وبالإضافة إلى التأليف والترجمة يبرز لبنان من بين الدول المتفوقة كوجهة سياحية كونه جمع بين جمال الطبيعة واحترافية الشعب اللبناني في فنون الضيافة والتعامل مع السائحين ولا ننسى أهمية روح التعايش، الذي كان يعيشه اللبنانيون فلم يكن للتنوع المذهبي والطائفي والديني مكان، فكان السلم عنوانا للجميع مما انعكس بصورة أجمل وأشمل وأصبحت السياحة من أهم روافد الاقتصاد اللبناني شبه المفقود في وقتنا الحالي ببركات الحزب..
فمع وجود حزب الله، طبيعي أن تتغير الصورة بعد استفحال الورم الفارسي الطائفي، بوجوده غاب السلم والسلام وحلت الفوضى والطائفية المقيتة، التي أججتها وزادت من لهيبها التدخلات الإيرانية المستمرة، التي تطاير شررها حتى وصل لدرجة التدخل أو التأثير في تشكيل الحكومة وتعيين بعض الوزراء والاعتراض على آخرين، وما قاله جورج قرداحي من تصريحات تعكس توجه الرجل المتوافق مع توجه الحزب بمثابة متطلبات (CV) التعيين..
المآسي التي بسبب الحزب لا تعد ولا تحصى ولن ينسى اللبنانيون انفجارات مرفأ بيروت نتيجة حفظ ما يقارب من 3 آلاف طن من مواد خطرة وقاتلة من نترات الأمونيوم، التي كانت مخزنة في المرفأ وتسببت في الانفجار، الذي أودى بحياة أكثر من 100 شخص، وما يزيد على 4000 جريح وخسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات، ومَنْ لديه شكوك في الفاعل فعليه أن يتذكر أنه في علم الجريمة إذا أردت أن تبحث عن الجاني فابحث عن المستفيد!
هل يعقل ما يحصل لهذا البلد، الذي كان في صدارة الدول العربية لعقود طويلة قبلة للكتاب ومنارة للمثقفين في الشرق الأوسط والشمال الأفريقي لما يتمتع من فضاء مفتوح ومنفتح للجميع وعلى الجميع، فقد ازدهرت فيه دور النشر من تأليف وترجمة وطباعة للكتب السياسية والفكرية والروايات وغيرها.
دام الحديث عن الحزب فلا يمنع أن نختم بأمينه العام، الذي استطاع بما يمتلك من خطب بلاغية تتضمن جملا رنانة أوهم بها أهمية الحزب، فلولاه لاجتاح العدو الإسرائيلي جنوب بلادهم، الحقيقة أن السيد حسن وحزبه لا يشكلون تهديدا لإسرائيل ولا بنسبة 1 %، عرف عن الموساد يده الطولى، التي تصل لكل مَنْ يهدد الأمن الإسرائيلي، وليس تهديد خطابات وهذه حقيقة وليس تمجيدا للموساد، اكتفي بذكر لثلاثة رموز تم اغتيالهم لأنهم كانوا يشكلون خطرا حقيقيا على دولة العدو، فقد وصل الموساد إلى غرفة نوم خليل الوزير (أبو أياد) في جنح الظلام بتونس، ووصل إلى العالم المصري يحيى المشد في باريس داخل غرفته بالفندق، ولم يرحم إعاقة الشيخ أحمد ياسين -رحمهم الله جميعا- فهل يعجز عن الوصول للسيد حسن!؟
Saleh_hunaitem@