في البداية تقول صحيفة «آي نيوز» البريطانية، إن هذه القمة تشكل إعلانا لحالة الطوارئ المناخية، حيث ستكون قضية محاربة الانبعاثات في طليعة الاهتمام الدولي، وأضافت: «سيصل العديد من أقوى قادة العالم إلى جلاسكو لمناقشة خطط الوصول إلى الهدف النهائي المتمثل في صافي انبعاثات الكربون الصفرية».
وأضافت الصحيفة: «تعد كوب 26 فرصة لأقوى الأشخاص في العالم للالتقاء ومحاولة العمل معا لحل أكبر تهديد على كوكب الأرض».
وفي بعض السنوات، كانت المحادثات متعثرة ولم يتم إحراز تقدم يذكر. ولكن بين الحين والآخر يتم تحقيق نجاح من خلال القمم المناخية المماثلة، كما هو الحال في كوب 21 في باريس، عندما وافقت كل دولة في العالم تقريبا على معاهدة مناخ جديدة، تلتزم بالحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى أقل من درجتين مئويتين وتهدف إلى الالتزام بمستوى 1.5 درجة مئوية، للتكيف مع آثار تغير المناخ، وإتاحة الأموال لتحقيق هذه الأهداف.
وأردفت «آي نيوز»: «يأمل المسؤولون البريطانيون أن تدخل كوب 26 التاريخ باعتبارها اجتماعا ناجحا على غرار باريس، وأن تقدم تعهدات جديدة من الدول لخفض انبعاثات الكربون بشكل أكبر وأسرع من أي وقت مضى».
المراوغات مرفوضة
من جانبها، قالت صحيفة «الجارديان» البريطانية، في موضوع بعنوان «كوب 26.. لا وقت للمراوغة»، إن محاولة بعض الدول المراوغة بشأن عدم إعلان هدف انبعاثات صفرية أمر مرفوض تماما، وأضافت أن قمم المناخ لا ترقى دائما إلى مستوى الطموحات، ولكن هذه المرة يجب أن يكون الحزم هو عنوان «كوب 26».
وأضافت الجارديان: «هذا العام، ربما أكثر من أي عام آخر، يحتاج العالم إلى القمة.. لقد مررنا بلحظات من الفوضى من قبل، بالطبع، عندما كانت حركة المناخ تتأرجح على شفا الانهيار في قمم كوب، وأحيانا يتم إنقاذها من خلال صفقات تتم في الوقت المحتسب بدل الضائع».
واستطردت: «لكن قمة جلاسكو 2021 تشعر بقدر أكبر من المخاطر، لأن حالة الطوارئ المناخية أكثر تأرجحا الآن من أي وقت مضى بين الأمل واليأس، والآثار موجودة بالفعل في كل مكان حولنا».
صافي الصفر
من جانبها، قالت صحيفة «ذي إيكونوميك تايمز»، إن المادة 6 من اتفاقية باريس لعام 2015 دعت إلى آلية سوق جديدة لتجارة الكربون، مشيرة إلى أنه لتعويض انبعاثات الكربون العالمية بالكامل بحلول عام 2050 والحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة، يجب بذل جهود عالمية متضافرة لتحقيق هذا الهدف.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصين حددت عام 2060 كميعاد مستهدف للوصول لصافي الانبعاثات الصفرية - والأمر نفسه حدث في المملكة العربية السعودية - بينما يوجد ضغط هائل على دول أخرى مثل الهند لتفعل الشيء نفسه.
ولفتت الصحيفة إلى أن الدول المتقدمة لم تفِ بالتزامها بإنشاء «صندوق مناخ أخضر» بقيمة 100 مليار دولار، بحيث يكون صندوق لمساعدة البلدان النامية على التحول إلى أنظمة الطاقة النظيفة.
وأضافت «ذي إيكونوميك تايمز»: سيكون هناك تذكير بهذا الوعد من جديد في جلاسكو، مع مطالبات بزيادة المبلغ بنحو 400-500 مليار دولار أخرى.
وأشارت الصحيفة الاقتصادية العالمية إلى أن الدول المتقدمة تريد تضمين الاستثمار الأخضر الخاص في الحسابات البيئية الخاصة بها، بينما البعض الآخر يريد أن يكون حكوميا بشكل صارم للحكومة.
حرب بيئية
وشبهت صحيفة «ذا برس» المهام التي ستتولاها القمة بالحروب، حيث تعتبر هذه حربا بيئية على تغير المناخ، وقالت الصحيفة: في الأوقات العصيبة، يبدو أننا كثيرا ما نود أن نتذكر روح زمن الحرب لفعل ما هو ضروري لهزيمة أعدائنا، هذه المرة العدو الذي يواجه العالم كله هو تغير المناخ.
وأضافت الصحيفة: تظهر الأدلة من حولنا أنه ليس لدينا رفاهية القيام بخلاف ذلك، إنه أمر خطير، ويجب أن يكون محور التركيز الأساسي للبشرية، مع الإصرار على قيام الحكومات وقادة الأعمال بالارتقاء إلى المستوى الصفري في الانبعاثات، وتسهيل الوصول إلى ذلك.
وحسب الصحيفة العالمية، فلتعويض الدول التي تأثرت بالانبعاثات التاريخية، يجب البحث عن وصول ميسور التكلفة إلى التكنولوجيا الخضراء.
