وأشار إلى أن علي فرد من أسرة صومالية ميسورة الحال تم منحها حق اللجوء في بريطانيا بعد ما مزقت الحرب بلادهم في التسعينيات، وتم تنبيه السلطات البريطانية في السابق إلى تطرفه وتمت إحالته إلى برنامج المملكة المتحدة «بريفينت» لمكافحة الإرهاب. وأضاف: لم يتم تحديد السبب الدقيق لهجومه المزعوم على هذا النائب بالذات، والذي اعترف به، ولكن يعتقد أنه ربما يكون قد تأثر بحركة الشباب، وهي جماعة تابعة للقاعدة تعمل في الصومال وكينيا. وأردف: في الشهر الماضي، حذر كين ماكالوم، رئيس جهاز الأمن البريطاني MI5، من أنه لا شك أن انتصار طالبان في أفغانستان هذا الصيف شجع المتطرفين في كل مكان.
ومضى يقول: قد يكون القتل في إسيكس أول هجوم إرهابي ناجح في بريطانيا ضمن تداعيات قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن الكارثي بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان.
هزيمة الغرب
وتابع: جاء طعن أميس الوحشي في أعقاب هجمات إرهابية في النرويج أسفرت عن مقتل 5 وجرح 3 الأسبوع الماضي وهجمات أخرى في نيوزيلندا في سبتمبر أسفرت عن إصابة 5 أشخاص.
واستطرد: احتفل الإرهابيون في جميع أنحاء العالم بهزيمة الغرب بعد استيلاء طالبان على السلطة في كابول، ولم يقتصر الأمر على تنشيط هذه الخلايا الإرهابية فحسب؛ بل سيؤدي أيضا إلى زيادة التجنيد وزيادة التمويل من المؤيدين المتطرفين.
وأضاف: قبل انسحاب بايدن، كان تنظيم القاعدة في مرحلة متدنية من حظوظه، بعد تدميره بضربات الطائرات الأمريكية دون طيار في المناطق القبلية الباكستانية، والنكسات الكارثية في سوريا والعراق واليمن، ومقتل أسامة بن لادن وصعود تنظيم «داعش» لقد تعززت مكانتهم الدولية الآن بين زملائهم المتطرفين، لأنهم يشاركون في مجد نجاح طالبان الذي لعبوا فيه دورا.
وبحسب الكاتب، ستستفيد القاعدة وداعش والشبكات المتطرفة الأخرى من النجاح الكبير لحركتهم العالمية، وتوجيه وإلهام الهجمات في جميع أنحاء العالم، ومحاكاة داعش في ذروة قوتها في سوريا والعراق، وتشجيع التطرف لدى الآلاف والإلهام بهجمات الطعن بالسكين وهجمات الدهس بالمركبات والتفجيرات والأسلحة النارية في العديد من البلدان.
ونوه بأن الأفق كئيب للغاية، مضيفا: لكن هذا الإلهام الواسع للإرهاب لن يكون أخطر نتيجة إرهابية للانسحاب.
ومضى يقول: سنرى المتطرفين يتدفقون إلى أفغانستان للانضمام إلى الإرهابيين هناك، كما فعلوا في السنوات التي سبقت 11 سبتمبر، سيقومون بالتدريب والتنظيم وإنشاء الاتصالات العالمية والتخطيط للهجمات وتلقي التوجيه والتمويل من القيادة.
وأشار إلى أن تنظيم خراسان، الذي يضم عدة آلاف من المقاتلين في أفغانستان، يشكل تهديدا مماثلا.
سيطرة الحركة
ومضى يقول: يزعم العديد من القادة السياسيين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أن طالبان أعداء لدودون لداعش، حتى إن البعض يقترح أننا قد نشكل تحالفا ضد التنظيم مع إرهابيي طالبان، لكن هذا الطرح البغيض هو مجرد محاولة للمساعدة في الحد من التداعيات السياسية لأفعالهم غير الحكيمة التي سهلت سيطرة الحركة.
