وليصبح التغيير والتطوير في مؤسسات الأعمال الربحية وغير الربحية ثقافة تتعاقب عليها الأجيال لا بد من تنميته وترسيخه بين جميع الموظفين بمساندة الإدارة العليا، وذلك من خلال سياسة الباب المفتوح بين الإدارة والموظفين. وللإدارات العليا في الشركات والمؤسسات الحكومية الخدمية دور أساسي في نجاح التغيير والتطوير الفعال، حيث لم تعد سياسة «لا تحرك ساكنا» وكذلك سياسة «وجه تعرفه ولا وجه ما تعرفه» مناسبتين لبيئة أعمال اليوم لأن العالم يتغير بوتيرة معقدة ومتسارعة لا تعطي المتأخر عن ركب التغيير والتطوير الفرصة للتسويف والتأجيل. وبالتأكيد أدعو إلى خروج إدارات الشركات والمؤسسات الحكومية من سياسة «لا تحرك ساكنا» وسياسة «وجه تعرفه ولا وجه ما تعرفه» اللتين جمدتا الفكر الإداري والإبداع والابتكار والمبادرة فيها ما يجعل إداراتها تتحسر على ضياع الفرص المتاحة للشركات الوطنية نحو المنافسة العالمية.
لقد تبنت الجامعات المتميزة في الدول الصناعية المتقدمة العديد من البرامج في التغيير والتطوير مثل مقرر إدارة التغيير ومقرر التطوير الإداري، وكلها قائمة على أساس التغيير الهادف والفاعل. ويقوم تخصص إدارة التغيير على تطوير الفرد وفريق العمل والمؤسسات بما تقوم عليه المنافسة من قدرات تنافسية متميزة في الحاضر والمستقبل. وهناك متطلبات يجب توفرها لتنفيذ التغيير المطلوب بسلاسة ونجاح بأقل ما يمكن من مقاومة للتغيير. وأبرز هذه المتطلبات أهمية التزام الإدارة العليا بدعم التغيير معنويا وماديا، وذلك بتوفير الموارد البشرية والمالية اللازمة لتنفيذ خطة التغيير التي تحقق الأهداف المخطط لها بما يعود على الشركات والمؤسسات الخدمية الحكومية بالفائدة.
إن الاختيار الناجح لقيادة التغيير له أهمية كبيرة في نجاحه، لذلك يجب أن يكون مدير أو قائد التغيير ملما بالعملية وواضحا في رسالة التغيير ومقبولا لدى الموظفين المنفذين للتغيير حتى لا يواجه مقاومة تؤثر في النتائج المأمولة من سياسة التغيير والتطوير. ولا بد أن يختار مدير التغيير أو قائده عناصر بشرية مؤهلة لتنفيذه بحيادية وموضوعية لما لذلك من أهمية في مصداقية خطة التغيير.
وفي الختام أرى أن التغيير والتطوير ثقافة وقيم مشتركة بين جميع المنتسبين للمؤسسات. ويعتبر التغيير والتطوير الدافع والمحفز القوي للمنافسين نحو تحسين أداء الشركات والمؤسسات الحكومية الخدمية وبالتالي يعود بالخير على الوطن والمواطن. وما نراه اليوم من تحسن في مستوى المعيشة والرفاهية في الدول المتقدمة كان نتيجة تبني سياسات التغيير والتطوير المستمر في المنتجات والخدمات وما تقدمه تلك الحكومات للقطاع الخاص من دعمين مادي ومعنوي نحو تحسين جودة الحياة.
كلية الأعمال KFUPM
@dr_abdulwahhab