DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

هل تحقق المكسيك المعجزة وتصبح «الدنمارك الجديدة»؟

هل تحقق المكسيك المعجزة وتصبح «الدنمارك الجديدة»؟
هل تحقق المكسيك المعجزة وتصبح «الدنمارك الجديدة»؟
ضابط أمريكي على حدود المكسيك يمسك بمهاجر لاتيني (رويترز)
هل تحقق المكسيك المعجزة وتصبح «الدنمارك الجديدة»؟
ضابط أمريكي على حدود المكسيك يمسك بمهاجر لاتيني (رويترز)
تعتبر المكسيك نموذجا للدول ذات الإمكانيات الكبيرة والمشكلات الأكبر، فهي واحدة من الدول النفطية الكبرى، وتمتلك قطاعا زراعيا كبيرا، في المقابل، تعاني معدلات عنف عالية نتيجة انتشار عصابات الجريمة المنظمة، والتدهور في قطاع الطاقة نتيجة سنوات الاحتكار والقيود المفروضة على النشاط.
ورغم كل ذلك يرى المحلل الأمريكي تيلر كوين الأستاذ في جامعة «جورج ماسون» الأمريكية، أن المكسيك قادرة على تحقيق معجزة اقتصادية لتصبح الدنمارك الجديدة في منطقة أمريكا اللاتينية.
وفي تقرير نشرته وكالة «بلومبرغ» للأنباء يقول كوين: «أنا أراهن على المكسيك»، مضيفا إنه «يدرك أن الكثيرين يرون المكسيك باعتبارها مكانا خطيرا وفاسدا، لكن الحقائق الأساسية وهي الأهم وبخاصة بالنسبة للمستثمرين والاقتصاديين، تقول: إن المكسيك واحدة من أكبر الاقتصادات الصاعدة من حيث متوسط دخل الفرد، كما أنها تتمتع بتنوع الثقافات وقربها الشديد من الولايات المتحدة».
ووفقا للتقديرات فإن عصابات المخدرات تسيطر على نحو 20% من أراضي المكسيك، كما أن معدلات القتل عالية فيها، هذه المشكلات لن تنتهي بالكامل، ولو أنها تعكس مستويات الطلب على المخدرات في الولايات المتحدة الجارة الشمالية للمكسيك.
وإذا كانت حكومة المكسيك شديدة الفساد ويقودها حاليا مجموعة من الشعبويين، فإن هذه الأوضاع يمكن أن تتحسن أيضا، مع زيادة قدرات الدولة، ففي المكسيك حاليا توجد طبقة متوسطة تصوت في الانتخابات وتنتظر الحصول على مقابل الضرائب التي تدفعها.
في الوقت نفسه، هناك أسباب تدعو للتفاؤل بشأن المكسيك الآن، أولها؛ هو توقف العولمة الاقتصادية بصورة ما، بل والانقلاب عليها في بعض المجالات، ومع تراجع ثقة الأمريكيين في سلاسل الإمدادات القادمة من الصين، هناك فرصة جيدة أمام الشركات المكسيكية لكي تحل محل الصينيين في السوق الأمريكية، كما أن المكسيك بشكل عام مصدر للعمالة الرخيصة في المصانع الأمريكية.
وإذا استمرت صعوبة الرحلات السياحية إلى آسيا وأوروبا، أو أصبحت غير مريحة، فسيزور الأمريكيون المكسيك بصورة أكبر، ويعودون إلى قضاء العطلات في مناطق عديدة بالمكسيك غير إقليم «كانكون»، ومن المحتمل أن تستمر هذه العادات حتى بعد عودة السياحة إلى آسيا وأوروبا.
والمكسيك مثل أغلب دول أمريكا اللاتينية تشهد ازدهارا في الشركات الناشئة وبخاصة في مجالي التجارة وتكنولوجيا والخدمات المالية، وقد تصبح مكسيكو سيتي عاصمة التكنولوجيا لأمريكا اللاتينية، وسيحل هذا واحدة من المشكلات الاقتصادية في المكسيك.
وهناك سبب آخر يدعو للتفاؤل بمستقبل المكسيك، فالبيانات الأخيرة تشير إلى أن المهاجرين من أصل لاتيني في الولايات المتحدة يندمجون بسهولة أكبر في المجتمع الأمريكي، والكثير منهم لديهم تراث مكسيكي، وقد يصبحون مصدرا للاستثمارات والتعاون مع المكسيك، كما أنهم يمثلون تذكرة بأن الازدهار والنجاح في الولايات المتحدة لا يقتصر على ذوي الأصل الأوروبي.
ويقول كوين: إنه يزور المكسيك منذ 40 عاما تقريبا، والحقيقة هي أن الكثير من الدول الأكثر نجاحا في العالم مثل الدنمارك لم تحقق طفرات كبيرة في النمو كما فعلت الصين، وبدلا من ذلك نجحت تلك الدول في تحقيق وتيرة نمو ثابتة مع بعض التراجعات الكبيرة القليلة، والمكسيك، بصلاتها القوية مع الولايات المتحدة، في وضع جيد لتحقيق هذا النوع من النمو المطرد خلال العقود القادمة.
«المكسيك هي الدنمارك المقبلة» عبارة قد تبدو غريبة ورغم أنها غير قابلة للتصديق، فهي عبارة قد تتحول إلى حقيقة في نهاية المطاف.