n إذا وقفت معك البيئة فلن تكون وحيدا. هكذا يقول درس التاريخ للإنسان، فهل من معتبر؟ لماذا نحرم أجيال المستقبل من وقفة البيئة معهم ولصالح حياتهم ونشاطاتهم؟ البيئة المطرية أصبحت خارج إطار الاهتمام البيئي. أشجار العرعر التي تشكل أكثر من (60) بالمائة من الغطاء النباتي لهذه البيئة الممطرة وغاباتها تموت واقفة. أي بشر نحن؟ أين الجهات الرسمية المسئولة؟ لماذا لا تستنفر إمكانياتها لمواجهة هذا الأمر الجلل؟ أكثر من (800) ألف شجرة عرعر ماتت في منطقة الباحة وحدها خلال سنة واحدة، بخلاف مناطق العرعر الأخرى خاصة جيزان وعسير.
n متى تكون البيئة الممطرة في جبال السراة والحجاز، محل غيرتنا وحمايتنا وأولويات اهتمامنا البيئي؟ متى تكون محل رعايتنا ومسؤوليتنا البيئية الأولى؟ متى تكون محل خططنا وبرامجنا وقبل هذا محل إستراتيجيتنا كجزء من مسئوليتنا تجاه خير مستقبلنا البيئي؟ هل ندرك وظيفة هذه البيئة المطرية؟ لماذا يتم تجاهل دورها ووظيفتها الطبيعية الجيولوجية والجغرافية؟ هل نعي أبعاد ونتائج موت شجر العرعر وغاباته على مستقبل المياه الجوفية في المملكة؟
n في ظل ظروف الإهمال والتجاهل، بجانب هشاشتها الطبيعية، أصبحت البيئة المطرية في مناطق الجنوب الغربي في وضع أقرب إلى الموت. إنها تموت بشكل متسارع. إنها تعيش عزلة عظيمة ومقيتة، لا تفاعل من أجل سلامتها لحياة أفضل لأجيالنا القادمة.
n بجانب موت شجر العرعر، تتعرض البيئة المطيرة لكل أنواع التدمير من جرف للشجر والمدر. حتى الجبال وصخورها طالها التدمير والعبث. لماذا لا نحس بخطورة نتائج هذا الموت وكوارثه المستقبلية؟ هل ننتظر مرحلة ما بعد الفوت، وعندما لا ينفع الصوت؟ مؤشرات موت بيئتنا المطيرة تتعاظم من عقود، لكن مؤشرات العمل الجاد لصالحها مفقودة.
n البيئة المطيرة في طريقها لفقد مقومات الحياة، ومنها التربة الوعاء الحافظ لجذور الغطاء النباتي والمياه. البيئة عالمنا الجميل، نرى أنفسنا فيها ومن خلالها. البيئة السليمة نعمة للإنسان بما تحويه من مكوّنات مساندة للحياة لا غنى عنها. البيئة كائن حي يمكن أن يموت.
n أن تطلق البيئة الممطرة مؤشرات إنذار بداية وقوع الكارثة، ولا نسمعها، فتلك مصيبة. ماذا يعني هذا؟ ما مدلول هذا التجاهل والإهمال؟ لماذا لا نتحرك لمواجهة وقف الكارثة؟ هل بقي هناك بصيص أمل للتفكير والتأمل في نجدتها؟ قد يكون هناك نافذة أمل لا أراها في ظل واقع اجتث كل أمل لأي حل.
n كيف نتلافى نتائج وقوع الكارثة وخطرها على أجيالنا القادمة؟ المؤشرات التي أمامي تبعدنا عن الحل بمسافات لا يمكن السيطرة عليها. كل الحلول المطروحة، إن وجدت، لم تحقق تلافي الكارثة. خيبتنا أكبر مما نتخيل، فهي عامل رئيس لتعميق المشكلة وانتشارها. ويستمر الحديث بعنوان آخر.
[email protected]