كما خرج المحتجون إلى الشوارع في مدن بوسط البلاد وشرقها وشمالها.
وكان الآلاف خرجوا إلى الشوارع الأسبوع الماضي احتجاجا على قيام الفريق أول عبدالفتاح البرهان بالإطاحة بحكومة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، في خطوة دفعت الدول الغربية إلى تجميد مساعدات بمئات الملايين.
انتشار عسكري
وفي وسط الخرطوم، انتشرت بكثافة أمس، قوات مسلحة شملت جنودا من الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وأغلقت قوات الأمن الطرق المؤدية إلى مجمع وزارة الدفاع والمطار، وكذلك معظم الجسور التي تربط بين الخرطوم ومدينتي أم درمان والخرطوم بحري.
ومع مقتل 11 محتجا على الأقل في اشتباكات مع قوات الأمن الأسبوع الماضي، يخشى معارضو المجلس العسكري من حملة قمع شاملة وإراقة المزيد من الدماء.
وفي الأحياء، أغلقت مجموعات من المحتجين الطرق أثناء الليل بالحجارة وقوالب الطوب وفروع الشجر والأنابيب البلاستيكية في محاولة لإبقاء قوات الأمن على مبعدة.
وقال رجل يدعى معتز «75 عاما»، كان يسير في الشارع ويبحث عن خبز يشتريه، إن الحياة العادية توقفت تماما في الخرطوم، وأضاف: «لماذا وضع البرهان والجيش البلاد في هذه الأزمة؟ كان يمكنهم حل المشكلة دون عنف».
لجان المقاومة
بخلاف الاحتجاجات السابقة؛ حمل الكثيرون صور حمدوك الذي ظل يحظى بشعبية رغم أزمة اقتصادية تفاقمت خلال حكمه.
وقال محمد، وهو عضو في لجنة مقاومة بأحد الأحياء: «حمدوك مدعوم من الشعب. إذا تولى حمدوك الحكم فلا بأس».
ولعبت لجان المقاومة في الأحياء دورا محوريا في التنظيم رغم اعتقال سياسيين بارزين. ونشطت هذه اللجان منذ الانتفاضة على الرئيس المخلوع عمر البشير التي بدأت في ديسمبر/ كانون الأول عام 2018.
ورفع المحتجون صور البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو والبشير، مغطاة باللون الأحمر.
وهتفوا: «اقفل شارع.. اقفل كوبري.. يا برهان جايينك دوغري».
إطلاق الرصاص
وأعلنت لجنة طبية سودانية سقوط قتيلين اثنين في منطقة أم درمان جراء إطلاق الرصاص الحي على محتجين على تقويض الانتقال الديمقراطي بالبلاد، تلبية لدعوات «مليونية 30 أكتوبر».
وقالت لجنة أطباء السودان المركزية، في بيان عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «ارتقى شهيدان الآن وذلك بمنطقة أم درمان برصاص ميليشيات المجلس العسكري الانقلابي الساقط لا محالة، طلق ناري بالرأس وآخر بالبطن».
وأكدت أن «الملايين التي تملأ الشوارع الآن لن تسمح للأفاعي أن تفلت وإن حصنت أوكارها بكل أساطيل الجحيم».
بدورها، أعلنت شبكة «سودان ناو» عن إطلاق الرصاص والبمبان على موكب الموردة في أم درمان.
ورفع المحتجون العلم السوداني ورددوا شعارات تؤكد استمرار تصعيدهم السلمي ضد هذه الإجراءات.
وتشهد العاصمة السودانية الخرطوم إغلاقا لجسور رئيسية، فيما أغلقت غالبية المحلات التجارية أبوابها خشية وقوع أعمال عنف.
وكانت وزارة الثقافة والإعلام في حكومة عبدالله حمدوك السابقة، دعت اليوم منسوبي القوات المسلحة والأجهزة الأمنية السودانية إلى الامتناع عن استخدام العنف تجاه المحتجين.