وأردفت «ذا برس»: «هناك 25 ألف مندوب سافروا إلى جلاسكو من جميع أنحاء العالم على متن طائرات خاصة لحضور مؤتمر كوب 26 حتى الآن».
أطفال مهددون
في إطار متصل، أكد موقع «داون تو إيرث» أن كل طفل في العالم الثالث يقع تحت وطأة تهديد تغير المناخ، مشيرا إلى أن الأجيال الجديدة بصفة خاصة ستكون الأكثر تأثرا بتدهور حالة البيئة حول العالم، وكلما كانت الدولة أكثر فقرا، قلت قدرتها على حماية شعبها من أضرار تغير المناخ.
وسلطت الصحيفة الضوء بشكل خاص على قضية تلوث المياه، وأضافت: وجَّه مختلف هيئات الأمم المتحدة نداء عاجلا للدول لجعل المياه جزءا لا يتجزأ من مكافحة تغير المناخ. ويبدأ مؤتمر كوب 26 في توجيه رسالة تحذيرية إلى رؤساء الدول من قبل وكالات الأمم المتحدة، مثل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأغذية والزراعة، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، واليونسكو، واليونيسف، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وجامعة الأمم المتحدة، ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا، والشراكة العالمية.
وأضاف الموقع: «هناك حاجة ماسة لاتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي للعواقب المتعلقة بالمياه لتغير المناخ التي تؤثر على الناس والكوكب».
ونقلت وكالات الأمم المتحدة عن تقرير سابق لمنظمة اليونيسف أن أكثر من ثلث الأطفال في العالم معرضون بشدة لخطر ندرة المياه.
حلول مطلوبة
في السياق ذاته، قال موقع «إي في ويند» إن قمة كوب 26 هي «لحظة طال انتظارها»، وتعتبر قمة حاسمة في الجهود العالمية للتصدي للمخاطر الجسيمة لتغير المناخ.
ومما هو موضح في تقرير الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ في أغسطس، فإن الاحتباس الحراري الناجم عن النشاط البشري منتشر وسريع ومكثف.
وأضاف الموقع: «هناك العديد من القضايا المهمة التي يتعين على كوب 26 تقديم حلول لها، وما هو مطلوب قبل كل شيء هو وضع أهداف فردية أكثر طموحا لكل دولة لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وفقا لمسار متوافق مع 1.5 درجة مئوية. علاوة على ذلك، هناك حاجة لاتخاذ قرار نهائي بشأن الجزء الأخير، الذي يحدد الإطار الخاص بكيفية تنفيذ اتفاقية باريس»، وهذا من شأنه أن يمهد الطريق لمزيد من استخدام تسعير الكربون على مستوى العالم. وسيكون التمويل الدولي للمناخ أيضا قضية حاسمة في كوب 26، خاصة أن هدف الدعم الجماعي للبلدان النامية بمبلغ 100 مليار دولار أمريكي سنويا بحلول عام 2020، لم يتحقق بالكامل.
وتابع الموقع: «بالنسبة لنا، فإن قمة كوب 26 هي لحظة جيدة لإظهار صانعي السياسات وأصحاب المصلحة الآخرين كيف نتخذ إجراءات صارمة، وتقديم دورنا في السعي المشترك للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، ومدى تحقق أهدافنا المناخية الطموحة الجديدة لعام 2030 و2040».
مسئولية مشتركة
ختاما، قالت صحيفة «ذي إنديان إكسبريس» إنه في الأسبوعين المقبلين، يأمل العالم اليائس في إيجاد حلول جذرية لأزمة المناخ، والوصول إلى نتائج أفضل بكثير في مؤتمر الأطراف السادس والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، مقارنة بما حققه الاجتماع الذي انعقد قبل عامين.
ولفتت الصحيفة إلى أنه في أغسطس الماضي، حذر تقرير صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، من أن الكوكب قد يكون أكثر سخونة بأكثر من 1.5 درجة مئوية في العقدين المقبلين، حتى لو بدأت الدول في خفض الانبعاثات بشكل كبير على الفور.
وأدت هذه التحذيرات إلى زيادة التركيز على الآلية الطوعية لميثاق باريس لخفض الانبعاثات، والمساهمات المحددة وطنيا.
أيضا، بدأت الدول المتقدمة - بقيادة الولايات المتحدة التي أعادت الانضمام إلى ميثاق باريس في عهد الرئيس جو بايدن - في تضخيم دعواتها السابقة لمزيد من الطموح المناخي العالمي. وركز معظم المناقشات التي سبقت مؤتمر كوب 26 على حاجة جميع البلدان إلى الالتزام بهدف صافي انبعاثات الكربون بحلول عام 2050 تقريبا.
ولا يزال حياد الكربون موضوعا مثيرا للجدل، حيث يقسم بين البلدان المتقدمة والنامية، رغم وجود حوالي 130، وقد قطعت الدول التزامات متباينة لتحقيق هذه الغاية.
واختتمت الصحيفة: «إنها مسئولية مشتركة.. وعلى كل دولة أن تتحمل نصيبها بعدالة والتزام».
آي نيوز: رسالة تحذير جديدة حول الانبعاثات
الجارديان: لا وقت للمراوغة من بعض الدول
ذي إيكونوميك تايمز: آلية جديدة لسوق تجارة الكربون
ذا برس: مهام القمة أشبه بالحروب
داون تو إيرث: أطفال العالم الثالث تحت وطأة التهديد
إي في ويند: لحظة طال انتظارها