الأنشطة الثقافية
شملت الدراسة 3 تقارير، الأول بعنوان «الثقافة في القرن الحادي والعشرين»، وأعد بالتعاون مع Economist Intelligence Unit، واستعرض الوضع الحالي فيما يتعلق بالعرض والاستهلاك الثقافيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يركز على رسم خارطة للمشهد الثقافي، وديناميكيات الاستهلاك الثقافي، ويسلط الضوء على مدى توافر الأنشطة الثقافية لعشر مدن في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتمثل النتائج عينة من استبيانات المستهلكين لأكثر من 5000 مشارك، وتمثلت أبرز النتائج في أن المشاركة الثقافية تتسم بأنها في ازدياد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع معدلات نمو أعلى في الإمارات العربية المتحدة «دبي والشارقة» والمملكة العربية السعودية «الدمام وجدة والرياض» ومصر «القاهرة»، ويعد الوعي الثقافي المعزز الدافع الرئيسي وراء ازدياد معدلات المشاركة في الصناعة الإبداعية والثقافية، إذ يخطط 48 % من المشاركين لزيارة مواقع ثقافية خلال العام المقبل.
كما يكشف التقرير عن عدة اتجاهات ذات موضوعات محددة فيما يتعلق بالطلب الثقافي وتفضيلات المستهلكين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي: التاريخ والتراث اللذان برزا كمصادر جاذبة، إذ زار 44 % من المشاركين مواقع تاريخية وتراثية خلال الأشهر الاثني عشر الماضية، أما الأفلام والتليفزيون فبرزا كثاني أكثر الوسائل شيوعا مع وجود 20 % من المراهقين، الذين يرغبون في زيارة السينما والاستوديوهات ومهرجانات الأفلام.
ويبرز التقرير العوائق الرئيسية لعرقلة المشاركة الثقافية، ومن أبرزها: الإنفاق العام والدعم المحدودين، الحضور المحدود للثقافة في نظام التعليم السائد، ضيق الوقت، قلة الأنشطة والمرافق الموجهة للأسرة، لذلك أوصى التقرير بعدة توجيهات وتدابير سياسية لتسريع المشاركة الثقافية، مثل وضع السياسات وتقديم الخدمات والتركيز على جعل المشاركة الثقافية أكثر شمولا، وإقامة مبادرات لتعزيز التعلم الثقافي من قبل الحكومات أو المجتمعات، وتعزيز المشاركة والتعاون بين المؤسسات الثقافية.
رسم الخارطة
أما التقرير الثاني بعنوان «رسم خارطة للمشهد الثقافي والإبداعي في المملكة العربية السعودية» لتقديم مؤشر «CCI» الذي يعمل على تقييم مشهد الصناعة الثقافية والإبداعية عبر مختلف القطاعات الرئيسية والفرعية في السعودية، فتمحورت نتائجه حول مراجعة شاملة لأدبيات هذا الحقل واستطلاع رأي للمستهلكين شمل أكثر من 2400 مشارك محلي وأكثر من 10 مقابلات مع خبراء رئيسيين وجهات ذات مصلحة من المملكة، ويسعى التقرير إلى تقييم الوضع الحالي للصناعة الثقافية والإبداعية بالكامل في المملكة، واعتبارا من عام 2020، كانت قيمة مؤشر الصناعة الثقافية والإبداعية في المملكة 4 من 10، وتبرز هذه القيمة حجم الهامش القابل للتحسين، مع الأخذ بعين الاعتبار أن القطاع ما زال في مراحله الأولى، وفي الأعوام الأخيرة، شهدت هذه الصناعة جهودا مضنية لإدخال سياسات عامة وتمويل من شأنه أن يدعم نمو القطاع، إذ أسهم الدعم الحكومي في جعل جانب «السياسات واللوائح العامة» ذا العلامة الأعلى بقيمة بلغت 7 من 10.
وتتضح نتائج هذا التقرير في التالي: تجاوزت عائدات ألعاب الفيديو في المملكة مليار دولار أمريكي في عام 2019، بزيادة مقدارها 41 % منذ عام 2019، كما يستمع الشعب إلى حلقات البودكاست بشكل كبير، حيث تعد المملكة أكبر مستخدم لموقع «يوتيوب» على مستوى العالم، وشهد مجال الأزياء نموا في الآونة الأخيرة بعد إدخال العديد من فعاليات عروض الأزياء، وترتبط اللغة العربية ارتباطا وثيقا بالهوية السعودية مع وجود جهود متعددة تهدف إلى الحفاظ عليها وتعزيزها دوليا، بالنسبة إلى الأدب، تتجه الصناعة الحالية نحو الروايات، حيث تضاعف الإنتاج المحلي تقريبا منذ التسعينيات، أما الفن المرئي فيتبع اتجاه التنمية الإقليمية للقطاع، مع افتتاح العديد من المساحات التجارية في جميع أنحاء المملكة والمصحوبة بمبادرات مثل الفنانين السعوديين الشباب، إضافة إلى سرعة نمو قطاع الأفلام منذ رفع الحظر عن دور السينما، ويشهد استهلاك الأفلام على الشاشات الكبيرة ارتفاعا هائلا، أما قطاع الإنتاج المحلي فيشهد زيادة كبيرة مع إطلاق 23 فيلما منذ عام 2017.
أثر الجائحة
أما التقرير الثالث، فأعد المركز فيه دراسة تسلط الضوء على أثر جائحة كورونا في هذا القطاع، عبر دراسة استقصائية أجريت مع 1500 مستهلك سعودي، بالإضافة إلى مقابلات مع خبراء عالميين بارزين في القطاع والإبداعي، كانت أبرز نتائجها: انخفاض الإنفاق على الأنشطة الثقافية في جميع أنحاء المملكة نتيجة الجائحة، زاد عدد الأشخاص الذين ينفقون أقل من 100 ريال سعودي شهريا على العروض الإبداعية والثقافية من 22.5 % قبل الجائحة إلى 45.75 % منذ بدايتها، وأكد أن القطاع مهيأ لنمو قوي طالما تسمح الظروف بذلك، ويشعر 81 % من المشاركين بالراحة للعودة إلى الأنشطة الثقافية خارج المنزل، كما أدت جائحة كورونا إلى زيادة الرقمنة، ووصلت العروض الثقافية الافتراضية إلى مستويات غير مسبوقة حتى أصبح المشهد مشبعا بذلك، وأدت الجائحة إلى التحول المتسارع في استهلاك أكثر استدامة، ومرونة القطاع على الرغم من الظروف الصعبة، وأخيرا فإن المهتمين بالصناعات الثقافية الإبداعية يعملون على تجربة نماذج تمويل جديدة.
اللغة العربية ترتبط بالهوية السعودية وجهود متعددة للحفاظ عليها ودعمها دوليا
التاريخ والتراث أبرز مصادر جذب مستهلكي الثقافة بالمناطق محل الدراسة
الجائحة أدت لزيادة الرقمنة ووصول العروض الافتراضية إلى أعلى مستوى
قطاع الأفلام شهد نموا كبيرا منذ رفع الحظر عن دور السينما وإطلاق 23 عملا