فالأمان يكون أولا بالقرب من الله سبحانه فهو مصدر السعادة والأنس والأمان الروحي قال تعالى في كتابه العزيز:
«ألا بذكر الله تطمئن القلوب»
فالأمان نسبي عند الأشخاص فعندما تعيش بين أسرة محاطة بالأمان والتقوى والخوف من الله، وقد يعيش الأشخاص أمانا وهميا زائفا قد لا ينتبه له فتنتهي مدته، وحينها يبحث عن أمان غيره بمعنى أن الأمان لم يكن قائما بتقوى الله وإخلاصه له قد يتلاشى لأسباب دنيوية لذلك كان القرب من الله هو غاية الشعور بالأمان الروحي..
فأعلى درجات الأمان هو الرضا بما قدره الله وقسمه لك بحيث لا تتمنى زوال نعمة غيرك ولا تصل إلى الحقد والحسد فهذا هو الأمان النفسي..
قرأت ذات مرة «من يتق الله في قلبه سيبقى الله في قلبه»، وقد يجد الإنسان الأمان العاطفي عند صديق ولا يجده بين أهله قد يكون وسط أسرة صالحة لكنها تجهل طريقة التعامل والحوار مع أبنائهم ومعالجة الأخطاء فيضطر الاتجاه إلى غيرهم ليجد الأمان بينهم..
فكما قلت سابقا هو شعور نسبي يختلف من شخص لآخر، يتواجد بحسب الحاجة الملحة التي يحتاجها الإنسان مثل الفقير عندما يحصل على بعض المال فيشعر بالأمان والطفل في حضن أمه فيشعر بالأمان وهكذا يختلف على حسب الحاجة..
فشعور الأمان العاطفي شعور جميل جدا مثل ما يكون في شريك عمرك فإنك تألف الشخص وترتاح إليه فهو أسمى الشعور، فيكون معك في الفرح والألم، فشعور الأمان أحلى من الحب بألف مرة لأن أي شخص على وجه الأرض قادر أن يمنحك الحب لكن نادرا ما تجد شخصا يحسسك بالأمان ويجعل أيامك تمر بداخلك بكل طمأنينة بدون خوف وقلق، فهو شعور يشبه النسيم البارد بعد المطر، فالفرق الوحيد أن النسيم البارد يمر بجانبك والأمان يسكن صدرك ويشعرك بالارتياح التام..
وهناك أمان آخر هو أمان المكان الوطن الذي يحتوينا والأمان الذي يحسسنا بكل ارتياح واستقرار نفسي..
فكلما كان الإنسان قريبا من الله زاده راحة، والطمأنينة من الأمان الروحي والنفسي والعاطفي.
«من محطة الأمان الروحي أحدثكم..».
@Sa_Alaseri