قبل أيام تلقيت نصا أرسله لي أحد الأصدقاء، عبر تطبيق الواتس آب، واحترت بعد أن قرأت النص القصير الذي لم يتجاوز سطرا واحدا في كيفية تسميته، هل رسالة فقط أم رسالة وهدية، في الأصل وحسب قوانين التراسل فالنص رسالة ومرسلها رجل فاضل له جميل سابق لا يمكن أن أتجاوزه، حيث قدمني بثقة لقنوات فضائية مشهورة، والرسالة هدية في نفس الوقت انطلاقاً من القول المأثور للخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "رحم الله امرأ أهدى إلي عيوبي" وفي الحقيقة أن الرجل لعيب فيني سببه الانجراف وراء وسائل التواصل الاجتماعي بحثاً عن الانتشار حيث كنت أزود بشكل آلي كل أسبوع بنسخة من مقالي الذي ينشر في هذه الجريدة الغراء، الرسالة كانت مختصرة ومؤدبة وذات دلالة تقول: " معذرة الواتس أستخدمه فقط للعمل، شكراً لجهودك" بعد هذا السطر المقتضب القوي الدلالة والمعنى، شكرته لتحمل رسائلي للفترة الماضية، واعتذرت مع الوعد بوقف تدفقها إليه، وهذا ما تم بالفعل. قد أقول في نفسي أني خسرت قارئا، ومن سوء الطالع أن أكثر من تصله المقالات السياسية لا يحفل بها، والبعض لا يقرأ مطلقاً رغم أن هناك رسائل تصلني كردود أفعال، وتحوي قدرا من الفهم، وتجاري طرحي ككاتب لبعض الموضوعات، ولكن الحقيقة أني كسبت رجلا صادقا، مارس أدنى حقوقه في عدم الإزعاج الأسبوعي. ما دفعني لذكر هذه الحادثة التي قد تكون عابرة للبعض أني بمراجعة عدد الذين تصلهم مقالاتي بشكل أسبوعي يتجاوز (200) شخص ولم يخطر في بالي قبل هذه المرة أن أسألهم إذا كان وصول المقالات الأسبوعية إليهم لا يشكل لهم أهمية، فضلاً عما قد يشكله للبعض من إزعاج. ولكي نستفيد أنا والسادة القراء، والسادة المستقبلين من رسالة الرجل الفاضل الذي أعلن رغبة في عدم استقبال المزيد من المقالات الأسبوعية بطريقة مؤدبة، ولبقة، أقول لكل من يصله مقالي من هذا التاريخ وصاعد، أن صدري يتسع لكل أنواع الرسائل، حتى وإن كانت مثل رسالة الزميل الذي أخبرتكم بها. مقولة الشكر لمن أهدى إلينا عيوبنا خلق رائع وجميل وربما غير مألوف، وغير منطقي في ظل سباق الانتشار عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لان الأمر ببساطة أفضل أن يقرأ المقال، 10 أشخاص بقناعة وبحب وإقبال طبيعي على نوعية المقال، بدلاً من أن يرسل للعشرات وهو لا يشكل للغالبية منهم أي معنى. عبارة إهداء العيوب مدرسة كبيرة في ظني يجدر بنا التحلي بها لتخفف من اندفاعنا وراء الانتشار عبر وسائل التواصل دون إقامة وزن، واعتبار لمشاعر، ورغبات، ومواقف الآخرين. خاصة أن رسائل الواتس آب أصبحت في الآونة الأخيرة ومع كثرة المجموعات العامة، والخاصة، واستخدام البعض وأنا منهم مثل غيري طبعاً هذه الوسيلة للوصول للآخرين. في الكلام الختامي أؤكد لكل القراء الكرام خاصة من تصلهم كتاباتي الأسبوعية عبر تقنية الواتس آب أنه من الجميل منهم إحاطتي بالصورة التي يرونها مناسبة عن موقفهم من استمرار وصول المقالات إليهم من عدمه، وليتأكد الكل بأني أدرك أن ليس كل الناس، وبطبيعة الحال ليس كل من تصله المواد الأسبوعية مني مقبلا بالشكل الذي أتصوره على تلك المواد والمقالات. لذا أنتظر الهدايا حتى وإن كانت عيوبا، وشكرا للجميع.
@salemalyami