حيث ناقش المنتدى الذي عُقد على مدى يومين ثلاثة محاور رئيسة تشمل أدوات تمكين الأسرة من اتخاذ قرارات مستنيرة في ظل المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية الحالية، مسؤولية الأسرة تجاه البيئة والمجتمع والاقتصاد ودور الأسرة في تنمية رأس المال البشري، والأسرة كراعي أول للهوية الثقافية والوطنية للنشء.
واستهل المنتدى بالأمس بعقد جلسة حوارية بمشاركة أصحاب المعالي الوزراء وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد بن سليمان الراجحي، وزير العدل الدكتور وليد بن محمد الصمعاني، وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ ورئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتور عواد بن صالح العواد، تحدثوا فيها عن الأسرة ورؤية 2030، ومدى أهمية الأسرة التي تعتبر نواة المجتمع ومصدر نمائه، لا سيما وأن الرؤية قد أولت اهتماما بالغا بالأسرة، حيث جاءت تحت أهم المحاور التي ترتكز عليه الرؤية وهو المجتمع الحيوي والذي يعتبر أساسا لتحقيق هذه الرؤية، كما وتحدث بالأمس عدةً من الخبراء والمختصين عن أدوات تمكين الأسرة من اتخاذ قرارات في ظل المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية الحالية.
واستكمل المنتدى يومه الثاني بعقد جلسة حوارية أدارتها الدكتورة ميمونة الخليل، مديرة المرصد الوطني لمشاركة المرأة في التنمية بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، وتحدثت فيها السيدة يانيكي كوكلر، نائبة المدير الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربية عن مسؤولية الأسرة تجاه البيئة والمجتمع والاقتصاد، ودور الأسرة في تنمية رأس المال البشري، كما وناقش النائب المكلف للممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في المملكة العربية السعودية الأستاذة كوثر زيروالي المسؤولية المجتمعية للأسرة كأداة لتحقيق التنمية المستدامة، وناقش الأستاذ محمد آل رضي، المدير العام لجمعية المودة للتنمية الأسرية، والأستاذة جمانة حاج أحمد، نائبة ممثل مكتب اليونسيف بمنطقة الخليج، دور الأسرة في حماية البيئة بينما استعرض الدكتور سالم باشميل، مشرف برنامج ريالي للوعي المالي، سدكو القابضة، نماذج اقتصادية لتحقيق التنمية المستدامة، وسلط الضوء على ثقافة الادخار والاستهلاك الرشيد، وختمت الجلسة بمناقشة موضوع الأسرة وتنمية رأس المال البشري (تنمية المواهب ومواجهة التحديات) بمشاركة الدكتور محمد مقدادي أمين عام المجلس الوطني لشؤون الأسرة بالمملكة الأردنية الهاشمية، والأستاذ إسماعيل المحيذيف، مدير الإدارة العامة للتخطيط برنامج جودة الحياة.
أما الجلسة الثالثة والأخيرة والتي أدارها الدكتور عبدالله العساف عضو هيئة التدريس في كلية الإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وشاركت فيها الدكتوره هالة يوسف، المستشار الإقليمي للسياسات والبيانات السكانية بصندوق الأمم المتحدة للسكان في منطقة الدول العربية، للحديث عن الأسرة كونها الراعي الأول للهوية الثقافية والوطنية للنشء، كما ناقشت الجلسة دور الأسرة في تعزيز المواطنة الصالحة وتكريس قيمها في نفوس الأبناء، بمشاركة الدكتورة رانيا الشريف، أستاذ مساعد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والدكتورة بدور الريس، نائب الرئيس التنفيذي لبرنامج تنمية القدرات البشرية، وفي موضوع الأسرة وتشكيل الهوية الثقافية، تحدث د. زياد الدريس، سفير المملكة العربية السعودية السابق لدى اليونسكو، والأستاذة خلود الأمير المدير التنفيذي لقطاع الشؤون التنظيمية بالهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، وختمت الجلسة بعرض تجارب دولية ومحلية تعكس أهمية الأسرة كمؤسسة تربوية ودورها في تنمية المواهب لدى النشء وتحقيق الأهداف الوطنية، وشارك فيها الدكتور خالد الشريف، مدير عام مركز التميز في مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة(، والأستاذة ندى دروزه رئيس مركز المرأة للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا)، بالإضافة إلى السفير إيهاب فوزي، نائب المديرة التنفيذية لمنظمة تنمية المرأة.
وبهذه المناسبة قالت الدكتورة هلا التويجري الأمين العام لمجلس شؤون الأسرة أن المنتدى أحدث حراكاً إيجابياً على المستوى الاجتماعي والتنموي وتحدث فيه عدد من أصحاب المعالي الوزراء حول العديد من القضايا المعاصرة التي تمس الأسرة السعودية وفق مستهدفات رؤية المملكة 2030 إضافة إلى الإثراء المعرفي الذي قدمه خبراء المنتدى والمنظمات الإقليمية والدولية من خلال الجلسات على مدى يومين، حيث نعمل الآن على رصد وصياغة التوصيات التي سنشاركها مع كافة الجهات ذات العلاقة بالأسرة، مقدمةً شكرها لمعالي الوزراء الذين شاركوا في الجلسة الحوارية للمنتدى وجميع المتحدثين على ماقدموه من محتوى علمي ثري انعكس بالإيجاب على نجاح فعاليات المنتدى.
