فنبدأ بالاستدامة، التي ورد لها أكثر من 100 تعريف كما ذكرت إحدى المراجعات العلمية ولكن أفضل تعريف لها برأيي هو أن الاستدامة تكون بتلبية حاجات الجيل الحاضر بدون الإخلال باستطاعة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها. والاستدامة تقوم على ثلاث ركائز لا بد من تحقيقها جميعا، وهي: الإنسان والطبيعة والاقتصاد، فإذا اختلت إحداها سقطت الباقيتان، فلا رفاهية للإنسان بغير اقتصاد مزدهر، وإذا تدهورت النظم الطبيعية فلن يوجد اقتصاد مزدهر.
أمّا الاقتصاد الدائري، فله تعريفات متعددة أيضا، ولكن تعريف مؤسسة إيلين مكأرثر(Ellen Macarthur Foundation) هو التعريف الأكثر شهرة، وهو بعكس الاقتصاد التقليدي الخطي، الذي يختصر بثلاث كلمات:
1- استخرج.
2- استهلك.
3- وثم ارميه.
بمعنى استخراج المادة الخام من الطبيعة، ثم تصنيعها واستهلاكها ومن ثم التخلص منها كنفايات. في المقابل الاقتصاد الدائري يهدف إلى تحقيق الاستدامة في الاقتصاد، وذلك عن طريق ثلاثة مبادئ:
1- إزالة النفايات والتلوث.
2- إعادة تدوير المنتجات والمواد.
3- إحياء وإنعاش الطبيعة.
إزالة النفايات والتلوث تكون بتغير طريقة الاستهلاك وتطوير تقنيات أنظف بيئيا وثاني المبادئ هو إعادة تدوير المنتجات والمواد، وذلك بتصميمها بطريقة تسهَل إعادة تدويرها وإبقائها داخل الاقتصاد مما يقل استهلاك الموارد الطبيعية وإحياء الطبيعة يكون بمحاكاتها في إعادة تدوير المواد، فالأنظمة لا تحتوي على نفايات فالكربون المتواجد في أنسجة المخلوقات يتم تحليله بواسطة المخلوقات المجهرية، ويستخدم في بناء أنسجة حيوية أخرى، خلاصة القول في الاقتصاد الدائري هو محاكاة وتقليد للأنظمة الطبيعية مما يجعل الإنسان أكثر تناغما معها.
أخيرا اقتصاد الكربون الدائري هو أحد تطبيقات الاقتصاد الدائري، ولكنه يركز على عنصر الكربون، الذي هو أساس الطاقة، فهو يهدف إلى زيادة كفاءة استهلاك الطاقة وتقليل مصادر الطاقة التقليدية ذات البصمة الكربونية العالية، وزيادة إنتاج الطاقة من المصادر المتجددة، وكل ذلك يسهم في تقليل انبعاثات الكربون، الذي يعد أحد أهم عوامل الاحتباس الحراري.
المختصر المفيد أن الاستدامة هي مدرسة فكرية، فالاقتصاد الدائري هو إستراتيجية التنفيذ واقتصاد الكربون الدائري هو أحد أهم الأمثلة لهذه الإستراتيجية.
[email protected]