وأضاف: الحقيقة هي أن طالبان وداعش يقتلان بعضهما بعضا في بعض الأحيان ويتعاونان أحيانا، وهي ظاهرة تتجاوز إدراك العديد من المعلقين والسياسيين في الغرب، لكنها نمط مألوف في المنطقة.
واستطرد: كما أصبحت طالبان الآن أكثر مواجهة في طموحاتها المتطرفة. قبل عام 2001 كانوا يركزون في الغالب على أفغانستان، اليوم، بعد 20 عاما من محاربة القوات الغربية ومع العديد من الأعضاء الشباب الذين لديهم وعي دولي أكبر، تتجه أعينهم أيضا إلى الدور العنيف الذي يمكن أن يلعبوه في تمدد عالمي.
وأوضح أن الخليط الناتج عن ذلك سيكون أكثر فتكا مما كان عليه الحال قبل 11 سبتمبر 2011.
وتابع: التهديد من أفغانستان ليس للغرب وحده، كما أن هناك مخاطر جسيمة على روسيا ودول آسيا الوسطى والدول الإسلامية خاصة في العالم العربي، كما تخشى باكستان والصين، القوتان الخارجيتان المهيمنتان في أفغانستان اليوم، من الإرهاب القادم من البلاد.
وأوضح أن لدى باكستان سببا وجيها للقلق، رغم أن أجهزتها الاستخبارية والجيش كانت أكثر الداعمين الفعالين لطالبان، الذين دون دعمهم لما كان بإمكانهم الاستيلاء على السلطة في كابول.
وأردف: بعد حملة قمع ضد حركة «طالبان الباكستانية» التي شنت منذ فترة طويلة حملة قاسية ضد إسلام آباد، لجؤوا إلى أفغانستان، كما هو الحال مع المتطرفين في جميع أنحاء العالم، ستستلهم حركة «طالبان باكستان» نجاح زملائهم المتطرفين.
ترسانة نووية
وتابع: كان احتمال حدوث تمرد ناجح يقوم به متطرفو باكستان، التي لديها ترسانة نووية، مصدر قلق طويل الأمد للولايات المتحدة، التي استثمرت موارد استخباراتية وعسكرية ضخمة للمساعدة في منع ذلك، لكن تم سحب معظم هذه القدرات مع الخروج من أفغانستان.
ومضى يقول: يحتاج الشيوعيون الصينيون إلى الاطمئنان بشأن احتمالات انتشار التمرد عبر الحدود إلى منطقة شينغ يانغ المجاورة المتمتعة بالحكم الذاتي.
وأردف: مثل باكستان، دعمت الصين تمرد طالبان لسنوات عديدة، في المقابل، كثيرا ما تلاحق طالبان وقتلت العديد من قادة الأويغور، الذين لجؤوا إلى أفغانستان.
وأشار إلى أنه في ظل حاجة يائسة للحصول على أموال بكين ودعمها السياسي، يمكن الاعتماد على طالبان لفعل كل ما في وسعها لمنع أي تصدير للتطرف إلى الصين.
وبحسب الكاتب، ستسعى الصين أيضا إلى حشد دعم طالبان في كبح أي هجمات أخرى لحركة طالبان باكستان، كما حدث سابقا، ضد شعبها ومشاريعها في باكستان، التي ترتبط بشكل وثيق مع حكومتها.
واستدرك: لكن لا يمكننا أن نتوقع مثل هذه الجهود من بكين لمنع الأعمال الإرهابية ضد الغرب، على العكس من ذلك، مع اشتداد الحرب الباردة الجديدة، أصبحت الصين أكثر قدرة على استخدام تعاونها المتزايد مع طالبان لتجنيد المتطرفين من أفغانستان كوكلاء ضد الولايات المتحدة.
وأضاف: لم يجلب انسحاب الرئيس بايدن الظلام والفوضى لشعب أفغانستان فقط، وقوض المصداقية الإستراتيجية للغرب بشكل قاتل، بل أطلق العنان أيضا لما قد يتحول إلى أخطر تهديد إرهابي واجهه العالم حتى الآن.