وقال: «سيختارهم رئيس الوزراء الذي سيتوافق عليه من مختلف قطاعات الشعب السوداني ولن نتدخل في من يختاره».
وأضاف أنه سيتم تعيين أعضاء جدد في مجلس السيادة وهو هيئة مدنية عسكرية حلها البرهان أيضا.
ومساء الخميس ترك البرهان الباب مفتوحا أمام احتمال عودة حمدوك لرئاسة الحكومة مرة أخرى قائلا: إن الجيش يتفاوض معه لتشكيل الحكومة الجديدة.
وقال البرهان في كلمة إلى جماعات ساعدت في الإطاحة بحكم البشير في 2019 إن مشاورات تجرى لاختيار رئيس للوزراء.
وأضاف وفقا لما ورد في مقطع فيديو بثته قناة الجزيرة: «لليلة دي أرسلنا له الناس ودخلنا له و(قلنا له)... كمل معانا المشوار حتى قعدتنا وقعدتكم دي أرسلنا ناس يتفاوضوا معه وما زال لدينا أمل».
وتابع قائلا: «قلنا له احنا نضفنا لك الميدان الآن... وهو حر يشكل الحكومة، ما بنتدخل في تشكيل الحكومة، أي زول (أحد) يجيبه ما هنتدخل إطلاقا».
تسوية سياسية
واحتجز حمدوك، وهو اقتصادي ومسؤول كبير سابق في الأمم المتحدة، في البداية في مقر إقامة البرهان وسمح له بالعودة إلى منزله تحت الحراسة يوم الثلاثاء.
ويقول حلفاء حمدوك إنه رفض مطالب قادة الانقلاب بالتعاون، وطالب بإعادة تقاسم السلطة مع المدنيين والإفراج عن الوزراء المعتقلين.
وقال مكتب ممثل الأمم المتحدة في السودان، الخميس، إنه عرض تسهيل تسوية سياسية لاستعادة المرحلة الانتقالية خلال اجتماع مع البرهان.
وعلقت دول غربية مساعدات بمئات الملايين من الدولارات التي تشتد حاجة السودان إليها منذ حل الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان حكومة تقاسم السلطة بقيادة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك يوم الاثنين.
وكان من المفترض أن تقود هذه الحكومة السودان إلى انتخابات في عام 2023 بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير قبل عامين.
مظاهرات حاشدة
ودعا معارضو انقلاب هذا الأسبوع إلى مظاهرات حاشدة اليوم السبت. وقتل ما لا يقل عن 11 محتجا في اشتباكات مع قوات الأمن هذا الأسبوع.
ووزع متظاهرون منشورات تدعو إلى «مسيرة مليونية» تحت شعار «ارحل!».
وقال شهود إن قوات الأمن أطلقت ذخيرة حية وطلقات مطاطية باتجاه المتظاهرين، ليل الخميس، في بحري عبر النهر من العاصمة الخرطوم. وقالت لجنة من الأطباء إن شخصا قتل في تلك الاشتباكات، بينما أصيب اثنان وهما في حالة حرجة.
وأكد تحرك البرهان الدور المهيمن الذي يلعبه الجيش في السودان منذ الاستقلال عام 1956، وذلك بعد أسابيع من التوتر المتصاعد بين العسكريين والمدنيين في الحكومة الانتقالية بسبب قضايا منها ما إذا كان سيتم تسليم البشير وآخرين إلى لاهاي لمواجهة اتهامات بارتكاب جرائم حرب.
وقال البرهان، الذي كان من المقرر أن يسلم قيادة المجلس السيادي إلى شخصية مدنية قريبا، إنه تحرك لمنع انزلاق البلاد إلى حرب أهلية ووعد بإجراء انتخابات في يوليو تموز 2023.
مجلس الأمن
طالب مجلس الأمن الدولي الجيش السوداني الخميس بإعادة الحكومة الانتقالية التي يقودها مدنيون، والإفراج عن جميع المعتقلين.
وقال المجلس إن أعضاءه «يدعون أيضا جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والإحجام عن استخدام العنف، ويؤكدون أهمية الاحترام التام لحقوق الإنسان، بما في ذلك حق التجمع السلمي وحرية التعبير».
كما قالت الدول الأعضاء إن أي محاولة لتقويض عملية الانتقال الديمقراطي في السودان، تعرض للخطر أمن البلاد واستقرارها، والتنمية بها.