أطلق المؤتمر في 26 أكتوبر ولمدة 3 أيام، وشارك فيه أكثر من 5000 مشارك و2000 بعثة ورؤساء أكبر المصارف العالمية، وشركات إدارة الأصول وصناديق استثمار عالمية، وبدأ المؤتمر بعرض فيلم قصير عن الآثار المدمرة للكوارث الطبيعية، تضمن مقاطع مروعة لحرائق غابات وأعاصير شديدة وفيضانات جارفة، وأخرى تبرز تأثير التلوث البيئي على الكائنات الحية فوق الأرض وفي عمق البحار.
وقد سبقه ختام أعمال قمة «مبادرة الشرق الأوسط الأخضر»، بمشاركة العديد من رؤساء دول العالم، وهي الثالثة التي تعقد تباعا بعد منتدى «مبادرة السعودية الخضراء» و«قمة الشباب الأخضر»، التي أعلن عنها الأمير محمد بن سلمان لإحداث تأثير عالمي دائم، في مواجهة ظاهرة التغير المناخي وحماية الأرض والطبيعة، والإسهام بشكل قوي وفاعل في تحقيق المستهدفات العالمية؛ بما يدفع عجلة مكافحة الأزمات المُرتبطة بالمناخ بشكل منسق إقليميًا ودوليًا.
أكد ريتشارد أتياس، الرئيس التنفيذي لمؤسسة مبادرة «مستقبل الاستثمار»، أن «بناء الثقة يحتاج إلى وجود شركاء يعملون معك. الأمر ليس سهلاً أن تقنع الشركات العالمية للانضمام إلى مبادرة مستقبل الاستثمار كشركاء إستراتيجيين»، مؤكداً أن المبادرة ستطلق العديد من المبادرات في الرعاية الصحية والذكاء الاصطناعي والحوكمة الاجتماعية والبيئة والتعليم، مبيناً أن «العمل بدأ محلياً وعالمياً، والفكرة ولدت في السعودية، وتم تسجيلها في الولايات المتحدة الأمريكية، وسيتم افتتاح مكتب في آسيا».
هذه المبادرة تعني لنا الكثير كمواطنين في المملكة لأنها تسعى إلى:
• تمكين فئة الشباب بفعالية أكبر في مجالات استثمارية كثيرة أهمها الرعاية الصحية والذكاء الاصطناعي والحوكمة الاجتماعية والبيئة والتعليم.
• جمع أصحاب الأفكار الإبداعية بغرض عرض أفكارهم ومناقشتها من الجانب الاستثماري.
• إعداد المواهب للوظائف الجديدة، وريادة الأعمال والابتكار والتقنية.
• تحقيق المساواة في الفرص ومنها الفرص التعليمية والصحية.
• الاستثمار في المياه النظيفة.
• محاربة الفقر.
ما نراه اليوم هو نتاج رؤية التزم بها سمو ولي العهد محمد بن سلمان الأمير الشاب، نستذكر فيها مقابلاته ومنها في 28 أبريل من 2016 حين عبر عن حالة الاعتماد على النفط كحالة إدمان نفطية تسببت في إهمال تنمية قطاعات كثيرة في الفترة الماضية بما فيها تنمية الإنسان، وكذلك باهتمامه بفئة الشباب، الذي شبه همته بقمة جبل طويق، ملبيا احتياجاتهم مواكبا للتطورات الاجتماعية والإنسانية والاقتصادية بمبادرات وبرامج تعنى بإيجاد حلول للمشاكل الملحة لهم، ومؤكدا فيها استخدام الطاقة النظيفة والاستثمار فيها من مشاريع ضخمة منها نيوم الأضخم على مستوى العالم وافيا بعهده بانتهاء مرحلة «إدمان النفط» والاعتماد على مصادر دخل أخرى لدعم الاقتصاد السعودي وتنمية جميع قطاعات الدولة، ومؤكدا فيها أن الإنسان أولا.
إن قوة وثروة السعوديين الحقيقية ليست في نفطهم أو موارد بلادهم الطبيعية، بل في شعبهم وقيمه وقيادته وترابطهم وقت الأزمات، لذلك أنا أعمل معهم لأنني أثق بهم، ولأن لديهم طموحا كبيرا، هذا أصدق ما يقال تجاههم.
هذا ما قاله ريتشارد أتياس الرئيس التنفيذي لمبادرة «مستقبل الاستثمار»، ونحن نشهد وعدت فوفيت يا أميرنا المحبوب.
DrLalibrahim@