسلم في المنطقة عموما، لم يميز الفريق في تقاريره كذلك بين العصابة المسلحة التي هاجمت واعتدت على المناطق والمدن اليمنية، واضطرار المدنيين في تلك المناطق لقيامهم بحقهم المشروع في الدفاع عن أنفسهم وأرضهم وعرضهم، وبذل الفريق جهودا كبيرة في أن ما يجري هو صراع بين أطراف على السلطة.
من جانب آخر، وبشكل واضح كل التقارير الصادرة عن الفريق، غضت الطرف بشكل متعمد عن حقيقة ما يجري في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وفي أحيان أخرى محاولة التقليل من حجم الانتهاكات التي يرتكبها الحوثيين، إضافة إلى أنها تعمدت تجاهل أي معلومات من مصادر مستقلة أو غير مقربة من الحوثيين، واعتمد ما يتم تقديمه من الحوثيين أو من لهم علاقة بهم.
هل سيؤثر إنهاء عمل الفريق على دور الأمم المتحدة في المجالات الأخرى في اليمن؟
لا يجوز اعتبار عدم التمديد للفريق، بأنه إنهاء لدور الأمم المتحدة في اليمن، الفريق شوه وأساء لدور الأمم المتحدة بشكل كبير في اليمن، ولن يكون أي تأثير سلبي عليها.
بالعكس الفريق في تقاريره تجاهل المعلومات حول المضايقات والتهديدات والقيود التي يفرضها الحوثيون في مناطقهم على المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني، ولم يتطرق حتى الى المضايقات والتهديدات والقيود التي فرضها الحوثيون على موظفي مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في اليمن، بما فيها رفض دخول ممثلي مكتب المفوضية في اليمن إلى صنعاء، وما زال ذلك حتى اليوم.
عقبة الميليشيا
كيف تنظر إلى كيفية تحقيق حل سياسي في اليمن؟
إذا كان المجتمع الدولي جادا في تحقيق حل سياسي، فهو بلا شك يدرك أن الميليشيات هي العقبة الوحيدة أمام التوصل لأي حل سياسي شامل، ومن يهاجم اليوم ويقاتل في كل المدن اليمنية هم الحوثيون، وهم من يجب أن تمارس عليهم ضغوطا وإجراءات حقيقية وجادة وذات فعالية، لا غيرهم.
هل هنالك إمكانية لتوحيد القوى السياسية اليمنية في جبهة واحدة لمواجهة الحوثي سواء سياسيا أو عسكريا؟
لا سبيل أمام اليمنيين إلا توحيد صفوفهم، لمواجهة الخطر الذي يهدد الجميع، ويهدد حاضر ومستقبل اليمن، بل يشكل تهديد للمنطقة، ويجب على القوى السياسية اتخاذ موقف تاريخي لتوحيد الجبهة وتوجيه قوتها نحو العدو الحقيقي للبلاد.
الحوثيون كانوا يعتبرون تمديد عمل الفريق الأممي ضوء دوليا أخضر للاستمرار في جرائمهم
الدبلوماسية السعودية كان لها جهد واسع في إنهاء مهمة «الخبراء البارزين» المعني باليمن
بعض الدول لديها أجنداتها السياسية باليمن وأخرى وقعت تحت تأثير حملات إعلامية موجهة
على القوى السياسية اتخاذ موقف تاريخي لتوحيد الجبهة وتوجيه قوتها نحو العدو الحقيقي
شدد وزير الشؤون القانونية وحقوق الإنسان اليمني، أحمد عرمان على ضرورة اتخاذ أبناء الشعب اليمني موقف تاريخي بتوحدهم والاصطفاف بكافة أطيافهم، لمواجهة ميليشيات الحوثي الانقلابية، التي وصفها في جملة قائلا: «إنها خطر يهدد الجميع، ويهدد حاضر ومستقبل اليمن، بل وتشكل تهديدا للمنطقة.
وأشاد الوزير اليمني في حوار مع «اليوم»، بالدبلوماسية السعودية التي كان لها جهد واسع في انهاء مهمة فريق الخبراء البارزين المعني، وعدم التمديد لها، لعملها غير المنهجي على تضليل المجتمع الدولي من حيث توصيف الصراع القائم في اليمن، أو من حيث انتشار وتعدد الانتهاكات المنسوبة للحوثيين.
وقال عرمان: تم تشكيل الفريق في 2017، منافيا للمعايير الدولية، والإجراءات الأممية المتبعة، ولفت إلى أن عملية الاختيار كانت فرصة لتصفية حسابات سياسية مع بعض دول التحالف العربي.. فإلى نص الحوار: