عندما تتأمل اعترافات الناس في مجالسهم وتقلب ما وراء أحاديثهم ستجد ممن يعترفون بالحقيقة أن ما فعلوه ارتد إليهم.. فالذي كان يعامل والديه بصورة سلبية معينة جاء من أولاده من يعامله بتلك الصورة.. والذي كان يلوم فلانا على (دشرة) أبنائه، وجدها اليوم في أولاده.. ومن يظلم سيأتيه من يظلمه، ومن عامل الناس بالطيب جاءه من يعامله بالمثل، لذلك كانت القاعدة الإنسانية في التعامل مع الناس أن تعاملهم كما تحب أن يعاملوك، هذا في التعامل.
وهناك قاعدة شرعية أخرى وهي: ألا نسخر ممن ابتلوا بأنواع البلايا دينية كانت أو دنيوية، وفي الحديث: «من رأى مبتلى فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا، لم يصبه ذلك البلاء».
إذا علمت أن ما تزرعه ستجنيه يوما، فلا ترم الناس بأحجارك القولية القاسية فكسر الخواطر قد يكون أعظم من كسر العظام، ولا تقابل الناس بجاهلية أفعالك البالية ثم تنتظر منهم أن يقذفوك بالورود.. ثق أنك إن زرعت وردا ستقطفه وإن زرعت شوكا فلن تحصد إلا الألم والوجع.
وخلاصة القول يا سادة.. أن الدنيا دوارة، وحتى لا تدور عليك الدوائر..
لا تشمت بعاثر.. لا تفضح أحدا.. لا تسخر من مبتلى.. لا تكشف سرا، فالجزاء من جنس العمل، فاختر جزاءك بنفسك.
* قفلة..
عش حياتك كما تريد لكن لا تؤذي أحدا، ولا تتلاعب بمشاعر أحد.
@alomary2008