DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

بعد العراق وأفغانستان.. هل خسرت واشنطن سوريا أيضا؟

بعد العراق وأفغانستان.. هل خسرت واشنطن سوريا أيضا؟
بعد العراق وأفغانستان.. هل خسرت واشنطن سوريا أيضا؟
لم تنجح تضحيات 2400 جندي أمريكي في بناء دولة أفغانية ديمقراطية (رويترز)
بعد العراق وأفغانستان.. هل خسرت واشنطن سوريا أيضا؟
لم تنجح تضحيات 2400 جندي أمريكي في بناء دولة أفغانية ديمقراطية (رويترز)
أثار الانسحاب العسكري الأمريكي من أفغانستان والعراق توقعات بأن واشنطن تعتزم الانسحاب من منطقة الشرق الأوسط بأسرها، بعد أن تسببت الحروب التي خاضتها في دول بالمنطقة تحت ذرائع مختلفة، في استنزافها معنويا وماديا وكلفتها عددا كبيرا من أرواح الجنود الأمريكيين، دون أن تحقق ما كانت تصبو إليه.
وهذه النتيجة، بالإضافة إلى رغبة واشنطن في التركيز على تحجيم قوى أخرى تعد تهديدا كبيرا لهيمنتها، وبالتحديد الصين وروسيا، جعلتها تفكر بعيدا عن منطقة الشرق الأوسط إلى حد ما، لتركيز الموارد على مجابهة تلك التحديات، مع الاحتفاظ قطعا بسبل لحماية مصالحها في المنطقة.
ويقول الباحث والمحلل علي دميرداش، الحاصل على دكتوراة في العلوم السياسية من جامعة كارولينا الجنوبية، في تقرير نشرته مجلة «ناشيونال إنتريست»: إنه ربما لا شيء يجسد الفشل الذريع لانخراط واشنطن في أفغانستان منذ عشرين عاما، وعدم كفاءتها الأوسع في بناء الدول بالشرق الأوسط من صور الأفغان المتشبثين بطائرات (سي 17) التابعة للقوات الجوية الأمريكية قبل أن يسقطوا من ارتفاع مئات الأقدام في الهواء ليلقوا حتفهم، ولم يكف مبلغ 2.3 تريليون دولار من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين ولا تضحيات أكثر من 2400 جندي، للتغلب على ضخامة الاختلافات العرقية والقبلية والدينية اللازمة لبناء دولة أفغانية ديمقراطية وصديقة للولايات المتحدة.
ويضيف دميرداش الذي عمل أستاذا للشؤون الدولية في كلية تشارلستون الأمريكية من 2011 إلى 2018، أن العراق يعد قصة مماثلة؛ فبعد إنفاق تريليوني دولار والتضحية بأكثر من 4500 جندي أمريكي، لم تكن طهران أبدا صاحبة نفوذ مؤثر في السياسة العراقية كما هي الآن.
وصوّت البرلمان العراقي على طرد القوات الأمريكية، وتقوم الميليشيات المدعومة من دولة إقليمية بشكل روتيني بشن هجمات بالصواريخ وقذائف الهاون والطائرات دون طيار على القوات الأمريكية المتمركزة في القواعد العسكرية العراقية، في محاولة واضحة لإجبارها على الخروج، وعلاوة على ذلك لم يمهد الغزو الأمريكي للعراق الطريق أمام تمدد إيران في العراق وسوريا ولبنان فحسب، بل سهل أيضا استغلال روسيا والصين لصناعة النفط العراقية ذات الربح الوفير، وأصبحت روسيا الآن المورد الرئيسي للأسلحة للعراق، بحسب دميرداش.
ويضيف الكاتب أن النمط نفسه يتكرر في سوريا، حيث يعتقد أنه تم نشر ما يقدر بنحو 900 جندي أمريكي، وكما هو الحال في أفغانستان والعراق، ورغم إنفاق مليارات الدولارات، فشلت واشنطن بعناد في رؤية عدم جدوى جهودها لبناء الدولة في سوريا، وببساطة، تحول الحقائق العرقية والقبلية والدينية على الأرض، فضلا عن وجود القوى الإقليمية، روسيا وتركيا وإيران، دون جهود واشنطن لإنشاء دولة كردية صديقة للولايات المتحدة في المنطقة، وبدلا من الحفاظ على مسعى عقيم، من الأفضل للولايات المتحدة أن تحاول خفض حجم خسائرها.
ويقول دميرداش: إن الولايات المتحدة لديها العديد من الإنجازات العظيمة، ولكن بناء الدول ليس أحدها، فمن فيتنام إلى أفغانستان إلى العراق، أثبتت واشنطن مرارا أن بناء الدول ليس المجال الذي تكمن قوتها فيه، وأشار إلى أن عجز أمريكا عن فهم آلاف السنين من الديناميكيات الاجتماعية والقبلية القديمة، التي تحدد هوية الشرق الأوسط، واعتمادها المفرط على الجيش الأمريكي، الذي لم ينج من المزيد من الدمار والفوضى، ودعمها المتهور والمندفع للوكلاء الذين يخلون بالتوازن الإقليمي، كلها عوامل ساهمت في فشل أمريكا في إحراز تقدم في الشرق الأوسط.
وخلص دميرداش إلى أنه منذ سقوط الاتحاد السوفييتي، أهدرت الولايات المتحدة الثلاثين عاما الماضية في التعثر بين نهري الفرات ودجلة في العراق وجبال أفغانستان، ومطاردة شبح الإرهاب، الذي لم يؤد إلا إلى استنزافها ماليا، ليحاصر الشعب الأمريكي بـ «الإجهاد الأبدي بسبب الحروب».